الاستمرار بنهب زيتون عفرين
مع حلول موسم الإنتاج الجديد، تعود قضية سلب ونهب منتجات مزارع الزيتون في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي المحتلة من قبل النظام التركي إلى الواجهة مرة أخرى، وذلك باعترافاتِ مسؤولين بارزين في هذا النظام بإدخال منتجات تلك المزارع إلى بلادهم بالتعاون مع الجيش التركي والتنظيمات الإرهابية الموالية له.
ونقلت مواقع إلكترونية داعمة للمعارضات والتنظيمات الإرهابية عن الخبير الاقتصادي السوري المدعو جلنك عمر: أن «خسارة مزارعي الزيتون في عفرين كبيرة، ففي العام الماضي قُدِّرت مبيعات زيت الزيتون الّذي تعود ملكيته للسكان الأصليين بنحو 150 مليون دولار أميركي، لكن وصل منها لأصحاب المزارع أقل من 50 مليون دولار».
وأوضح عمر، أن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، كسبوا نحو مئة مليون دولار أميركي من موسم الزيتون بعدّة طرق منها فرض أسعار منخفضة لشراء زيت الزيتون، لافتاً إلى أنهم أرغموا المزارعين على بيع «التنكة» الواحدة التي تقدر سعتها بـ16 ليتراً بسعرٍ أقل من 20 دولاراً أميركياً من خلال تُجّار على صلة بهم، في حين يصل سعرها في بقية أسواق سورية لنحو 60 دولاراً أميركياً، لافتاً إلى أن هذا الأمر تكرر مع موسم هذا العام أيضاً، لكن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لم يكسبوا منه سوى نحو 50 مليون دولاراً أميركياً.
ولفت عمر إلى طرق أخرى يستخدمها جيش الاحتلال ومرتزقته، كفرض ضرائب على مزارعي الزيتون ومعاصرهم، كما أنهم يستولون على منتجات مزارع الزيتون الّتي هُجِر أصحابها من عفرين.
وبيّن أن عمليات السلب والنهب لا تقف عند تحديد أسعار منخفضة لشراء زيت الزيتون أو فرض ضرائب على أصحاب المزارع، بل إن مرتزقة النظام التركي تفرض كذلك شراكة على أصحاب معاصر الزيتون، وبالتالي تسرق منهم نصف عائدات إنتاجهم.
وأشار عمر، إلى وجود أكثر من 295 معصرة زيتون في عفرين وبلداتها وقراها، ويقدر سعر بعض آلياتها بنحو مئتي ألف دولارٍ أميركي ويضطر أصحابها لدفع نصف عائدات مواردهم لمتزعمي التنظيمات الإرهابية الموالية للنظام التركي، كي لا يخسروا آلياتهم كلها، بعد حصول عمليات سرقة آليات في معاصرٍ أخرى.
وذكرت المواقع، أن الإرهابيين هناك يعتمدون على قطع الأشجار للحصول على الحطب نتيجة قلة مواد المحروقات في المدينة لاستخدامه في التدفئة، لافتة إلى أن عدد أشجار الزيتون الّتي قُطِعت يبلغ أكثر من 150 ألف شجرة.
من جانبه، أكد أحد المزارعين، حسب الـموقع أن مرتزقة النظام التركي فرضوا ضرائب كثيرة عليهم على شكل أتاوات، كضريبة الدخل لمزارع الزيتون، وضريبة يدفعونها للوصول إلى مزارعهم، وأخرى لنقل الزيتون إلى المعاصر وضريبة إضافية تدفع بعد بيع كميات زيت الزيتون.
وحسب مزارعي الزيتون، يقوم الإرهابيون بمنعهم من تصدير الزيت لمناطق سيطرة الدولة السورية ومناطق ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، مؤكّدين أن الإرهابيين يتعاملون مع تُجّارٍ مدعومين منهم لتصديره إلى أراضي النظام التركي عبر ما يسمى «معبر غصن الزيتون»، الذي افتتحه الاحتلال التركي في تشرين الثاني 2018.
ويقدر عدد أشجار الزيتون في منطقة عفرين بنحو 20 مليون شجرة تعود ملكيتها لسكان المنطقة الأصليين، ويصل إنتاجها السنوي لأكثر من 270 ألف طن من الزيتون، أي ما يعادل نحو 55 ألف طن من زيت الزيتون، وفقاً لإحصائياتِ مهندسين زراعيين وخبراء اقتصاديين.
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة مزارع الزيتون بعفرين تعادل نحو 20 بالمئة من إجمالي مزارع الزيتون في سورية وأنها المنطقة الأولى في البلاد، والتي تمتاز بوجود عددٍ كبير من أشجار الزيتون فيها مقارنة بمساحتها الجغرافية الصغيرة.
وفي وقت سابق، قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض للشؤون الخارجية، أونال تشيفكيوز، لوزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو: «إن عناصر (ميليشيا) الجيش الوطني (الموالية للنظام التركي) سرقوا زيت عفرين وهرّبوه إلى تركيا بطرقٍ غير شرعية»، في حين رد برلماني آخر من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم عليه قائلاً: «نعم يتمّ توريد الزيت إلى تركيا ونحن نقبل بحدوث هذا الأمر».
وسبق أن ذكرت صحيفة Público الإسبانية والتي كشفت في تقريرٍ لها بالوثائق عن أن قرابة 19 مليون يورو عائدات بيع زيت زيتون عفرين لإسبانيا وحدها عن طريق النظام التركي.
الوطن