الجيش يحرر “الشيخ سعيد” في حلب .. وموسكو تنتقد غياب الأمم المتحدة عن مساعدة المدنيين المحررين
واصل الجيش العربي السوري تقدمه في الأحياء الشرقية بحلب ووسع سيطرته في الجزء الجنوبي منها، مواصلاً تحرير الآلاف من المدنيين الذين انتقدت موسكو بشدة عدم سعي الأمم المتحدة إلى مساعدتهم، بموازاة استمرار دفع أنقرة خسائر بشرية في عمليتها «درع الفرات» شمالي المحافظة، على حين كان قطار المصالحات يواصل طريقه بثبات في ريف العاصمة الغربي.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش وحلفاءه سيطروا على حي الشيخ سعيد الذي يعتبر أهم معقل لجبهة النصرة (فتح الشام حالياً) في الأحياء الجنوبية الشرقية من المدينة ما فتح الباب لتقدم الجيش نحو أحياء مجاورة أهمها «السكري»، بموازاة اشتباكات عنيفة يخوضها الجيش مع مسلحي ميليشيا «تجمع فاستقم كما أمرت» و«كتائب أبو عمارة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» في نقاط بمحيط الحي، بالتزامن مع اشتباكات أخرى يخوضها الجيش في حي العامرية مركز ثقل ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» جنوب المدينة على تخوم منطقة الراموسة وعلى مقربة من مستديرتها الإستراتيجية عند مدخل طريق خناصر، حيث علمت «الوطن» أن الجيش حقق خروقات مهمة داخل الحي وبات يتقاسم السيطرة عليه مع المسلحين، وتوقع المصدر الميداني أن يسيطر الجيش على العامرية في وقت قصير.
كما سارع الجيش إلى فتح جبهة حي كرم الطراب شرق المدينة، وإلى الغرب من مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي، وحقق أمس تقدماً في أطرافه بالسيطرة على 4 معامل وكتل بناء داخله، بموازاة استمرار ضغطه على أحياء الحلوانية وطريق الباب والشعار على الأطراف الشمالية للقسم الجنوبي الشرقي من المدينة.
واستمر خروج سكان الأحياء الشرقية من المدينة بكثافة لليوم الرابع على التوالي، وبلغ عدد الخارجين أمس ألفي مدني ليرتفع عدد الذين تمكنوا من مغادرة تلك الأحياء إلى 18 ألف مدني، على حين استطاع 647 مسلحاً الخروج وتسليم سلاحهم وأنفسهم للجيش العربي السوري حيث شمّل 630 مسلحاً منهم بمرسوم العفو لتسوية أوضاعهم.
وقالت مصادر أهلية لـ«الوطن»: إن مسلحي «فتح الشام» منعوا المدنيين في حي المعادي من الخروج عبر المعابر التي حددتها المحافظة وأطلقت النار عليهم لتتسبب في استشهاد 30 مدنياً عدا عن الجرحى في صفوفهم.
وبدا لافتاً ما نقلته وكالة «سبوتنيك» عن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، تأكيده «كما تبين، عقب يومين من تحرير أكثر من 90 ألف شخص من أيدي الإرهابيين بمدينة حلب، لم يرد أي طلب لتقديم المساعدة الإنسانية، لا من مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، ولا من وزارات الشؤون الخارجية لكل من بريطانيا، والولايات المتحدة وفرنسا».
من جهته أشار محافظ حلب حسين دياب لـ«الوطن» إلى أن ورش مجلس المدينة والمديريات الخدمية تصل الليل بالنهار للانتهاء من إعادة تأهيل البنية التحتية ومرافق مساكن هنانو التي استردها الجيش بغية إعادة السكان الذين هجروها إليها، الأمر الذي يخفف الضغط على مراكز الإيواء التي خصصتها المحافظة للمدنيين القادمين من الأحياء الشرقية للمدينة، ولفت إلى أن الأيام القادمة ستشهد عودة الأهالي إلى منازلهم في مساكن هنانو.
أما وزارة الدفاع الروسية فأوضحت في بيان، نقله موقع «روسيا اليوم» أن طائرات نقل عسكري تقل أفراد مفرزة طبية خاصة وآليات وأجهزة طبية خاصة، أقلعت أمس، متوجهة إلى سورية.
بالانتقال إلى ريف المحافظة الشمالي، نقل موقع «روسيا اليوم» عن مصدر عسكري تركي، أن 5 جنود أتراك مشاركين في عملية «درع الفرات» أصيبوا بجراح في هجوم قرب الباب أمس، «تم نقلهم بطائرة هليكوبتر إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج»، وذلك بموازاة نشر داعش صورة لأحد الجنديين الذين أسرهم أول أمس ويدعى «سيفتير تاش»، على حين ذكرت صفحات معارضة بأن التنظيم نشر لقاء مع «تاش» في مجلة قسطنطينية باللغة التركية الصادرة عن مركز «الحياة» للإعلام التابع لداعش.
وفي ريف دمشق الغربي خرجت الدفعة الثانية من المسلحين وعائلاتهم بموجب اتفاق مصالحة مخيم خان الشيح ومحيطه إلى ريف إدلب.
وبحسب نشطاء على فيسبوك فإن هذه الدفعة هي الأخيرة، وأعقب خروجها فتح الطرق إلى المخيم، الذي شهد انفجارات سببها تفخيخ المسلحين للمنازل التي اتخذوها مقرات لهم.