الجيش يمهد لعملية وشيكة لتأمين الأحياء الغربية من حلب
بينما أشارت موسكو إلى وجود اختلاف مع واشنطن بشأن النظر إلى «جدوى» التهدئة الإنسانية التي أعلنتها موسكو ودمشق في شرق حلب، بدأ الجيش العربي السوري تمهيداً نارياً كثيفاً لمباشرة عملية عسكرية قد تنطلق في أي لحظة لتأمين الأحياء الغربية من المدينة والتي تعرضت لهجمات عنيفة من ميليشيا «جيش الفتح» منذ 11 يوماً.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» جهوزية الجيش وحلفائه العالية لشن عملية عسكرية باتت وشيكة تستهدف تأمين الجبهات الغربية من المدينة ضد أي محاولات للعبث بأمن سكانها بدعم من الدول الإقليمية التي تسعى لإشاعة الفوضى والخراب ومنع الجيش من إتمام عمليته بتوحيد المدينة.
وبين أن وتيرة التمهيد الناري للجيش السوري اشتدت أمس وطالت مشروعي 1070 و3000 شقة سكنية وصولاً إلى المحور الجنوبي الغربي لحلب كاملاً وضاحية الأسد ومنطقة منيان غرباً وحتى جمعية الزهراء في الشمال الغربي، بهدف طرد مسلحي «الفتح» الذين خاضوا جولتين خائبتين مما سموه «ملحمة حلب الكبرى» لم تتمخضا عن تحقيق أي خرق مهم على طريق كسر الحصار عن مسلحي الأحياء الشرقية.
وقال المصدر: إن مدفعية الجيش وراجمات صواريخه لم تتوقف خلال اليومين الفائتين عن استهداف تجمعات ومقرات المسلحين بالتزامن مع تكثيف غارات سلاح الجو في الجيش والتي دكت أوكار وخطوط إمداد المسلحين.
ورأى خبراء تحدثت إليهم «الوطن» أن الجيش، الذي استقدم تعزيزات ضخمة في الأيام الأخيرة، بات على أهبة الاستعداد لمباشرة عمليته العسكرية التي تضع حداً لطموحات مسلحي «الفتح» وداعميهم الإقليميين وخصوصاً الحكومة التركية لفك الحصار عن زملائهم في الأحياء الشرقية، وتوقع الخبراء أن تبدأ العملية العسكرية في غضون ساعات وحتى 48 ساعة.
في موسكو، رد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف على تصريحات للناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية اعتبر فيها أن الهدنة الإنسانية التي أعلنتها موسكو ودمشق في حلب «عديمة الجدوى».
وأشار كوناشينكوف، إلى أن تصريحات جون كيربي تظهر اختلافنا معهم في فهم «جدوى» الهدنة الإنسانية في حلب»، واستطرد وفق موقع «روسيا اليوم»، بأن الأولوية بالنسبة لروسيا تتمثل في «مساعدة الناس»، منتقداً أميركا التي لم «تقدم للسوريين حتى فتات الخبز»، وموضحاً أن «الجدوى» بمفهوم الولايات المتحدة هي عندما يكون طابور من الشاحنات المحملة، يمر دون تفتيش، محملاً بأسلحة من العيار الثقيل، متجهاً إلى الجزء الشمالي من مدينة حلب، وأكد أن «الجدوى» بالمفهوم الأميركي لا مكان لها في الهدنة الإنسانية الأخيرة.
حلب – الوطن – وكالات