الجيش يحبط محاولة لإحداث خرق في تدمر
بمحاولة بائسة، سعت واشنطن أمس بعثرة أوراق الجيش السوري وحرف بوصلته عن الهدف الميداني الجديد له في إدلب، من خلال دعم هجوم إرهابي على تدمر مجدداً.
عقب المحاولة الفاشلة، اعترافات من تم إلقاء القبض عليهم تجاه مسؤولية واشنطن عن تدريبهم وتمويلهم، قدمت دلالة أخرى على الدور الذي تلعبه قاعدة التنف الأميركية، لكن الرد السوري جاء سريعاً باستهداف مقرات الإرهاب شمالاً، حيث تستميت واشنطن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى لها من أدوات في تلك المنطقة.
وفجر أمس وقع اشتباك بين الجيش ومجموعة إرهابية، على مسافة 36 كم جنوب شرقي تدمر، إثر محاولة الإرهابيين التسلل من التنف باتجاه مدينة تدمر، وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن القتال أسفر عن مصرع اثنين من الإرهابيين وإلقاء القبض على اثنين آخرين.
وأفاد المعتقلان، بأنهما ينتميان لجماعة «أسود الشرقية» الإرهابية التي تضم نحو 500 مسلح، وأن معسكرات تدريبهم تقع في منطقة التنف قرب القاعدة العسكرية الأميركية هناك، وقال أحد المعتقلين: إن مختصين أميركيين قاموا بتدريب مجموعته التي حصلت على السلاح والذخيرة من القاعدة الأميركية.
وأعلنت الدفاع الروسية، أن مهمة المجموعة الإرهابية، تضمنت تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في مدينة تدمر، وضمان دخول قوة رئيسية من الإرهابيين تضم نحو 300 مسلح، للاستيلاء على المدينة التاريخية خلال الأسابيع المقبلة.
الرد السوري على محاولة الخرق الأميركي شرقاً جاء باستهداف مواقع ونقاط انتشار وتحركات «النصرة» والميليشيات المتحالف معها، في أطراف قرية معركبة وفي قرية السرمانية ومحيط تل عثمان والجنابرة والأراضي الزراعية في الجبين واللطامنة، تمهيداً لإعلان ساعة انطلاق معركة إدلب.
إلى ذلك تحدثت تقارير إعلامية، عن اتفاق روسي مع ميليشيا «نور الدين الزنكي، التي تنتشر في ريف حلب الغربي على محاور الراشدين والمنصورة والبحوث العلمية، يقضي بانسحاب عناصر الحركة من معاقلها في تلك المناطق، إلى بلدة كفر داعل، وتراجعها بنحو أربع كيلومترات.
مصدر إعلامي مقرب من الحركة نفى لـ«الوطن»، ما تردد من أنباء وأكد أن لا مفاوضات جرت مع الجانب الروسي ولم يجر التوصل لأي تفاهم أو اتفاق.
تأتي هذه التطورات في وقت بدأت فيه «جبهة النصرة»، أخذ إجراءاتها الاحتياطية خوفاً من استهداف مخازن الذخيرة العائدة لها في محافظة إدلب، وذلك عبر إخفائها في التجمعات السكنية بين المدنيين.
وأشارت مصادر أهلية في إدلب لـ«الوطن» أن نشاطاً محموماً خلال الأسبوعين الفائتين شهدته مناطق سيطرة «النصرة» التي تشكل أكثر من 60 بالمئة من مساحة المحافظة، لنقل مخازن الذخيرة بشكل سري إلى أماكن جديدة داخل الأحياء السكنية أو في أطرافها لتحييدها من استهداف الجيش العربي السوري لها خلال عمليته العسكرية المتوقع أن تتحدد ساعة صفرها خلال وقت قريب بعد انتهاء الاستعداد اللوجستية لانطلاقها، وبما يؤكد على اتخاذ «النصرة» من المدنيين دروعاً بشرية لها.
الوطن – وكالات