من الميدان

الجيش يتقدم في عمق عين ترما ويثبت وجوده في مسرابا

على بعد ساعات قليلة، يبدو أن حرستا في طريقها للوصول إلى التسوية، وإنهاء ملف جبهة أخرى من جبهات الغوطة الشرقية، عبر نقل نحو 1500 مسلح إضافة إلى 6000 شخص من أفراد عائلاتهم غير الراغبين بتسوية أوضاعهم باتجاه إدلب، ليتزامن هذا التطور مع استمرار المعارك العنيفة التي تشهدها جبهة عين ترما، والتقدم الحاصل هناك الذي أفضى إلى السيطرة على نحو 70 بالمئة من المزارع المحيطة بالبلدة.

الإعلام الحربي المركزي الذي تحدث عن الأرقام المتوقع خروجها من حرستا، أكد أن وحدات الجيش السوري تواصل تقدمها باتجاه أطراف بلدة عين ترما، على المقلب الآخر في جنوب الغوطة، وتستخدم في معاركها مع التنظيمات الإرهابية تكتيكات وأسلحة تتناسب والمناطق السكنية وطبيعة الأرض الزراعية حفاظاً على حياة المدنيين وعلى ممتلكات ومزروعات الأهالي»، مشيراً إلى أن قوات الجيش تعمل على اقتحام عين ترما، حيث أحرزت تقدّماً في وادي البلدة الذي يخترقه نهر بردى، ووصلت إلى مسجد الوادي.

من جهتها أشارت وكالة «سانا» نقلاً عن عدد من القادة الميدانيين في محور عين ترما، إلى حالة الانهيار والفوضى في صفوف الإرهابيين بعد تدمير الجيش تحصيناتهم وتكبيدهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد في المزارع.
إلى ذلك تحدث الإعلام الحربي المركزي عن تسليم 30 مسلحاً أنفسهم للجيش السوري، عبر ممر الموارد المائية في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية لدمشق.

وفي اتصال أجرته معها «الوطن» ذكرت مصادر مطلعة على الوضع الميداني وملف المصالحات المحلية أن ميليشيا «جيش الإسلام» المتمركزة في الجيب الشمالي من الغوطة، شنت الثلاثاء هجوماً ضد قوات الجيش في بلدة مسرابا وتمكنت من السيطرة على البلدة، لكن قوات الجيش تمكنت صباح الأربعاء عبر هجوم معاكس من استعادة السيطرة على البلدة مرة أخرى وطرد مسلحي الميليشيا منها.
وكشفت المصادر، أنه وفي ظل إصرار الجيش على استعادة كامل الغوطة الشرقية، والهزائم التي تمنى بها التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، قبلت «أحرار الشام» التي تتحصن في جيب مدينة حرستا، باتفاق تسوية رعته روسيا.

وأوضحت المصادر، أن الاتفاق يقضي بتسوية أوضاع المسلحين الراغبين والبقاء في المدينة وخروج الرافضين منهم مع بعض أفراد عائلاتهم إلى محافظة إدلب، وتسليم المدينة إلى الجيش العربي السوري وعودة مؤسسات الدولة إليها، وتوقعت المصادر أن يبدأ تنفيذ الاتفاق من صباح اليوم، مرجحة أن يقدم أغلبية المسلحين على تسوية أوضاعهم، ورأت أن قبول «أحرار الشام» باتفاق تسوية، سيشكل ضغطاً على مسلحي «جيش الإسلام» في الجيب الشمالي ومسلحي ميليشيا «فيلق الرحمن» وجبهة النصرة الإرهابية في الجيب الجنوبي.

وفي مؤشر على بدء تنفيذ الاتفاق، قال المتحدث الرسمي باسم المركز الروسي للمصالحة، اللواء فلاديمير زولوتوخين، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» إنه «لضمان الخروج الآمن للمدنيين من ضاحية حرستا في الغوطة الشرقية، بدأ الممر الإنساني الثالث بالعمل، وخلال (أمس) الأربعاء، خرج 315 شخصاً عبر الممر، بمن فيهم 15 متشدداً قرروا الاستسلام».

من جهته، أشار وزير الدولة لشؤون المصالحة علي حيدر في تصريح نقلته وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، إلى أن الاتفاق لإخلاء المسلحين من مدينة حرستا لا يزال قائماً، و«ننتظر توافق المسلحين داخل المدينة لبدء التنفيذ»، مرجحاً أن يعطل المسلحون الاتفاق مرة أخرى.
وأوضح حيدر، أن «الجانب الروسي هو الذي يتواصل بشكل مباشر مع المسلحين، وكان هناك اتفاق يجب أن ينفذ منذ يوم الأحد الماضي، لكن المسلحين نقضوا الاتفاق ولم يبدؤوا بتنفيذه وهو لا يزال قائماً ويحتاج فقط إلى بدء التنفيذ».

الوطن – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock