أعتبر رئيس وفد الجمهورية العربية السورية ومندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن نتائج اجتماع «أستانا 3» الذي اختتم أمس «مرضية». وأصدرت الترويكا الضامنة لعملية أستانا (روسيا، إيران، تركيا) بياناً مشتركاً أكد «التمسك بالتسوية السياسية في سورية»، والاتفاق على عقد الجولة الرابعة في بداية أيار المقبل.
وقال وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمانوف خلال مؤتمر صحفي في أستانا: «نختتم اليوم (الأربعاء) الجولة الثالثة من مباحثات أستانا»، لافتاً بحسب وكالة «سانا» إلى أنه «تم التوصل إلى اتفاق لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية ومجموعة مراقبة لرصد الخروقات لهذا الاتفاق، كما تم أيضاً التوصل إلى اتفاق بشأن الوصول إلى معايير خاصة بتبادل المحتجزين لدى الجوانب المختلفة».
وخلال مؤتمر صحفي عقده في ختام الاجتماع اعتبر الجعفري، أن جدية الوفد والجهود الروسية والإيرانية أفشلت محاولات تركيا عرقلة مسار أستانا، ووصف النتائج التي تم التوصل إليها خلال هذه الجولة من مسار أستانا بأنها «مرضية».
وبشأن طبيعة الأوراق التي تمت مناقشتها خلال هذه الجولة، أوضح الجعفري «عملياً لم يتم تقديم أوراق رسمية.. هناك أفكار تم التعبير عنها حول بعض القضايا لكننا لم نناقش أيا من هذه الوثائق باستثناء وثيقة واحدة أو ورقة واحدة حول نزع الألغام والمتفجرات من مدينة تدمر الأثرية».
وفي تصريح صحفي، قال الجعفري: أجرينا اجتماعاً إضافياً مع الوفد الروسي واستمعنا منهم إلى اقتراح يتعلق بالدستور ولدينا أفكار نقلناها إلى الجانب الروسي وطلبنا منهم مناقشة هذه الأفكار والموضوع هو قيد النقاش بين الجانب السوري والجانب الروسي». وأضاف: «هذه إضافة لما قلته في المؤتمر الصحفي للجلسة الختامية وهذه الحيثية جديدة لم تكن موضوعة على جدول أنشتطتنا خلال اليومين الماضيين الموضوع تطرقنا إليه الآن في جلسة إضافية».
بدوره أوضح رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف في مؤتمر صحفي عقب اختتام «أستانا 3»، أن «من نتائج المشاورات التي جرت كان قرار إيران التوقيع على وثيقة حول الانضمام إلى اتفاقية الهدنة بصفة دولة ضامنة. وحالياً تعد إيران رسمياً دولة ضامنة مثل روسيا وتركيا فيما يخص الوفاء بالالتزامات».
ووفقاً لموقع «روسيا اليوم» أضاف لافرينتييف: «تلقينا معلومات مفصلة من الجانبين التركي والإيراني، ويجري حالياً، تنسيق الخرائط للمواقع المحددة كمربعات سيطرة تنظيمي «داعش» و«النصرة».
أما البيان المشترك فصدر عن الدول الضامنة في أعقاب الاجتماع، وأكدت فيه الدول الثلاث «تمسكها بتوطيد الهدنة، وتبادل المعلومات عن حالات انتهاكها. وتشدد كذلك على ضرورة تعزيز فعالية الآلية الثلاثية. كما تؤكد الدول الضامنة ضرورة تحسين الوضع الميداني عن طريق تقوية نظام وقف إطلاق النار»، موضحاً أن اللقاء المقبل سيعقد في «يومي 3، و4 أيار القادم» في أستانا أيضاً.
في الغضون أعلن مدير دائرة آسيا وإفريقيا في الخارجية الكازاخستانية آيدار بيك توماتوف، في لقاء مع وكالة «سبوتنيك» الروسية أمس: «اليوم مساء، يصل إلى أستانا 7 ممثلين عن (ميليشيات) الجبهتين الجنوبية والشمالية للمشاركة في المحادثات في المجال العسكري حصراً»، وذلك بعدما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مصدر في «الهيئة العليا للمفاوضات» للمعارضة، قوله: إن «ممثلين لمجموعات معينة من المعارضة المسلحة يمكن أن ينضموا إلى محادثات أستانا 3 بعد مقاطعتهم لها عند افتتاحها»، على حين أعلن لافرينتيف أن الدول الضامنة قررت «إبقاء قسم من وفودها في العاصمة الكازاخستانية لإجراء مشاورات محتملة مع وفد المعارضة الخميس».
لكن مصادر في المعارضة لم تؤكد أن وفد الفصائل سيذهب إلى «أستانا», بل إن مصدراً في وزارة الخارجية الكازاخية أكد أن اليوم الخميس لن يشهد أي لقاءات في أستانا.
الوطن – وكالات