سوريةسياسة

الرئيس الأسد: لا أحد يحدد لسورية مع مَنْ تبني علاقاتها ونحن ضد التطبيع والسلام مرتبط بعودة الحقوق 

أكد الرئيس بشار الأسد بأن علاقات سورية مع أيّ دولة غير خاضعة للنقاش مع أيّة جهة في هذا العالم، لا أحد يحدد لسورية مع مَنْ تبني علاقات ومع مَنْ لا تبني علاقات، لا يحددون لنا ولا نحدد لأحد، لا يتدخلون بقراراتنا ولا نتدخل بقراراتهم، وهذا الموضوع غير قابل للنقاش وغير مطروح على الطاولة، حتى لو طُرح معنا كنا نرفضه من البداية.

ولفت الرئيس الأسد خلال مقابلة مع قناة مع قناة «RT Arabic»، إلى أن كثير من الدول التي كانت تطرح بأن أيّ عودة للعلاقات الطبيعية مع الدول العربية تمر عبر باب العلاقة مع إيران في السابق هي نفسها تحاور إيران، وهذا تناقض، مشدداً على أن إيران دولة هامة، فإذا أردنا أن نتحدث عن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فنحن بحاجة لعلاقات مع كلّ هذه الدول، وانطلاقاً من هذا الكلام إذا أردنا أن نتحدث عن موضوع التوازن بين العلاقات، فالمبدأ خطأ، لأن التوازن يعني بأن هناك أطرافاً متناقضة نوازن بينها، وسورية لاترى الأمور بهذه الطريقة، وأضاف:” نحن نرى أنّ كلّ هذه الدول لديها مصالح مشتركة، العملية ليست بحاجة لتوازن في العلاقات، بحاجة إلى انفتاح، بحاجة لعلاقات جيدة، الآن هناك حوار بين عدة دول خليجية وإيران، نحن ننظر إليه بشكل إيجابي بغض النظر عن علاقاتنا مع هذه الدول الخليجية”.

ورداً على سؤال حول إمكانية أن نشهد وساطة ربما بعد عودة العلاقة إلى طبيعتها لدمشق بين الرياض وطهران؟ قال الرئيس الأسد: “طبعاً، المنطق الأساسي يقول بأنّه إذا كان هناك خلاف بين أطراف لديكِ علاقة جيدة معها، فمن الطبيعي أن تلعبي دور وساطة لتُقربي بين هذه الدول لأن هذا يخدم المصلحة الخاصة والمصلحة العامة لدول المنطقة، هذا طبيعي. ولكن نحن لا نمتلك هذه العلاقة الطبيعية الآن مع كلّ الأطراف، فلا نستطيع أن نلعبها في الوقت الحالي”.

الرئيس الأسد شدد على أن سورية ومنذ بداية عملية السلام في التسعينيات ترفض مصطلح التطبيع، لأن التطبيع هو عملية يُفترض كمصطلح لغوي عملية طبيعية والعملية الطبيعية يجب أن تسير كالماء بشكل سلس من دون عقبات، ولا يمكن أن تكون قسرية ولا مفتعلة، فكلمة تطبيع هي كلمة مفتعلة، الهدف منها دفع العرب باتجاه تقديم تنازلات لإسرائيل مقابل لا شيء.

وأكد الرئيس الأسد أن سورية تتحدث عن علاقات عادية مرتبطة بعملية سلام، وعملية السلام مرتبطة بعودة الحقوق، وهذا موضوع محسوم. لافتاً إلى أن سورية ضد العلاقة مع إسرائيل بغض النظر عن تسمية تطبيع أو غيرها، ومنذ أن بدأت مع مصر في منتصف السبعينيات وحتى هذه اللحظة وسورية في نفس المكان، وأضاف:” لا نوافق على أيّة عملية ونعتقد بأنّ كلّ هذه العمليات من وجهة نظر سورية أضرت بقضيتنا السورية إن لم نتحدث عن فلسطين، نحن نتحدث الآن عن سورية، ولكن الثغرة الأكبر في هذا الموضوع هي اتفاقية أوسلو، لأن اتفاقية أوسلو هي تقديم كلّ هذه المزايا لإسرائيل من قبل صاحب القضية وبالتالي أصبح مبرراً لأيّ دولة في العالم أن تقوم بعملية يسمونها تطبيع، سلام مع إسرائيل، لا يهم ، لأن صاحب القضية تنازل عنها -هكذا يعتقدون- فإذاً نحن ضد التطبيع لأنه يؤثر علينا”. وأكد الرئيس الأسد أن سورية لن تغير موقفها طالما أن هناك أرضاً محتلة هي الجولان، عندما تعود الجولان لكلّ حادث حديث ويأتي في إطار ليس التطبيع وإنما العلاقات العادية بين أيّ دولتين علاقات عادية، لا تعني حرارة ولا برود تعني ما يريده الشعب، وكيف يحدد الشعب.

الرئيس الأسد اعتبر أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية هدفه دَفعُ سورية باتجاه التنازلات، ولكنّ التدخل الاسرائيلي بالبداية الزمنية كان مرتبطاً تماماً بمرحلة انهيار الإرهابيين في سورية، وقال:” الإرهابي بالنسبة لنا هو جيش إسرائيلي ولكن بهوية سورية أو بهويات أخرى، فعندما بدأ هذا الإرهابي يتراجع وتنهار معنوياته كان لابد من التدخل الاسرائيلي لرفع معنويات الارهابيين وإعادة تحريكهم، فإذاً ما يحصل الآن من قبل اسرائيل يأتي في هذا الإطار ولا يأتي في أيّ إطار آخر”.

الوطن أون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock