الترميم والتأهيل يدقّ أبواب سوق الأحمدية في حلب
بالتشاركية مع الأمانة السورية للتنمية، وقعت اليوم الاثنين اتفاقية لترميم وتأهيل سوق الأحمدية أحد أهم أسواق الشارع المستقيم في مدينة حلب القديمة، وذلك انطلاقاً من الجهود المبذولة المشتركة لإعادة ترميم مدينة حلب الأثرية القديمة والسعي لدفع عجلة الإنتاج في هذه الأسواق.
وقّع الاتفاقية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ومحافظ حلب حسين دياب والرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي الإلشي والمدير التنفيذي لمؤسسة الآغا خان الثقافية علي اسماعيل والمدير العام لمديرية الآثار والمتاحف محمد نظير عوض ورئيس مجلس مدينة حلب معد مدلجي، وذلك في مدرسة الحلوية جانب الجامع الأموي في حلب.
وبموجب الاتفاقية ستشرف محافظة حلب بالشراكة مع المديرية العامة للآثار والمتاحف على أعمال الترميم للموقع وفق الصلاحيات الممنوحة وفق القوانين والأنظمة النافذة، وسيعمل مجلس المدينة على التنسيق مع المديريات الخدمية المعنية لتنفيذ أعمال تأهيل البنية التحتية للموقع والإشراف عليها والتي تتضمن الصرف الصحي والمياه والكهرباء والاتصالات بما يتناسب مع متطلبات المشروع.
وستوظف الأمانة السورية للتنمية ، على اعتبار القيمة الحقيقية للمدينة لا تكمن فقط في تفردها بالنسيج المعماري وإنما بتراثها اللامادي أيضاً وانطلاقاً من التزام الأمانة المجتمعي والتنموي، الموارد المتوافرة لديها والفكر التشاركي على تعزيز انخراط مالكي المحلات في المشاركة في عملية إحياء السوق وانخراطهم بالمجتمع المحيط لفهم احتياجاتهم سعياً لتلبيتها بما يضمن تفعيل المنطقة تجارياً واقتصادياً بشكل أكبر والاستفادة من خبراتهم وأفكارهم للمساعدة في إحياء المدينة القديمة، بالإضافة إلى استثمار خبرات الأمانة القانونية عبر تقديم الخدمات القانونية والاستجابة لمالكي المحال التجارية في استخراج الثبوتيات القانونية اللازمة، وكذلك ستقدم الأمانة المُساعدة في توفير قروض صغيرة ومتناهية الصغر وربطهم بفرص وأسواق جديدة، وتمكينهم من مواءمة منتجاتهم لتتماشى مع حركة السوق ومتطلباته، كل ذلك ضمن عملها الداعم على تأمين مصادر دخل دائمة ومستقلة لأصحاب المشاريع الصغيرة والحرف والدخل المحدود.
أما دور مؤسسة الآغا خان، فيتركز في توثيق ودراسة وتقييم الأضرار وإعداد الدراسات وتحديد الشروط التقنية والأثرية والوثائق والمخططات اللازمة لتأهيل بما يتوافق مع المعايير والشروط المحلية والعالمية للتأهيل الثقافي والاقتصادي والمجتمعي في المدن التاريخية ، وبما يتوافق مع القوانين والأنظمة النافذة ، وتمويل أعمال إعادة التأهيل والترميم للموقع بما فيها الخبرات الفنية والعمالة والمواد.
وزيرةالثقافة أكدت خلال توقيع الاتفاقية أن حلب “مهوى القلوب ، وهي تتعافى وتستعيد دورة الحياة من خلال المشاريع المتعددة في شتى المجالات، بما فيها تأهيل العديد من الأسواق والأوابد الأثرية القديمة التي طالها الإرهاب”، وأشارت إلى أن توقيع الاتفاقية في هذا الظرف التاريخي يعدّ رسالة قوية إلى العالم أجمع بعودة سورية إلى مكانتها السابقة ، لافتةً إلى أن هذه الأوابد تعتبر ملكاً للبشرية جمعاء.
وجالت الوزيرة والمحافظ والمعنيون في المدينة القديمة في أسواق الحرير والأحمدية والسقطية وساحة الفستق ودار اجقباش وبيت غزالة اطلعوا خلالها على أعمال الترميم وإعادة التأهيل فيها.
يذكر أن سوق الأحمدية، يعدّ أحد الأسواق التسعة للشارع المستقيم والبالغ طوله ٤٠ متراً ، وهو امتداد لسوق السقطية الذي جرى ترميمه بوقت سابق، وتغلب عليه تجارة الألبسة والقطنيات ويتضمن ٢٠ محلاً تضررت بشكل كبير خلال الحرب على سورية.
حلب- خالد زنكلو