محلي

التميز ليس للنخبة

تفخر الأمم بمبدعيها لأنهم يشكلون النواة الحقيقية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وحتى بداية القرن الماضي بقيت مسألة الاهتمام بالتميز مسألة شخصية على الرغم من الدعم الكبير الذي كانت تلقاه المسألة الإبداعية في بلادنا. لكن مسألة رعاية التميز لم تكن مؤطرة بالشكل المطلوب. منذ بداية القرن الحالي حظيت حالات التميز باهتمام كبير ونظمت من أجل ذلك مؤسسات وطنية وعلمية لتأطير الإبداع والاستفادة منه بالشكل الصحيح. وكان مشروع المركز الوطني للمتميزين باكورة هذا الاهتمام بالحالة الإبداعية. وبالرغم من الدعم الكبير الذي تلقاه المشروع من خلال توفير الكوادر العلمية المطلوبة والتجهيزات والتقنيات المطلوبة. لكن مفهوم التميز بقي غائبا عن عامة الشعب واعتبره البعض للنخبة. وبالرغم من الانضباطية الحالية التي لم تشبها أي شائبة في عملية اختيار المتميزين. فقد أثبتت التجربة أن مؤسسة المركز الوطني للمتميزين لم تدخلها المحسوبيات بشكل مطلق ولم يصل إلى هناك إلا من كان جديرا بذلك. ومن بعد هذه التجربة التي أثبتت نجاحها من خلال وضع عدد كبير من الطاقات في طريقها الصحيح جاء الدور المكمل للمشروع وهو مسابقات الاولمبياد الوطني والدولي. ومن خلاله تبين سلامة وأهمية تجربة المركز الوطني للمتميزين حيث أثبتت نتائج مسابقات الاولمبياد في جميع الاختصاصات العلمية أننا في الطريق الصحيح واستطاع شباب الوطن أن يحققوا مراكز متقدمة جدا. واستطاعت هيئة التميز والإبداع أن تقدم منتجا وطنيا رائعا في كافة العلوم. وكذلك استطاعت الوصول بهذا المشروع إلى جماهيرية واسعة خففت من العقبات التي كانت تعترض مشروع المتميزين في جانبه الجماهيري. سورية اليوم وبالرغم من هذه الأزمة التي أثرت على جميع مناحي الحياة استطاعت أن تحقق مراكز متقدمة جداً على كبرى الدول العالمية. ونالت هذه النتائج التي حققها شباب الوطن في الاولمبياد الدولي اهتمام وإعجاب كبرى دول العالم التي سبقتنا كثيراً في الزمن ولكن تفوقنا على كثير منها في النتائج. كل ذلك لأننا عملنا على جعل حالة التميز مكونا ذاتيا بعيداً عن الحالة النخبوية في المجتمع.

محمود الصالح

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock