سورية

الرئيس الأسد: لا نستطيع التحدث عن نهاية الحرب قبل التخلص من الإرهابيين.. الحكومات الأوروبية تدعم الإرهابيين وتعمل ضد مصالح شعوبها

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن هزيمة الإرهابيين في حلب خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب مشيرا إلى أن الإرهابيين ما زالوا يتمتعون بدعم رسمي من العديد من البلدان بما في ذلك تركيا وقطر والسعودية والعديد من البلدان الغربية.

وقال الرئيس الأسد في تصريح لقناة تي جي 5 الإيطالية: عندما لا يتمتع الإرهابيون بالدعم الخارجي لن يكون صعبا على الإطلاق التخلص من الإرهابيين في كل مكان من سورية.

وأضاف الرئيس الأسد: إن اولويتهم في أوروبا.. وأنا اتحدث عن الحكومات الأوروبية.. ليست محاربة الارهاب بل استخدام تلك الأوراق لتغيير الحكومات والتخلص من الرؤساء لافتا إلى أنه بهذه السياسة لا يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب في سائر أنحاء العالم.

وفيما يلي النص الكامل للتصريح:

السؤال الأول:

سيادة الرئيس.. قبل عدة أيام سيطر الجيش السوري بمساعدة القوات الروسية على معظم مدينة حلب.. هل نستطيع القول إن الحرب انتهت؟

الرئيس الأسد:

لا.. ليس بعد.. لا تستطيع التحدث عن نهاية الحرب قبل التخلص من الإرهابيين في سورية.. وللأسف.. فإن أولئك الإرهابيين ما زالوا يتمتعون بدعم رسمي من العديد من البلدان بما في ذلك تركيا وقطر والسعودية والعديد من البلدان الغربية.. هذا لم يتغير وسيؤدي إلى استمرار الحرب مع وجود هذا النوع من الدعم.. إلا أن هزيمة الإرهابيين في حلب خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب.. عندما لا يتمتع الإرهابيون بذلك الدعم الخارجي لن يكون صعبا على الإطلاق التخلص من الإرهابيين في كل مكان من سورية.. عندها يمكن أن نتحدث عن نهاية الحرب.

السؤال الثاني:

لكن ما الذي يمكن أن تقوله عن العدد الكبير من الضحايا بين المدنيين؟

هذه مشكلة كبيرة.

الرئيس الأسد:

في سورية بشكل عام؟

الصحفي:

نعم.

الرئيس الأسد:

إنها بالطبع مشكلة كبيرة.. الأهم من البنية التحتية والمباني هم الأشخاص الذين قتلوا والأسر التي فقدت أحباء وأطفالا وأبناء وأشقاء وشقيقات وأمهات.. هؤلاء يعانون وسيعيشون مع هذا الألم إلى الأبد.. لكن في النهاية فإن السبيل الوحيد لحل المشكلة في سورية هو أن يسامح الجميع الجميع.. أعتقد أن لدينا هذا الشعور بأن هذا هو التوجه الرئيسي على المستوى الشعبي.

السؤال الثالث:

ماذا عن دور داعش هنا في سورية؟ أنتم تهزمون داعش.. ونحن لدينا مشكلة مع داعش في أوروبا أيضاً.. وتعرفون ما حدث في الهجوم الذي وقع في برلين.

ما الذي يمكن أن نفعله حيال داعش؟

الرئيس الأسد:

كأوروبيين؟

الصحفي:

نعم كأوروبيين و..

الرئيس الأسد:

نعم المشكلة لا تنحصر في داعش وحسب.. إن داعش يمثل أحد منتجات التطرف.. عندما تتحدث عن داعش يمكنك أيضاً التحدث عن النصرة وعن العديد من المنظمات المختلفة.. حيث إن لها الذهنية نفسها والأيديولوجيا الظلامية نفسها.. إن المشكلة الجوهرية في هذه المنظمات تتمثل أولاً في الأيديولوجيا.. وهي أيديولوجيا وهابية.. إذا لم تعالجوها أنتم في أوروبا.. ونحن في منطقتنا.. وفي العالم بشكل عام فإننا لا نستطيع معالجة التطرف ومنتجه المتمثل في الإرهاب في أي مكان من العالم.. إذا لم يتم التعامل مع الأيديولوجيا فإنك تعالج المشكلة مؤقتاً.. إذا أردت التعامل مع قضية الإرهاب بشكل دائم ينبغي أن تتعامل مع دعامة ذلك الإرهاب المتمثلة في الأيديولوجيا الوهابية.. هذا أولا.. لكن هناك حالياً دعامة أخرى للمشكلة تتمثل في الدعم الغربي لأولئك الإرهابيين.. ربما ليس لداعش بشكل عام.. لكنهم يضعونهم في تصنيفات مختلفة مثل “المعتدلين أو الخوذ البيضاء”.. إنهم يسبغون عليهم هذه الأوصاف الإنسانية أحياناً.. والمعتدلة أحياناً أخرى لمنحهم الغطاء ولتحقيق أهدافهم السياسية.. وبالتالي فإن أولويتهم في أوروبا.. “وأنا أتحدث هنا عن الحكومات الأوروبية” ليست محاربة الإرهاب.. بل أولويتهم هي استخدام تلك الأوراق لتغيير الحكومات والتخلص من الرؤساء.. وما إلى ذلك.. بهذه السياسة لا يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب في سائر أنحاء العالم.. ولهذا السبب كما ترى فإنه خلال السنوات القليلة الماضية لا يحدث شيء فيما يتعلق بالإرهاب في أوروبا.. ما زال الإرهابيون يهاجمون بحرية دون أن يتغير هذا الوضع لأن المسؤولين الغربيين ليسوا جادين في معالجة هذه المشكلة.

السؤال الرابع:

السؤال الأخير: هل تعتقدون أن من شأن انتخاب دونالد ترامب أن يغير شيئا هنا في الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في هذه المنطقة؟

الرئيس الأسد:

لنقل إننا أكثر تفاؤلا.. لكن مع بعض الحذر.. لأننا لا نعرف السياسة التي سيتبناها حيال منطقتنا بشكل عام.. كيف سيتمكن من التعامل مع مجموعات الضغط المختلفة في الولايات المتحدة التي تعارض أي حل في سورية والتي تعارض قيام علاقات جيدة مع روسيا.. لكن بوسعنا القول إن جزءا من التفاؤل يتعلق بقيام علاقات أفضل بين الولايات المتحدة وروسيا.. وليس بين الغرب وروسيا.. لأن أوروبا ليست موجودة على الخريطة السياسية.. أنا أتحدث عن الولايات المتحدة وحسب.. إذا قامت علاقات جيدة بين هاتين القوتين العظميين فإن معظم دول العالم بما في ذلك دول صغيرة كسورية ستستفيد من هذه العلاقة.. في هذا الصدد نستطيع القول إنه سيكون هناك حل في سورية.. وفي الوقت نفسه فإن السيد ترامب قال خلال حملته الانتخابية إن أولويته هي مكافحة الإرهاب.. ونحن نعتقد أن هذه بداية الحل.. إن استطاع تنفيذ ما أعلنه.

الصحفي:

شكرا لكم.

الرئيس الأسد:

شكرا لك.

وفي تصريح لصحيفة ايل جورنالي الإيطالية أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن على المسؤولين الأوروبيين أن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين وأن يرفعوا الحصار الذي دفع العديد من السوريين إلى الذهاب إلى أوروبا وليس فقط بسبب الإرهاب.

وقال الرئيس الأسد: أنا واثق أنه بعد الحرب سيعود أغلبية السوريين إلى سورية التي ستشهد إعادة ولادة طبيعية من جديد لافتاً إلى أنه عند عدم وجود الإرهاب فإن المجتمع السوري سيكون أقوى بكثير من المجتمع الذي عرفناه قبل الحرب بفضل الدرس الذي تعلمناه.

وفيما يلي النص الكامل للتصريح:

 الرئيس الأسد:

ما القناة التي تعمل فيها؟

الصحفي:

أعمل لصالح صحيفة إيل جورنالي.

 الرئيس الأسد:

أهلاً بك.

السؤال الأول:

لقد قدم العديد من السوريين إلى أوروبا بسبب الحرب، بعد تحرير حلب يبدو أن الحرب ستنتهي، ما الذي تريد قوله للأشخاص الذين هربوا من وطنهم؟

 الرئيس الأسد:

إذا سألتني، ما الذي يريدونه، فسأقول لك كسوري، وهم مواطنون سوريون مثلي، إنهم يريدون العودة إلى بلدهم، لأن كل شخص يرغب بالعودة إلى وطنه، لكنهم بحاجة لأمرين، إنهم بحاجة للاستقرار والأمن، وفي الوقت نفسه هم بحاجة لتأمين الاحتياجات الرئيسية اللازمة لمعيشتهم والتي خسرها الكثيرون منهم بسبب الحرب، في تلك الحالة، لا أستطيع أن أقول إني أدعوهم إلى العودة إلى سورية لأن هذا بلدهم ولا يحتاجون إلى دعوة للعودة، لكن ما أريد أن أقوله في هذه الحالة موجه للمسؤولين الأوروبيين الذين خلقوا هذه المشكلة بدعمهم المباشر أو غير المباشر للإرهاب في بلدنا، وهم الذين تسببوا في هذا الطوفان من السوريين الذاهبين إلى أوروبا، بينما يقولون في الوقت نفسه: “نحن ندعمهم من منظور إنساني”، إنهم ليسوا بحاجة لدعمكم في بلادكم، بل هم بحاجة لدعمكم في بلدنا، عليهم أن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين وأن يرفعوا الحصار الذي دفع العديد من السوريين إلى الذهاب إلى أوروبا بسبب الحصار وليس فقط بسبب الإرهاب، فبسبب الحصار، لم يعد بوسعهم العيش في بلدهم.

السؤال الثاني:

شكراً لكم، العديد من المحللين السياسيين يعتقدون أن معارضة سورية لمد خط الأنابيب الذي اقترحته قطر قد يكون أحد أسباب اندلاع الحرب عام 2011 ما أهمية قولكم” لا “لقطر في بداية الحرب؟

 الرئيس الأسد:

إنه أحد العوامل المهمة لكنه لم يعرض علينا بشكل علني، لكني أعتقد أنه كان مخططاً له، كان هناك خطان سيعبران سورية، أحدهما من الشمال إلى الجنوب يتعلق بقطر، كما ذكرت، والثاني من الشرق إلى الغرب إلى البحر المتوسط يعبر العراق من إيران، حينذاك، كنا نعتزم مد ذلك الخط من الشرق إلى الغرب، وأعتقد أن هناك العديد من الدول التي كانت تعارض سياسة سورية لم ترغب بأن تصبح سورية مركزاً للطاقة، سواء كانت كهربائية أو نفطية، أو حتى أن تصبح نقطة تقاطع للسكك الحديدية، وما إلى ذلك، هذا أحد العوامل، لكن الخط المتجه من الشمال إلى الجنوب وعلاقته بقطر لم يطرح علينا بشكل مباشر.

السؤال الثالث:

الإرهاب تهديد عالمي، في الأسبوع الماضي، تعرضت ألمانيا لهجوم من قبل “داعش”، هل تقدم الحكومة السورية المساعدة لأوروبا في محاربة الإرهاب؟

وإذا كانت تفعل، كيف تقومون بذلك؟

 الرئيس الأسد:

الأمر بسيط وواضح، أقول إني أستطيع مساعدتك إذا أردت أن تساعد نفسك، لكن إذا لم تكن ترغب بمساعدة نفسك، فكيف أستطيع أن أساعدك؟ المشكلة مع الأوروبيين هي أنهم لا يريدون مساعدة أنفسهم، المسؤولون والحكومات الأوروبية يعملون ضد مصالحهم، إنهم يعملون ضد مصلحة شعوبهم، إنهم يدعمون الإرهابيين، وإذا كانوا يدعمون الإرهابيين في منطقتنا، فكيف يمكن أن أساعدهم كيلا تحدث هجمات إرهابية في أوروبا، لا أستطيع، إذا لم يكن لديك سياسة جيدة قبل اللجوء إلى الاستخبارات، لا تستطيع تحقيق أي نتيجة، سواءً من خلال الاستخبارات أو الجيش أو أي طريقة أخرى، السياسة هي المظلة، والسياسة في أوروبا تدعم أولئك الإرهابيين، عندما يغيرون سياستهم، سنكون مستعدين لمساعدتهم.

السؤال الرابع:

السؤال الأخير، سيادة الرئيس لقد عانى المسيحيون كثيراً بسبب الحرب، ما الدور الذي يلعبونه في مساعدة سورية اليوم؟

 الرئيس الأسد:

إذا نظرت إلى سورية، ليس اليوم، وليس خلال السنوات القليلة الماضية، بل خلال القرون الماضية، تجد أنها كانت دائماً متنوعة، وكانت بوتقة انصهار للأديان، والطوائف، والإثنيات المختلفة، لدينا طيف واسع من التنوع، ومن دون هذا الطيف الواسع من التنوع لن يكون هناك سورية، بصرف النظر عن الاسم، وبصرف النظر عن الحدود السياسية، أنا أتحدث عن سورية كمجتمع، كما كانت قبل الحرب، بسبب هذه الحرب، حدثت العديد من التغيرات الديموغرافية، سواء بسبب نزوح الناس داخلياً أو هجرتهم خارجياً،  انطباعي، وأنا واثق من ذلك، هو أنه بعد الحرب ستعود أغلبية السوريين إلى سورية، وهكذا يمكن القول إن سورية ستشهد إعادة ولادة طبيعية من جديد، إذا شئت، لأنها لم تتلاش بعد، هذا أولاً، ثانياً، لقد قربت هذه الحرب العديد من السوريين من بعضهم البعض، لقد تعلموا الدرس، بل العديد من الدروس، أنهم إذا لم يقبلوا بعضهم بعضاً، وإذا لم نحترم بعضنا بعضاً “على كل المستويات” فلا يمكن أن يكون لدينا مجتمع موحد، من دون هذا المجتمع الموحد، لا يمكن لسورية أن تنبعث من جديد، ولذلك أعتقد أنه لا يمكن فقط التحدث عن انبعاث سورية من جديد، بل أستطيع أن أشعر أنه عند عدم وجود الإرهاب، فإن المجتمع سيكون أقوى بكثير من المجتمع الذي عرفناه قبل الحرب، بفضل الدرس الذي تعلمناه.

الصحفي:

شكراً سيادة الرئيس.

 الرئيس الأسد:

شكراً لك.

الوطن أون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock