سوريةسياسة

الأسد لصحيفة بوليتكا الصربية: أمريكيا والغرب يتحملون مسؤولية اخفاق وقف إطلاق النار الأخير

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الحليفة لها تتحمل المسؤولية عن اخفاق وقف إطلاق النار الأخير لأن الإرهاب والإرهابيين بالنسبة لهم مجرد ورقة يريدون أن يلعبوها على الساحة السورية.

وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة بوليتكا الصربية أن روسيا جادة جداً ومصممة على الاستمرار في محاربة الإرهابيين في حين أن الأمريكيين يبنون سياستهم على قيم مختلفة تماما حيث يستخدمونهم كورقة يلعبونها في لعبة سياسية لخدمة مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الدول الأخرى في العالم.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن الدول الغربية أرادت استخدام القناع الإنساني لإيجاد مبرر للمزيد من التدخل في سورية سواء أكان عسكرياً أو عن طريق دعم الإرهابيين.

 وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

 

 السؤال الأول:

 سيادة الرئيس: لماذا أخفق وقف إطلاق النار الأخير، من المسؤول عن ذلك؟

الرئيس الأسد:

في الواقع، إن الغرب وبشكل أساسي الولايات المتحدة مارست الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وهم يفعلون ذلك دائماً فقط عندما يكون الإرهابيون في وضع سيئ، وليس من أجل المدنيين.. وهم يحاولون استغلال حالات وقف إطلاق النار لتقديم الدعم للإرهابيين إن كان لوجستيا أو بالسلاح.. والأموال.. وكل شيء من أجل أن يعاودوا الهجوم وأن يعودوا أقوياء من جديد.. وعندما لم ينجح ذلك طلبوا من الإرهابيين إفشال وقف إطلاق النار وذلك عبر الشروع في الهجوم مرة أخرى وبالتالي.. من المسؤول… إنها الولايات المتحدة والدول الغربية الحليفة لها.. لأنه بالنسبة لهم الإرهاب والإرهابيون مجرد ورقة يريدون أن يلعبوها على الساحة السورية.. إنهم لا يطلبون وقف إطلاق النار من أجل القيم.. هم ليسوا أصلا ضد الإرهابيين.. بالنسبة لهم.. فإن دعم الإرهابيين يشكل حرب استنزاف ضد سورية.. وإيران وروسيا.. هكذا ينظرون إلى الأمر.. وبالتالي فإن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ليس فقط فشل وقف إطلاق النار الأخير.. بل كل محاولة سابقة لوقف إطلاق النار وكل تحرك سياسي أو مبادرة سياسية.

 

السؤال الثاني:

لكن ما هي البلدان التي تدعم الإرهاب… أهي السعودية وقطر…

الرئيس الأسد.. السعودية.. وقطر.. وتركيا…

 الصحفي: تركيا…

الرئيس الأسد:

نعم.. لأن الإرهابيين أتوا من تركيا وبدعم مباشر من حكومتها.

الصحفي:  مباشر…

الرئيس الأسد:

بالطبع.. بدعم مباشر من الحكومة.

 الصحفي:  هل يدعمونهم بالمال أو بالسلاح…

الرئيس الأسد:

لنقل إنهم يمنحونهم الموافقة والضوء الأخضر هذا أولاً.. ثانياً.. ما يسمى التحالف الأمريكي.. الذي يسمونه تحالفا ًدولياً.. في حين إنه في الواقع أمريكي.. كان بوسعه رؤية “داعش” يستخدم ابار نفطنا ويحمل النفط في الصهاريج من سورية إلى تركيا تحت مراقبة طائراته التي تعمل دون طيار.

 الصحفي:  النفط السوري…

الرئيس الأسد:

يتم نقل النفط من سورية إلى تركيا على مرأى من أقمار التحالف الصناعية وطائراته التي تعمل دون طيار.. دون أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك.. إلى أن تدخل الروس وبدؤوا بمهاجمة قوافل “داعش” ومواقعه ومعاقله.. هنا بدأ “داعش” بالانحسار وبالتالي.. فإن الغرب هو الذي أعطى الضوء الأخضر إلى تلك البلدان مثل تركيا والسعودية وقطر.. في الواقع.. إن تلك الدول والحكومات هي مجرد دمى للغرب.. إنها دمى تعمل لمصلحة الولايات المتحدة.. والإرهابيون في سورية يقاتلون بالنيابة عن تلك الدول وبالنيابة عن الغرب والولايات المتحدة.

 

 السؤال الثالث..

 لكن ماذا عن الأموال المستخدمة في تسويق هذا النفط.. من الذي يحصل على المال.. هل هي تركيا…

الرئيس الأسد:

يتم ذلك بالشراكة بين “داعش” وتركيا.. يذهب جزء من هذا المال إلى “داعش”.. وهو الذي يمكنهم من استقدام الإرهابيين ودفع رواتبهم.. ولهذا السبب كان “داعش” ينمو قبل التدخل الروسي.. كان يتوسع في سورية وفي العراق.. وكان جزء من المال يذهب إلى مسؤولي الحكومة التركية.. وبشكل أساسي إلى أردوغان نفسه وعائلته.

 الصحفي: أردوغان نفسه…

الرئيس الأسد:

بالطبع.. كانوا ضالعين مباشرة في هذه التجارة مع “داعش”.

 

السؤال الرابع..

 وهل تعتقدون سيادة الرئيس بأن الروس والأمريكيين يمكن أن يتفقوا حول سورية… هل يمكن لروسيا والولايات المتحدة أن تكونا شريكتين في الحرب ضد الإرهابيين في سورية…

الرئيس الأسد:

نأمل ذلك.. لكن في الواقع هذا غير ممكن.. ولسبب بسيط هو أن الروس يبنون سياستهم على القيم.. إضافة إلى المصالح.. وتتمثل هذه القيم في أنهم يتبنون القانون الدولي.. ويحاربون الإرهاب.. أما المصالح فهي أنه إذا انتشر الإرهاب في منطقتنا.. فإن ذلك سيؤثر ليس على منطقتنا وحسب.. بل على أوروبا وروسيا وسائر أنحاء العالم.. الروس جادون جداً ومصممون على الاستمرار في محاربة الإرهابيين.. في حين أن الأمريكيين يبنون سياستهم على قيم مختلفة تماماً تتمثل بأن بوسعهم استخدام الإرهابيين.. أعني أن الأمريكيين أرادوا استخدام الإرهابيين كورقة يلعبونها في لعبة سياسية لخدمة مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الدول الأخرى في العالم.

 

السؤال الخامس..

 فيما يتعلق بقصف الجيش السوري بالقرب من المطار في دير الزور.. كيف حدثت الغارة الجوية الأمريكية على الجيش السوري… هل كانت تلك مصادفة أم لا…

الرئيس الأسد:

لقد كان ذلك هجوماً متعمداً من قبل القوات الأمريكية.. لأن “داعش” كان في حالة انحسار بفضل التعاون السوري- الروسي- الإيراني ضده.. وكذلك لأن “النصرة”.. التنظيم المرتبط بالقاعدة.. كان يتعرض للهزيمة في العديد من المناطق في سورية.. لذلك أراد الأمريكيون إضعاف الجيش السوري.. فقاموا بمهاجمته في دير الزور.. لم تكن تلك مصادفة.. لأن الغارة استمرت أكثر من ساعة ونفذت الطائرات عدة اعتداءات.

 الصحفي: ساعة…

الرئيس الأسد:

أكثر من ساعة.. كانت هناك عدة غارات شنها الأمريكيون وحلفاؤهم على الموقع السوري.. بالإضافة إلى ذلك.. هم هاجموا منطقة واسعة جداً.. لم يهاجموا مبنى واحداً لنقول إنهم فعلوا ذلك عن طريق الخطأ.. هاجموا ثلاثة تلال كبيرة.. ولم تكن هناك مجموعات أخرى في جوار تلك التلال.. وحده تنظيم “داعش” كان موجودا في دير الزور.. لم يكن هناك ما يسمونه “المعارضة المعتدلة” وبالتالي.. فقد كان ذلك هجوماً متعمداً يهدف إلى السماح لـ “داعش” بالاستيلاء على ذلك الموقع.. وقد قام “داعش” بمهاجمة تلك التلال والاستيلاء عليها مباشرة.. خلال أقل من ساعة بعد ذلك الهجوم.

 الصحفي: هاجم “داعش” الموقع السوري بعد الغارة الأمريكية…

الرئيس الأسد:

خلال أقل من ساعة هاجم “داعش” تلك التلال.. وهذا يعني أن “داعش” كان قد جمع قواته لمهاجمة تلك المنطقة.. كيف عرف “داعش” أن الأمريكيين سيهاجمون ذلك الموقع السوري… هذا يعني أنهم كانوا مستعدين وجاهزين للهجوم.. هذا دليل واضح وصارخ على أن الأمريكيين يدعمون “داعش” ويستخدمونه كورقة لتغيير ميزان القوى طبقا لأجندتهم السياسية.

الصحفي: وبعد ذلك قال الأمريكيون إنهم آسفون…

الرئيس الأسد:

قالوا إنهم يأسفون لذلك.. لكنهم لم يعتذروا.

 

السؤال السادس..

 سيادة الرئيس.. من المسؤول عن مهاجمة قافلة الصليب الأحمر قرب حلب.. وما هي الأسلحة التي استخدمت في تدمير تلك القافلة…

الرئيس الأسد:

من المؤكد أن المجموعات الإرهابية في حلب هي المسؤولة.. لأن لها مصلحة في ذلك.. فعندما أعلنا الهدنة في حلب.. رفضتها تلك المجموعات. قالوا إنهم لا يريدون هدنة ورفضوا دخول أي قوافل إلى الأحياء الشرقية من حلب.. هم أعلنوا ذلك.. ليس نحن.. وخرج أولئك المسلحون في مظاهرة للتعبير عن رفضهم لتلك القافلة.. وبالتالي فإنهم هم أصحاب المصلحة بمهاجمة تلك القافلة.. أما نحن فلا مصلحة لنا في ذلك.. لم تكن هناك قوات سورية في تلك المنطقة.. وفي ذلك الوقت لم تكن هناك طائرات سورية أو روسية تحلق فوق تلك المنطقة على أي حال.. لكن ذلك استخدم كجزء من الحملة الدعائية الغربية الموجهة ضد سورية.. والتي قالت بأننا هاجمنا تلك القافلة الإنسانية.. وطبقاً للحملة الدعائية الغربية.. فإن الحرب الدائرة في سورية الآن.. تتخذ شكل حرب إنسانية.. هذا هو القناع الغربي الآن.. أرادوا استخدام القناع الإنساني لإيجاد مبرر للمزيد من التدخل في سورية.. وعندما أقول “تدخلا” فإنني أقصد التدخل العسكري أو عن طريق دعم الإرهابيين.

 الصحفي: هذا يشبه الوضع في يوغسلافيا السابقة.. يشبه الحرب التي دارت في يوغسلافيا.. وأيضا الحرب في البوسنة والهرسك والحرب في كوسوفو.. مشكلات إنسانية.

الرئيس الأسد:

قد تكون تلك حقبة مختلفة.. وذات شكل مختلف.. لكن الجوهر هو نفسه.. ما حدث في بلادكم وما يحدث الآن في بلادنا.

 

السؤال السابع..

 وما تحدثت عنه الحملات الدعائية الغربية التي أثارت مشكلة استخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة…

الرئيس الأسد:

الهدف من ذلك هو إظهار أن ثمة صورة بالأبيض والأسود.. شخص سيئ جداً ضد شخص جيد جداً.. هذا يشبه رواية جورج دبليو بوش خلال الحرب على العراق وعلى أفغانستان.. أرادوا استخدام تلك العناوين أو تلك المصطلحات في روايتهم من أجل إثارة مشاعر الرأي العام في بلدانهم.. عندها يمكن للرأي العام أن يدعمهم إذا أرادوا أن يتدخلوا.. سواء مباشرة من خلال الهجمات العسكرية.. أو من خلال دعم وكلائهم المتمثلين بالإرهابيين في منطقتنا.

 

السؤال الثامن..

شاهدت الأخبار في الأيام القليلة الماضية.. حيث أدانت منظمة العفو الدولية مجموعة إرهابية لاستخدامها الكلور.. أي الأسلحة الكيميائية.. في حلب.

الرئيس الأسد:

تماماً.. هذا ما حدث في حلب قبل عدة أيام.. في الواقع.. وبصرف النظر عن هذه الهجمات الكيميائية.. فإننا أعلنا بالأمس أن الإرهابيين قتلوا.. في حلب أكثر من ثمانين من المدنيين الأبرياء خلال الأيام الثلاثة الماضية وجرحوا أكثر من ثلاثمئة.. لكنك لا تقرأ شيئاً عن هؤلاء في وسائل الإعلام الرئيسية في الغرب.. إنك لا ترى شيئا عن ذلك.. ولا تسمع شيئا عنه.. ليس هناك شيء حول هؤلاء.. إن وسائل الإعلام هذه تبرز فقط بعض الصور والحوادث التي تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين فقط لاستخدامها في خدمة أجنداتها السياسية من أجل إدانة الحكومة السورية وتحميلها المسؤولية.. إنهم لا يفعلون هذا لأنهم قلقون على السوريين.. فهم لا يكترثون لأطفالنا.. ولا للأبرياء.. ولا للحضارة.. ولا للبنية التحتية.. إنهم لا يكترثون لشيء من هذا.. بل إنهم يدمرونها.. ما يهمهم.. في الواقع.. هو استخدام كل شيء في خدمة مصالحهم الخاصة.

 

السؤال التاسع..

 أنت القائد العام للقوات المسلحة السورية.. لم يعد جيشكم الان يمتلك أي أسلحة كيميائية.. أليس كذلك…

الرئيس الأسد..

إننا لا نمتلك أي أسلحة كيميائية منذ عام “2013”.. تخلينا عن ترسانتنا.. لكننا حتى قبل ذلك.. لم نستخدمها عل الإطلاق.. عندما تتحدث عن استخدام الحكومة للأسلحة الكيميائية.. فإن هذا يعني أنك تتحدث عن آلاف القتلى في مكان واحد وفي وقت قصير جداً.. إن حوادث كهذه لم تحدث عندنا على الإطلاق.. إنها مجرد ادعاءات في الصحافة الغربية.

 

السؤال العاشر..

 سيادة الرئيس.. متى ستنتهي الحرب في سورية برأيكم…

الرئيس الأسد:

متى.. أقول دائماً إن أقل من عام مدة كافية لحل المشاكل الداخلية.. لأنها ليست معقدة جداً من الداخل.. تصبح المشكلة أكثر تعقيداً فقط عندما يحدث المزيد من التدخل من قبل القوى الأجنبية.. عندما تترك تلك القوى الأجنبية سورية وشأنها.. يمكننا حل المشكلة كسوريين خلال بضعة أشهر.. خلال أقل من سنة.. ذلك أمر بسيط جداً.. ونستطيع فعله.. لكن شريطة عدم وجود تدخل خارجي.. هذا لا يبدو واقعياً.. بالطبع.. لأن الجميع يعرفون أن الولايات المتحدة أرادت تقويض موقع روسيا كقوة عظمى في العالم.. بما في ذلك في سورية.. والسعودية كانت تبحث عن طريقة لتدمير إيران منذ سنوات.. وقد تكون سورية أحد تلك الأماكن التي يمكن تحقيق ذلك فيها.. طبقاً لطريقتهم في التفكير.. لكن.. إذا قلنا إن بوسعنا الوصول إلى ذلك الوضع.. بحيث تترك كل تلك القوى الأجنبية سورية وشأنها فلن يكون من الصعب حل مشكلتنا.. أما كيف.. فأولاً وقبل كل شيء.. بوقف الدعم الذي تقدمه الدول الخارجية للإرهابيين.. دول إقليمية مثل تركيا والسعودية وقطر والغرب بالطبع.. وخصوصاً الولايات المتحدة.. عندما يتوقف دعم الإرهابيين في سورية لن يكون من الصعب حل مشكلتنا.

 

السؤال الحادي عشر..

سيادة الرئيس.. هل صحيح أن سورية هي اخر بلد اشتراكي في العالم العربي…

الرئيس الأسد:

حالياً.. نعم.. لا أعلم كيف سيكون عليه الحال في المستقبل.. نحن اشتراكيون.. لكننا لسنا من النوع المنغلق بالطبع.

 الصحفي: الاشتراكية الإنسانية.. فحكومتكم تدعم التعليم وتقدم المعونات المالية.. كما في الاشتراكية على النموذج السويدي.

الرئيس الأسد..

لا أعرف الكثير عن النموذج السويدي.. لكن لنقل إن لدينا في سورية اقتصاداً منفتحاً.. وفي الوقت نفسه لدينا قطاع عام قوي.. وهذا القطاع العام لعب دوراً مهماً جداً في صمود المجتمع السوري والحكومة السورية خلال الحرب.. من دون القطاع العام.. كان يمكن للوضع أن يكون أصعب بكثير.. وبالتالي.. نحن ما زلنا اشتراكيين.. وأعتقد أن الحرب أثبتت أن الاشتراكية والنظام الاشتراكي مهمان جداً لأي بلد.. آخذين في الاعتبار أنني أتحدث عن الاشتراكية المنفتحة التي يمكن أن تسمح بتحرر القطاع العام كي يلعب دوراً محورياً في بناء البلاد.

 

السؤال الثاني عشر:

 ماذا عن شركاتكم الكبرى.. هل هي شركات حكومية أم خاصة…

الرئيس الأسد..

كلاهما موجود لدينا.. لكن عادة في مثل هذا الوضع.. يلعب القطاع العام دائماً الدور الأكثر أهمية.. وكما تعرف فإن القطاع الخاص يمكن أن يستشعر الخطر بشكل أكبر ويمكن أن يعاني أكثر.. وفي بعض المناطق يمكن أن يترك الساحة الاقتصادية بأكملها بسبب انعدام الأمن.. ولهذا السبب عليك أن تعتمد في مثل هذا الوضع على القطاع العام بشكل أكبر.. لكن لا يزال القطاع الخاص في سورية يلعب دوراً مهماً جداً إلى جانب القطاع العام.

 

السؤال الثالث عشر..

ولديكم مناخ متسامح جداً بين الأديان.. مع الكنائس والمسيحيين.. والمسلمين و…

الرئيس الأسد:

في الواقع.. فإن هذا ليس تسامحاً.. هؤلاء جزء من هذا المجتمع.. ودون الألوان المختلفة في المجتمع والمتمثلة بالمسيحيين.. والمسلمين.. والطوائف والإثنيات المختلفة.. لن تكون هناك سورية.. وبالتالي ينبغي لكل مواطن سوري أن يشعر بأنه حر تماماً في أن يمارس شعائره وتقاليده ومعتقداته.. ينبغي أن يكون حراً كي يكون هناك بلد مستقر.. وإلا فلن تكون سورية بلداً مستقراً.. لكن لن أسمي هذه الحالة تسامحاً.. لأن التسامح يعني القبول بشيء يتعارض مع إرادتك.. أما هنا فإن المسلمين والمسيحيين عاشوا معا في سورية على مدى قرون وهم مندمجون في حياتهم اليومية ولا يعيشون في أحياء منعزلة عن بعضها البعض “غيتوهات”.

 

السؤال الرابع عشر..

 ليس هناك مدارس منفصلة للمسلمين والمسيحيين والشبان وما إلى ذلك…

الرئيس الأسد..

لا.. بل إن هناك بعض المدارس التابعة للكنيسة.. لكنها مليئة بالمسلمين.. والعكس صحيح.. وبالتالي.. ليس هناك مثل هذا الفصل.. إننا لا نسمح بأي نوع من الفصل بين الأديان والإثنيات في سورية.. لأن ذلك سيكون خطيراً جداً.. لكن وبشكل طبيعي ودون تدخل الحكومة.. الناس يحبون أن يعيشوا مع بعضهم بعضا في كل مدرسة وفي كل منظمة غير حكومية وفي الحكومة وفي كل مكان هذا أمر طبيعي في سورية.. ولهذا السبب فإن سورية علمانية بطبيعتها وليست بحكومتها.. المجتمع السوري علماني على مر التاريخ.

 

السؤال الخامس عشر:

سيادة الرئيس.. مضى عام على مشاركة القوات الجوية الروسية في الحرب السورية.. ما مدى مساعدة روسيا لكم…

الرئيس الأسد:

دعنا نتحدث عن الواقع.. قبل التدخل الروسي.. كان “داعش” يتمدد.. كما قلت.. عندما بدؤوا بالتدخل.. بدأت “داعش” و”النصرة” والمجموعات الأخرى المرتبطة بالقاعدة بالانحسار.. هذا هو الواقع.. لماذا… لأن روسيا بالطبع قوة عظمى.. ولديها جيش عظيم وقوة نيران عظيمة يمكنها دعم الجيش السوري في حربه.. الجانب الآخر هو أنه عندما تتدخل دولة عظمى.. أو قوة عظمى.. مثل روسيا.. ضد الإرهابيين.. بالتنسيق مع القوات الموجودة على الأرض.. وفي حالتنا فإن هذه القوات هي الجيش السوري.. بالطبع فإنك ستحقق نتائج ملموسة.. بينما إذا تحدثت عن التحالف الأمريكي.. الذي لا يتسم بالجدية في أي حال من الأحوال.. وفي الوقت نفسه لا يمتلك حلفاء على الأرض.. فإنه لا يستطيع تحقيق أي شيء.. لذلك.. فإن القوة الروسية كانت مهمة جداً.. إضافة إلى وزنها السياسي على الساحة الدولية.. وبذلك تمكنت روسيا من تغيير الوضع.. وقد كانت مهمة جداً بالنسبة لسورية في إلحاق الهزيمة بالإرهابيين في مختلف المناطق.

 

السؤال السادس عشر..

هل بات المجتمع السوري اليوم منقسماً بسبب الحرب…

الرئيس الأسد:

في الواقع.. لقد بات المجتمع أكثر انسجاماً مما كان عليه قبل الحرب.. قد يكون هذا مفاجئاً للعديد من المراقبين.. لأن الحرب شكلت درساً مهماً وعميقاً جداً لكل سوري.. لم يكن بوسع العديد من السوريين قبل الحرب التمييز بين أن يكون المرء متعصباً وأن يكون متطرفاً.. وبين أن يكون متطرفاً وأن يكون إرهابياً.. لم تكن تلك الحدود واضحة للكثيرين.. لكن بسبب الحرب وبسبب الدمار وبسبب الثمن الباهظ الذي أثر على كل السوريين فإن الكثير منهم تعلموا الدرس وباتوا يعرفون الآن أن السبيل الوحيد لحماية البلاد والحفاظ عليها يتمثل في أن يكونوا منسجمين وأن يعيشوا مع بعضهم بعضا وأن يندمجوا.. وأن يقبلوا ويحبوا بعضهم بعضاً.. ولهذا السبب.. أعتقد أنه ورغم كل النواحي السيئة لأي حرب مثل هذه الحرب فإن أثر الحرب من هذا الجانب كان إيجابياً على المجتمع السوري.. لذلك فأنا لست قلقاً على بنية المجتمع السوري بعد الحرب.. أعتقد أن هذه البنية ستكون صحية أكثر.

 

السؤال السابع عشر..

سؤال حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. من هو المرشح الذي تريده أن يفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. ترامب أو هيلاري…

الرئيس الأسد:

أعتقد أن النقاش حول هذه الانتخابات في سائر أنحاء العالم يدور حول من هو الأفضل.. كلينتون أو ترامب.. أما في سورية فإن النقاش يدور حول من هو الأسوأ وليس من هو الأفضل.. وبالتالي.. لا أعتقد أن أياً منهما سيكون جيدا بالنسبة لنا.. هذا أولاً.. ثانياً.. ومن تجربتنا مع المسؤولين والسياسيين الأمريكيين بشكل عام.. فإننا لا نثق بكلامهم.. إنهم غير صادقين.. بصرف النظر عما يقولون.. فإننا لا نصدقهم.. سواء قالوا كلاماً جيداً أو سيئاً.. وسواء كانوا عدوانيين جداً أو مسالمين جداً فإننا لا نصدقهم.. الأمر يعتمد على مجموعات الضغط.. وعلى نفوذ التيارات السياسية المختلفة في بلادهم بعد الانتخابات.. هذا ما سيحدد سياستهم عندئذ.. لذلك فنحن لا نضيع وقتنا بالإصغاء إلى كلامهم وخطبهم.. إنه مجرد هراء.. عليك أن تنتظر لترى سياساتهم.. لكننا لا نرى أي علامات جيدة تفيد بأن الولايات المتحدة ستغير سياستها بشكل جذري حيال ما يحدث في العالم بحيث تصبح منصفة أو ملتزمة بالقانون الدولي أو مكترثة لميثاق الأمم المتحدة.. ليست هناك أي مؤشرات على أننا سنرى ذلك في المستقبل القريب.. إن الأمر لا يتعلق بمن سيصبح رئيساً.. فالاختلاف سيكون ضئيلاً جداً.. سيسمح لكل منهما بأن يترك بصمته الشخصية فقط.. لكن هذا لا يعني تغييراً في السياسات.. ولهذا السبب فإننا لا نعلق آمالنا ولا نضيع وقتنا على ذلك.

 

السؤال الثامن عشر:

السؤال الأخير.. سيادة الرئيس.. فيما يتعلق بالعلاقات بين سورية وصربيا.. هل لديكم أي رسالة للشعب في صربيا…

 

الرئيس الأسد:

أعتقد أننا لم نفعل قبل الحرب ما ينبغي أن نفعله على طرفي هذه العلاقة لجعلها في موقع أفضل.. لا شك في أن الحرب تترك آثارها على العلاقة بين أي بلدين.. هذا سيكون مفهوماً.. لكن علينا أن نخطط للفترة القادمة لأن بلادكم عانت من العدوان الخارجي الذي أفضى إلى انقسام يوغسلافيا.. وأعتقد أن الشعب لا يزال يدفع ثمن تلك الحرب.. ثانياً.. لقد صورت الحرب في بلادكم بالطريقة نفسها.. على أنها حرب إنسانية.. وأن الغرب أراد التدخل لحماية مجموعة معينة ضد المعتدين من المجموعة الأخرى.. العديد من الناس في العالم يصدقون تلك القصة.. لأن الغرب وكما هو الحال في سورية.. يستخدم القناع نفسه.. أي القناع الإنساني.. في الواقع.. فإن الغرب لا يكترث لشعبكم.. ولا يكترث لشعبنا.. ولا يكترث لأحد في هذا العالم.. إنهم يكترثون لمصالحهم الخاصة وحسب.. ولذلك.. فإنني أعتقد أن لدينا الدروس نفسها.. قد تكون المنطقة مختلفة.. ونحن نتحدث هنا عن فارق زمني هو عقدان من الزمن.. وربما عناوين مختلفة.. إلا أن المضمون هو نفسه.. ولهذا أعتقد أن علينا أن نبني المزيد من العلاقات في كل مجال.. في المجالات الثقافية.. والاقتصادية والسياسية.. من أجل تعزيز موقعنا.. كل بلد في منطقته.

 

السؤال التاسع عشر..

لكن الحكومة السورية.. والدولة السورية.. دعمت صربيا في مشكلة كوسوفو.

الرئيس الأسد:

نعم.. لقد فعلنا ذلك.. رغم أن الاتراك أرادوا استخدام نفوذهم لمصلحة كوسوفو.. لكننا رفضنا ذلك.. كان هذا قبل الحرب.. قبلها بسبع أو ثماني سنوات.. حيث رفضنا ذلك ودعمنا صربيا رغم علاقاتنا الجيدة مع تركيا حينذاك.

الصحفي: سيادة الرئيس: شكراً لمنحكم إيانا هذه المقابلة.

الرئيس الأسد..

شكرا لقدومكم إلى دمشق.

 

المصدر : سانا

 

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock