الأمم المتحدة تحذر الاتحاد الأوروبي من المتاجرة بأزمة اللاجئين
حذر أكبر مسؤول بالأمم المتحدة عن اللاجئين الاتحاد الأوروبي من أن ربط المساعدات لدول في الشرق الأوسط وأفريقيا بكيفية إدارة هذه الدول للهجرة قد يؤدي إلى سوابق خطيرة.
وقال فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة خلال ندوة في بروكسل إن “الدعم المقدم للدول المضيفة وتلك التي يعبر منها المهاجرون يجب أن يكون مدفوعا بالرغبة في التضامن معها وليس بتطبيق الشروط الصارمة.”
وانتقد غراندي استجابة الاتحاد الأوروبي للتدفق غير المحكوم للمهاجرين عام 2015 ، قائلا إن “حل مشكلات التهجير القسري مرتبط بالتأكيد بحل الصراعات. وكان الاتحاد الأوروبي يلعب دورا مهما في هذا المجال في الماضي. وهذا الدور ودعوني أكون صريحا يتراجع فيما يبدو.”
وأكد على أن عدد المهاجرين الذين تمكنوا من الوصول للاتحاد الأوروبي العام الماضي لا يمثل سوى نحو 0.2 بالمئة من عدد سكان الاتحاد البالغ نحو 500 مليون نسمة بالمقارنة مع لبنان التي يقول جراندي إن شخصا من بين كل أربعة من سكانها لاجئ.
وقال إن تمويل العام الماضي للمساعدات الإنسانية الدولية على مستوى العالم بلغ مستوى قياسيا هو 28 مليار دولار لكنه مازال لا يغطي سوى أكثر قليلا من نصف الاحتياجات المحددة.
وأضاف “يتعين توخي الحذر في الربط بين المساعدات المالية وبين مزايا أخرى والسيطرة على تدفقات المهاجرين. فهذا يزيد التوقعات التي قد لا تتحقق دائما وربما في نهاية الأمر يسمح للحكومات المضيفة باستخدام حركة السكان كورقة ضغط أو حتى كتهديد.”
وقال غراندي إن الاتفاق مع تركيا شجع حكومات أخرى على طلب المال من الاتحاد الأوروبي مقابل استضافة لاجئين.
وشدد الاتحاد الأوروبي الذي استقبل أكثر من مليون لاجئ ومهاجر في عام 2015 القيود على حدوده الخارجية وسعى لإبرام اتفاقات مع الدول الواقعة على المسارات الرئيسية للمهاجرين لاحتواء تدفق القادمين الجدد.
والأبرز بين هذه الاتفاقات كان وعده لتركيا بمبلغ أولي قدره ثلاثة مليارات يورو لمساعدة السوريين المقيمين على أراضيها وتسريع محادثات انضمامها للاتحاد الأوروبي ومنح مواطنيها حق السفر لدول الاتحاد بدون تأشيرة دخول.
وفي المقابل منعت أنقرة بشكل متزايد الناس من مغادرة شواطئها باتجاه اليونان التي كانت البوابة الرئيسية لأوروبا العام الماضي لكنها لا تقوم بذلك النشاط نفسه في الوقت الراهن.
وتسببت حملة اعتقالات داخلية بدأتها تركيا في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة في تموز بتوتر العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وحذر الرئيس رجب طيب إردوغان من أن تركيا يمكنها فتح البوابات أمام موجة جديدة من المهاجرين.
المصدر : رويترز