مقالات وآراء

التغيير من أجل التطوير

الحديث الذي تناقلته وسائل الإعلام عن رئيس منظمة الاتحاد الرياضي العام فراس معلا عن تغييرات شاملة حديث يثلج الصدور وهو إن تم يشبه تصحيح مسار الرياضة في بعض طرقها المعوّجة.

ونحن مع هذا التوجه مادام أنه يسير في الطريق الصحيح ويخضع للقوانين والأنظمة لا أن يكون التغيير والتبديل عشوائياً فينطبق علينا المثل القائل: (وكأنك يا أبا زيد ما غزيت).

ولنا في تغيير إدارة نادي الاتحاد خير مثال للمخاوف التي تعتري البعض من صوابية التغيير من عدمه، فنحن لسنا مع الإدارة القديمة أو الجديدة لأننا نقف على مسافة واحدة من الجميع، لكن البعض رأى في الإدارة الجديدة الكثير من المخالفات القانونية والتنظيمية، فهل من ادعى ذلك واهم أم أن التغيير فرضته ظروف خاصة؟

علينا أن نعترف أن رياضتنا تعيش فوضى ما بعدها فوضى، وذلك بسبب السنوات العجاف التي مرت عليها وزاد من سوئها هذا الوباء الذي وضعنا في خانة (اليك) على كل الصعد، لذلك فإن الأخطاء التي وقعت بها إدارات أنديتنا أو الاتحادات الرياضية هي أخطاء تراكمية بعضها يعود للأزمة وبعضها الآخر يعود للإهمال والتراخي وسوء الإدارة.

المطلب الرئيس اليوم للنهوض بالرياضة تطبيق شعار: (الرجل المناسب بالمكان المناسب)، من هنا فإن رياضتنا تحتاج إلى الكثير من التغيير ليس على صعيد الأشخاص فقط بل على صعيد الفكر والثقافة وآلية العمل من خلال تحديث العديد من القوانين وسنّ بعضها لتتلاءم مع الخطوة التطويرية التي ترددها القيادة الرياضية.

بيد أن النزعة الشخصية التي ما زالت تحكم البعض وتسيطر على عقله وتصرفاته هي أهم مرض عضال يواجه رياضتنا، وخصوصاً أن البعض يحاول إلغاء الآخر واختصار العملية الرياضية بالشخص القائم على النادي أو الاتحاد أو اللجنة، وهذا أمر مدمر لأنه يقضي على كوادرنا وخبراتنا من خلال الإقصاء الذي تحكمه الأهواء الشخصية.

الرياضة مسؤولية وطنية وليست ملكاً شخصياً والقفزة النوعية التي تنتظرها رياضتنا تبدأ من مبدأ الاحتواء والتعاون واستكمال مسيرة من سبق ومعالجة هذه الأمراض قبل أن تستفحل فتخسر رياضتنا أكثر مما خسرته سابقاً.

بقلم ناصر النجار

 

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock