الجعفري: الادارة الامريكية لا تمتلك أي حق أو ولاية في أن تقرر مصير الجولان السوري المحتل
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الجولان لن تغير من حقيقة أنه كان وسيبقى عربيا سوريا مشددا على أن الإدارة الأمريكية لا تملك أي حق في أن تقرر مصيره وأي إجراء ينطوي على الاعتداء على حق سورية في استعادته هو عمل عدواني واستفزازي وغير شرعي لا أثر له.
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحفي في نيويورك اليوم: إنه في انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وأبسط أبجديات وقيم وأخلاق العلاقات الدولية غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس بشأن الجولان السوري المحتل معبرا عن استهزاء إدارته بالمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة التي تمثله وقرارات مجلس الأمن التي شكلت على مدى عقود طويلة ركائز أساسية للشرعية الدولية.
وجدد الجعفري إدانة سورية بشدة هذا التصريح غير المسؤول حول الوضع القانوني للجولان العربي السوري المحتل الذي أقرت الأمم المتحدة عبر مختلف قرارات الجمعية العامة ذات الصلة وقرار مجلس الأمن 497 لعام 1981 بأنه أرض محتلة وأن أي إجراءات تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على هذه الأراضي المحتلة لاغية وباطلة وليس لها أي أثر قانوني.
وأوضح الجعفري أن تصريح ترامب يؤكد مجددا انحياز الولايات المتحدة الأعمى لكيان الاحتلال الإسرائيلي ودعمها غير المحدود لسلوكه العدواني ويعبر بكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 الذي صوت عليه أعضاء المجلس بالإجماع بمن فيهم الولايات المتحدة.
وشدد الجعفري على أن الإدارة الأمريكية لا تملك أي حق أو ولاية تخولها أن تقرر مصير الجولان العربي السوري المحتل وأن أي اعتراف منها أو أي إجراء ينطوي على الاعتداء على حق سورية في استعادة تلك الأرض المحتلة وسيادتها عليها هو عمل عدواني واستفزازي وغير شرعي لا أثر له وهو إخلال بالتزامات الولايات المتحدة كعضو دائم في مجلس الأمن وكدولة مضيفة لمقر المنظمة الدولية تجاه أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي وبالتالي فإنها غير مؤتمنة على الاضطلاع بالمسؤولية التي تتحملها بموجب عضويتها الدائمة في مجلس الأمن.
وأشار الجعفري إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي وأركان إدارته حول الجولان السوري المحتل والزيارات التي يقوم بها أفراد يزعمون تمثيلهم للشعب الأمريكي لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً وأن الشعب السوري أكثر عزيمة وتصميماً وإصراراً على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة وإعادتها إلى كنف الوطن الأم شاء من شاء وأبى من أبى طال الزمان أم قصر.
وقال الجعفري: أصبح جلياً للمجتمع الدولي أن الولايات المتحدة بسياساتها الرعناء باتت تمثل العامل الأساس في توتير الأوضاع على الساحة الدولية وتهديد السلم والاستقرار الدوليين وبات واضحاً أن السياسة الأمريكية الخارجية تكرس حالياً عصر التطرف في العلاقات السياسية الدولية وتعيد فكر البشرية إلى مرحلة قانون الغاب والعصور البدائية التي تقدس النار ومشعليها وترى في البشرية وقوداً للهبها موضحا أن الإدارة الحالية اتبعت نهجاً عدائياً شعاره التصعيد مع الدول الأعضاء في هذه المنظمة وهو ما يتمثل في طبيعة العلاقة القائمة مع كل من سورية وروسيا والصين وأوروبا وإيران والمكسيك وكندا وفنزويلا وغيرها من الدول.
وأوضح الجعفري أن سورية وجهت رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الامن طلبت فيهما إدانة التصريح الصادر عن ترامب ورفضه واتخاذ الخطوات اللازمة لوضع حد للصلف الأمريكي وضمان احترام قرارات الشرعية الدولية والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في العالم مبينا أن هناك مواقف صدرت من روسيا والصين وأوروبا ترفض تصريح الرئيس الأمريكي ونأمل في أن “يعلن الأمين العام رفضا واضحا لا لبس فيه لهذا الانتهاك لقرارات مجلس الأمن ولأحكام الميثاق والقيام بواجباته تجاه هذه المسألة الخطيرة”.
وأشار الجعفري إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 يؤكد أن الاستيلاء على الأرض بالقوة غير شرعي وفق ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وأن قرار الاحتلال الإسرائيلي بفرض قوانينه وإدارته في الجولان السوري المحتل لاغ وباطل ولا تأثير قانونيا له كما ينص القرار 242 على عدم شرعية الاستيلاء على الأرض ويؤكد على انسحاب “إسرائيل” من الأراضي المحتلة عام 1967.
وشدد الجعفري على أن الحق السيادي لسورية باسترجاع كامل الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم وعلى كيان الاحتلال الإسرائيلي أن يدرك أن سياساته ستسقط أمام صمود أبناء الجولان الذين حافظوا طيلة 52 عاماً تحت الاحتلال على هويتهم وجنسيتهم العربية السورية وقال “الجولان سوري وسيعود إلى الوطن الأم عاجلا أم آجلا مهما طال الزمن”.