الجيش يسيطر على مدرسة الحكمة وعينه على الراشدين الرابعة والخامسة
استمر زخم العملية العسكرية التي ينفذها الجيش العربي السوري لليوم الثالث على التوالي في الجبهات الغربية من حلب والتي أفضت أمس إلى مد نفوذه إلى منطقة مدرسة الحكمة والتي تعد آخر ثغرة في المحور الجنوبي الغربي الذي بات مغلقاً بالكامل أمام تسلل المسلحين منه.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش بمؤازرة حلفائه بسط نفوذه على مدرسة الحكمة والمزارع المحيطة بها غرب مشروع 3000 شقة سكنية بالحمدانية مستخدماً أنواع الأسلحة المختلفة الخفيفة والثقيلة، وأوقع قتلى وجرحى في صفوف مسلحي ميليشيا «جيش الفتح» ومنهم جنسيات عربية أجنبية.
وتعتبر «الحكمة» آخر نقطة متقدمة لسيطرة مسلحي «الفتح» في المحور الجنوبي الغربي إبان الخرق الذي أحدثوه في آب الماضي بمنطقة الكليات الحربية والراموسة ضمن ما أطلقوا عليه «ملحمة حلب الكبرى» بنسختها الأولى لفك الحصار عن مسلحي الأحياء الشرقية من المدينة والتي استعادها الجيش السوري وقتها ثم استرد كتيبة الدفاع الجوي وتل بازو جنوب غرب الكليات نهاية الشهر الماضي قبل أن يستعيد السيطرة على تلتي مؤتة والرخم الاثنين ثم مشروع الـ1070 شقة السكني في اليوم التالي وليتابع تقدمه أمس باتجاه مدرسة الحكمة مقفلاً ثغرة المحور التي تسببت بتهجير سكان حي الحمدانية وتدمير شققهم.
وأضاف المصدر: إن الجيش وبعد السيطرة على «الحكمة» ومحيطها مهد نارياً لعملية مد نفوذه نحو أرض سوق الجبس منطقتي الراشدين الرابعة والخامسة غربي حلب وأحرز تقدماً في اتجاهها، والتي في حال السيطرة عليها فإنه يؤمن أحياء جنوب غرب المدينة ويحول دون تسلل المسلحين من بلدتي خان طومان وخان العسل إلى المناطق المتاخمة من المدينة.
كما خاض الجيش السوري اشتباكات عنيفة في ضاحية الأسد السكنية غرب حلب واستخدم جميع وسائطه النارية قبل شن عملية عسكرية لاستردادها من مسلحي «الفتح» بالتزامن مع المعارك التي يخوضها داخل منطقية منيان بعد السيطرة على أحياء واسعة فيها في الجهة ذاتها من المدينة، وذلك بهدف تأمين آخر منطقتين تسلل إليها المسلحون في النسخة الثانية من «ملحمة» فك الحصار عن زملائهم في الأحياء الشرقية.
وشارك سلاح الجو في الجيش السوري بفعالية في استهداف مراكز وتجمعات المسلحين في محيط ضاحية الأسد ومنيان والراشدين الرابعة والخامسة وسوق الجبس وصولاً إلى خان العسل والمنصورة وحور وعنجارة والأتارب في ريف حلب الغربي وخان طومان والزربة في ريفها الجنوبي.
ورد المسلحون بإطلاق صواريخ غراد مساء أمس من جهة البحوث العلمية غربي حلب الجديدة وأصاب إحداها كلية العلوم داخل حرم جامعة حلب على حين أصاب الثاني الوحدة السكنية السابعة عشرة التي تؤوي مهجرين في المدينة الجامعية وسقط الثالث أمام مدخل المدينة من جهة حي الفرقان وليرتفع عدد الشهداء المدنيين إلى 6 شهداء وأكثر من 20 جريحاً أسعفوا إلى مشفى الجامعة الحكومي، بحسب مصادر طبية في المشفى لـ«الوطن». كما سقطت قذائف متفجرة في حي حلب الجديدة شمالاً وأوقعت جرحى وسقطت امرأتان برصاص قناص صلاح الدين عند مستديرة الإطفائية بحي الحمدانية.
من جهة أخرى، أوضح محافظ حلب حسين دياب لـ«الوطن»، أنه أشرف ولليوم الثاني على التوالي وبشكل شخصي على أعمال إعادة تأهيل مشروع 1070 شقة السكني جنوب حي الحمدانية بعد تطهيره من المسلحين بغية إعادة توطين سكانه بسرعة فيه ومعظمهم من المهجرين. ولفت إلى أن يوم أمس شهد فتح وغسل العديد من الطرقات في المشروع وأن الفرق الفنية وورشات وآليات مجلس المدينة تصل الليل بالنهار للانتهاء بسرعة من صيانة مرافقه وبنيته التحتية تمهيداً لعودة قاطنيه المرتقبة قريباً.
وأشار دياب إلى أنه تفقد أمس مقرات السكن المؤقت، الذي يوفر الإقامة لأكثر من 1000 أسرة نازحة، في حي الأشرفية واطلع على مستلزمات المهجرين وكلف المشرفين على العمل الإغاثي بإجراء مسح اجتماعي لتلبية احتياجاتهم الفعلية.
الوطن