الاتحاد الأوروبي يبدي مزيداً من الخضوع لابتزازات النظام التركي
مع تواصل عودة المهجرين السوريين إلى أرض الوطن من دول الجوار، أبدى الاتحاد الأوروبي مزيداً من الخضوع لابتزازات النظام التركي المالية له، بعد تهديدات الأخير المتواصلة لدول الاتحاد بفتح الهجرة أمام المهجرين الموجودين على أراضيه للوصول إلى الدول الأوروبية، وذلك على الرغم من العنف والتمييز العنصري الذي يمارس بحق هؤلاء المهجرين في تركيا.
وقال المركز الروسي للمصالحة في سورية في بيان له أمس، وفق موقع قناة «المنار»: إنه «خلال الــ24 ساعة الماضية (الثلاثاء) عاد 814 لاجئاً إلى سورية من أراضي الدول الأجنبية».
وأوضح المركز، أن من بين العائدين 208 مهجرين بينهم 63 امرأة و106 أطفال، عادوا من لبنان عن طريق معبري جديدة يابوس وتلكلخ، إضافة إلى 606 أشخاص، بينهم 182 امرأة و309 أطفال، عادوا من الأردن عبر معبر نصيب.
وأوضح المركز أن الوحدات الفرعية التابعة لسلاح الهندسة العسكرية للجيش العربي السوري قامت بعملية تطهير أراضٍ من الألغام على مساحة 3.2 هكتارات، إضافة إلى قيام الخبراء باكتشاف وتدمير 31 عبوة قابلة للانفجار.
من جانبه، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، بأن «مخيم الصناعة» الواقع على أطراف بلدة بنش بريف محافظة إدلب التي تخضع أجزاء واسعة منها لسيطرة تنظيمات إرهابية موالية للنظام التركي وأخرى مدعومة من هذا النظام، غرقَ نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت هناك.
وذكر «المرصد» أن النازحين داخل المخيم ناشدوا المنظمات الإنسانية لمساعدتهم قبل تكرار ذلك وحدوث كوارث أكبر، مبيناً أن مئات العائلات هناك أصبحت تعيش واقعاً مأساوياً بسبب السيول.
وبعد مماطلة النظام التركي بتنفيذ اتفاق سوتشي الخاص بمنطقة خفض التصعيد بإدلب والأرياف المحيطة بها، والذي مضى عليه أكثر من عام، وعدم التزام الإرهابيين بالاتفاق ومواصلتهم الاعتداء على القرى الآمنة ومواقع الجيش العربي السوري، بدأ الجيش منذ أشهر عملية عسكرية تستهدف التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وكان الأهالي في المناطق التي تمكن من تحريرها في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي رحبوا بدخوله إليها وتخليصهم من الإرهابيين كما حصل في مدينة خان شيخون وغيرها.
واندحر الإرهابيون من المناطق التي حررها الجيش إلى مناطق في عمق إدلب وأخرى قريبة من الحدود التركية، في مؤشر على أن معظم النازحين في تلك المخيمات التي يتحدث عنها «المرصد» هم من مسلحي التنظيمات الإرهابية وعوائلهم الذين دحرهم الجيش من مناطق في جنوب شرق إدلب وريف حماة الشمالي.
في الغضون، ذكرت وكالة «آكي» الإيطالية أن المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين، أعلنت إتمام الوفاء بكل التزاماتها ضمن الاتفاق المبرم مع النظام التركي بخصوص المهجرين على أراضيه عبر تعبئة كامل المبلغ البالغ 6 مليارات يورو.
وذكرت أن الجهاز التنفيذي الأوروبي أشار إلى أن 4.3 مليارات يورو قد تم ضخها بالفعل في مشاريع بهدف «تحسين» حياة المهجرين في تركيا.
وأكد مفوض شؤون التوسيع والجوار، أوليفيه فارهيليه أن تحريك كامل المبلغ يدل على تصميم أوروبا على الوفاء بالتزاماتها، خاصة لجهة دعم المهجرين والمجموعات المضيفة لهم.
وأشارت المفوضية، حسب الوكالة، إلى أن الأموال الأوروبية ساعدت 1.7 مليون مهجر على سد احتياجاتهم الأساسية خاصة في مجال السكن والدواء، وأمنت التعليم لأكثر من نصف مليون طفل، لافتة إلى أن «الاتحاد الأوروبي سيستمر في تنفيذ التزاماته».
يأتي إعلان المفوضية رغم استمرار حالة التمييز العنصري ضد المهجرين السوريين في تركيا، وعدم الاكتراث لأطفالهم في المدارس، حيث قتل طفل سوري مهجر يبلغ من العمر 4 سنوات في حي «كوجوك تشيكميجه» بمدينة إسطنبول، وذلك بعد دهسه بحافلة المدرسة التي يرتادها، حسب مواقع إلكترونية معارضة.
وبيّنت المواقع، أن الطفل وعقب نزوله من حافلة المدرسة، مشى قليلاً ليقف أمام الحافلة التي لم ينتبه سائقها له وتابع سيره وقام بدهسه.
وتبذل الحكومة السورية جهوداً حثيثة لإعادة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب إلى مناطقهم التي طهرها الجيش العربي السوري بعد أن تعيد تأهيلها وتوفر لهم حياة كريمة، في حين تزداد معاناتهم في دول اللجوء، ويواجهون أبشع أنواع التمييز العنصري، بالترافق مع مساع لدول غربية وإقليمية دعمت الإرهاب في سورية، لعرقلة عودة هؤلاء المهجرين إلى وطنهم، من خلال تخويفهم بأن مناطقهم ليست آمنة وأن الحكومة السورية ستعتقلهم.
الوطن – وكالات