استعاد «الفاميلي هاوس» ومعارك طاحنة في «منيان» و«ضاحية الأسد»
واصل الجيش العربي السوري تصديه لمسلحي ميليشيا «جيش الفتح» عسكرياً في الجبهات الغربية لمدينة حلب، بعد أن كثفت من عملياتها المسماة «ملحمة حلب الكبرى» وسيطرت على بعض المناطق، وإعلامياً عبر التصدي لحرب شائعات أطلقتها تلك الميليشيا مستغلة انقطاع الانترنت أمس عن المدينة.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش العربي السوري وبمؤازرة القوات الرديفة تصدى أمس لهجوم عنيف من مسلحين في «جمعية الزهراء» في محور جامع الرسول الأعظم، واستطاع استعادة «الفاميلي هاوس» بعد ساعات من خسارتها إثر تفجير عربة مفخخة يقودها انتحاري، وذلك ضمن المرحلة الثالثة مما أطلق عليه المسلحون «ملحمة حلب الكبرى» الثانية، بعدما أطلق المسلحون ذات المعركة نهاية تموز الماضي واستطاعوا خلالها فتح ثغرة للأحياء الشرقية لم تستمر سوى بضعة أيام.
وأوضح المصدر الميداني، أن الجيش اضطر مساء أمس للانسحاب من محور منطقة «منيان» التي تعد امتداداً لحي حلب الجديدة من الجهة الشمالية الغربية للأكاديمية التي وصلت الاشتباكات إلى محيطها وفق مواقع معارضة.
وقدرت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «الفتح» لـ«الوطن» عدد قتلى الميليشيات المسلحة المشاركة في معارك جبهات حلب الغربية بأكثر من 300 مسلح و700 جريح سقطوا خلال يومين من المعارك، وجرى نقلهم إلى المشافي الميدانية في الأتارب ودارة عزة وحوش كلس وأطمة عند الحدود التركية.
وقدرت المصادر عدد المسلحين المشاركين في النسخة الثانية «ملحمة حلب الكبرى» بأكثر من خمسة آلاف مسلح معظمهم من «الفتح»، فيما تشارك ميليشيات منضوية ضمن «درع الفرات» التي تقودها تركيا في العمليات مثل «تجمع فاستقم كما أمرت» و«الجبهة الشامية» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«فرقة السلطان مراد».
وأكد نشطاء معارضون أن المجموعات المسلحة سيطرت على «ضاحية الأسد بالكامل ومناشر منيان وكازية منيان ومعمل الكرتون وحواجز دشم الدواليب والصورة بالإضافة لإتمام السيطرة على كامل مشروع الـ1070 شقة»، على حين نفت مصادر «الوطن» دقة الشائعات السابقة وقالت إن المعارك متواصلة في تلك الجبهات.
ولفت النشطاء إلى أن ميليشيا «لواء الإيمان» في حماة التابعة لحركة «أحرار الشام» بدأت معركة قطع طريق خناصر»، واستطاعت مساء أمس «قطع الطريق بشكل جزئي بعد استهداف رتل للجيش كان متوجهاً إلى حلب».
في غضون ذلك أكد رئيس الطبابة الشرعية بحلب زاهر حجو، وفق نشطاء على «فيسبوك»، أن عدد الشهداء بلغ منذ الخميس 36 شهيداً و250 جريحاً، مؤكداً أن من بين الشهداء 11 طفلاً و6 نساء و19 رجلاً.
وفي ظل انقطاع خدمة الانترنت عن المدينة استغل المسلحون الأمر لإطلاق شائعات حول سيطرتهم على مناطق واسعة ومختلفة منها، قابلتها الإدارة السياسية بحلب بتسيير عربات في الأحياء الغربية للمدينة «لتكذيب إشاعات الإرهابيين» وفق نشطاء أكدوا أنها كانت «تبث الأغاني الوطنية» وأخبار الجبهات الدقيقة.
من جهته خاطب مفتي حلب محمود عكام أهالي حلب الجديدة ألا يخرجوا من بيوتهم حرصاً عليكم وعلى بيوتكم وأضاف: «لو أننا نعلم أن المنطقة غير آمنة فسنقول لكم بكل صراحة ونحن متأكدون من أن الجيش يحمي حلب بإذن اللـه وهو منتصر وأن المسلحين مهزومون لا محالة».
وطلب عكام من الأهالي أن يطمئنوا بأن «اليومين القادمين سيحملان لأهل حلب الطمأنينة وربما هذه آخر هجمة ستتعرض لها مدينة حلب وبعدها سيكون الخير لحلب وأهلها».