الدراما السورية لهذا العام ماذا عنها؟ الخريطة الدرامية السورية اليوم تعاني فقراً شديداً قياساً لتاريخها وأهميتها الاقتصادية فماذا عنها؟

لا يخفى على أي اقتصادي دور الدراما والصناعة التلفزيونية في دورة الاقتصاد، ولقد استطاعت الصناعة الدرامية تحريك المجتمعات اقتصادياً ومالياً، وحققت الكثير من النماء الاقتصادي في كل مكان كانت فيه، وإن افتقد المكان للثروات الأرضية، فالثقافة ثروة، والفن ثقافة.
مصر نموذجاً: استطاعت مصر من خلال الصناعة السينمائية والدرامية أن تحقق وفرة اقتصادية على كل شرائح المجتمع، فالأعمال تشمل العاملين، ابتداء من النجوم، وصولاً إلى مهندسي الديكور وأصغر عامل، إضافة إلى أنها عممت الثقافة المصرية على المستوى العربي، وساهمت في نهضة ثقافية وفنية من خلال مركز دبي وغيره، وأمّنت لليد العاملة الكثير من الفرص.
الدراما التركية: بدأت من خلال الدبلجة، ثم تحولت إلى محاكاة وإعادة تمثيل النصوص من خلال ممثلين عرب، ومن الطاقات السورية خاصة، واستطاعت الدراما المعرّبة، على الرغم من الملاحظات عليها، أن تكون ميداناً اقتصادياً للمستثمرين العرب، ومجالاً لتشغيل الطاقات وتأمين المجتمع في مفاصل عديدة، بل استطاعت الدراما التركية أن تكون مصدراً سياحياً تشغيلياً من الدرجة الأولى.
النهضة اللبنانية: بسبب هجرة الكثير من الفنانين السوريين مع بداية 2011 إلى لبنان كوجهة أولى، تحركت الشركات اللبنانية وانتعشت الدراما اللبنانية والدراما العربية فيها، واستطاع لبنان أن يستقطب الفنانين والفنيين والكوادر، وكانت نسبة التشغيل عالية في العمالة والفنادق، وكل ما يتعلق بالصناعة الدرامية، ووصلت الشركات اللبنانية إلى مستوى عال رأيناه في بعض الأعمال التي تم تنفيذها في سورية.
الدراما السورية: شكلت الدراما صناعة حقيقية منذ التسعينيات، ووجدت سوقاً عربية، وشغلت اليد العاملة، وأهّلت الكوادر الفنية اللازمة، واستوعبت خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وضمت مواهب كثيرة غير أكاديمية، وكانت مصدر دخل كبيراً، حتى من خلال الشركات التي كانت منتجاً منفذاً لأعمال تكلف بها، ومع 2011 تراجع الإنتاج الدرامي السوري كماً وكيفاً، وصار الإنتاج بالمتاح بسبب الظروف التي عاشتها سورية داخلاً وخارجاً، ومع التغيير الكبير في سورية، والآمال المعقودة على الإدارة الجديدة من المفترض أن تستفيد من التجربتين اللبنانية والسعودية في الطفرة الفنية الدرامية، لأن الدراما تقدر على إيصال الرسائل وتوعية المجتمع كما يليق، إضافة إلى أن سياسة الإدارة الجديدة يجب أن تعمل من خلال وزارة الإعلام ووزارة الثقافة على النهوض بالصناعة الدرامية السورية، لما تشكله من رافد اقتصادي وحامل فكري.. الموسم الرمضاني هذه السنة يحمل أعمالاً قليلة جداً سوريّة الهوية، وأكثر من عمل أنجز في سورية، واقتصاده ليس داخلياً.
السؤال: الدراما السورية إلى أين؟
علينا أن نؤمن بالصناعة الدرامية وأهميتها اقتصادياً وفكرياً وسياحياً، وأن نعطي الدراما حقها ودورها.
الوطن أون لاين- إسماعيل مروة