الجيش ينهي عام الانتصارات الإستراتيجية باستعادة الغوطة الغربية
أنهى الجيش العربي السوري عام الانتصارات الإستراتيجية، باستعادة السيطرة على كامل الغوطة الغربية، معلناً إغلاق أحد آخر مصادر الدعم الإسرائيلي المباشر لأدواتها على الأرض، والدخول في مرحلة تصفية جبهة النصرة وشركائها، وعلى حين تسارعت الاتصالات الدولية تمهيداً لإنجاح مؤتمر «سوتشي»، عاد التسخين الروسي الأميركي ليحتل موقع صدارة التصريحات، بعد الاتهامات الروسية لواشنطن بتدريب الدواعش في التنف، والمطالبة بمغادرة القاعدة الحدودية، وإنهاء ملف التواجد غير الشرعي.
الجيش العربي السوري لم ينتظر مماطلات المسلحين في ملف مصالحة بيت جن جنوب غرب العاصمة، حيث دخلت وحداته قرية مغر المير وتل مروان، ومنحت جبهة النصرة الإرهابية وحلفاءها 72 ساعة للخروج، وسط ترجيحات أن تبدأ عملية الخروج اليوم.
وأكدت المواقع، أن الجيش أصر على أن يكون خروج مسلحي «النصرة»، بسلاحهم الفردي فقط إلى إدلب، والسماح بخروج بقية المسلحين إلى درعا.
وفي وقت متأخر أمس أشار موقع «روسيا اليوم»، إلى وصول حافلات لمحيط بلدتي مغر المير ومزارع بيت جن في ريف دمشق لنقل مسلحي «النصرة» إلى إدلب ودرعا بعد اتفاق وقف القتال.
تطورات الجبهة الجنوبية، جاءت على وقع تحقيق المزيد من التقدم على محاور ريف حماة الشمالي، حيث استعاد الجيش السيطرة على بلدة أم حارتين وتلة طويلة الشيخ محمود غرب بلدة القاهرة، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلامية معارضة عن أن الجيش استقدم تعزيزات عسكرية إلى خمسة مواقع في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وهي: قمة النبي يونس، زاهية، كنسبا، القساطل، قلعة شلف، وبحسب تلك الوسائل فإن الحشود «تؤكد نية الجيش فتح محور جسر الشغور الإستراتيجي في ريف إدلب الغربي».
إلى ذلك أكدت مصادر أهلية مقربة من مافيا تهريب الأشخاص من إدلب إلى تركيا لـ«الوطن»، أن عمليات تهريب الدواعش تجري على قدم وساق، بتواطؤ حرس الحدود التركي في المعابر غير الشرعية التي تربط إدلب واللاذقية.
وقالت المصادر: إن قرار ترحيلهم اتخذته أنقرة، بعد فقدان الأمل بإعادة توظيفهم في موطئ قدم جديد لهم في سورية، وخشيتها من وقوع مشاكل لهم مع الميليشيات المحسوبة عليها المكلفة بحمايتهم بعد إخفاق محاولات إدماج بعضهم في مناطق بإدلب، وتمرد بعضهم الآخر على أوامر إخفائهم لفترة طويلة.
تزاحم المعطيات الميدانية، تزامن مع تزاحم التصريحات السياسية التي شكلت الاتهامات الروسية لواشنطن بتدريب الدواعش أحد ابرز عناوينها، حيث كشفت رئاسة الأركان الروسية، أن وسائل الرصد والاستطلاع الروسية خلصت إلى أن واشنطن تستخدم مطار التنف السوري لتدريب الإرهابيين ومعظمهم دواعش فارّون من الرقة.
في غضون ذلك، قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف خلال لقائه مع رئيس تيار «الغد السوري» المعارض، أحمد الجربا، أمس: «نرى تأييدا واسعا لهذا المؤتمر من قبل السوريين، وقبل كل شيء أولئك الذين يعيشون في بلادهم، بمن فيهم قادة القبائل»، مشيراً، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم»، إلى أن الدعوة لحضور المؤتمر وجهت كذلك إلى المعارضة في الخارج، بما في ذلك قوى المعارضة التي تشارك في مفاوضات جنيف.
وأكد لافروف، أن هدف بلاده من المؤتمر هو «إرساء أساس فيه أوسع تمثيل ممكن، لإطلاق إصلاح دستوري، سيتفق على شروطه السوريون بأنفسهم».
في الأثناء قال القائد العام لـ«وحدات حماية الشعب»، سيبان حمو، في حديث لمواقع معارضة إن «السلطات الروسية وَعَدت بإرسال دعوات إلى 155 ممثلاً عن الكرد والمكونات الأخرى المشاركة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، للمشاركة في مؤتمر سوتشي المزمع عقده خلال الشهر القادم»، مشيراً إلى أن «روسيا أعلنت أنهم يعتبرون الشعب الكردي جزءاً أساسيا من سورية وأنهم لا يرون أي سبب لخلق أزمة أو مشكلة فيما يتعلق بالمشاركة الكردية».
الوطن