على وقع اقتراب مدينة حلب من التحرر التام من الإرهابيين والمسلحين، كانت دمشق وطهران تستعرضان آليات التنسيق بينهما حول نتائج اجتماع موسكو الثلاثي بين إيران وروسيا وتركيا أول أمس، وسط دعوات روسية للسعودية للانضمام إلى الجهود المشتركة لحل الأزمة السورية.
وإلى دمشق أمس وصل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري على رأس وفد حيث التقى «رئيس مجلس الوزراء عماد خميس ونائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، وذلك وفقاً لمصدر دبلوماسي في دمشق، أكد أن أنصاري سيلتقي اليوم الرئيس بشار الأسد ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم».
وخلال لقائهما عرض أنصاري للمقداد «آليات التنسيق بين البلدين فيما يخص التطورات السياسية وخاصة ما يتعلق منها بنتائج اجتماع موسكو الثلاثي» بحسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وكان بيان موسكو أول أمس أكد «استعداد الدول الثلاث لضمان الاتفاق المستقبلي بين الحكومة السورية والمعارضة».
وفي تصريح صحفي عقب اللقاء أعرب المقداد عن «ثقته بالقضاء على الإرهاب كاملا أينما وجد على الأراضي السورية»، في حين رأى أنصاري بأن «حل الأزمة في سورية يرتكز على عاملين أساسيين الأول المواجهة القصوى لكل المجموعات الإرهابية التكفيرية المتطرفة والثاني العودة إلى تحقيق إرادة الشعب السوري الحرة والمستقلة من خلال حوار داخلي سوري سوري، مؤكداً أنه لا يحق لأي دولة من الدول الغربية أن تقرر مصير سورية نيابة عن رغبة شعبها».
وبينما بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، هاتفياً الأزمة السورية و«أهمية توحيد جهود المجتمع الدولي برمته في مجال مكافحة التهديد الإرهابي»، بدا لافتاً اتساع رقعة الترحيب بنتائج اجتماع موسكو من بكين إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي اعتبر بيان موسكو «خطوة مهمة في الدفع باستئناف المحادثات السورية في جنيف في 8 شباط القادم».
ومساء أمس رأى مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أن دي ميستورا، نسق مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، موعد المفاوضات السورية، معرباً خلال مقابلة تلفزيونية نقلها موقع «روسيا اليوم» عن اعتقاده بأن «إدارة ترامب قد تقود القضية نحو التطوير السريع للعملية السياسية في مجال التسوية السورية ونحو حل سياسي للنزاع».
وخلال اللقاء دعا تشوركين السعودية، للانضمام إلى الجهود التي تبذلها موسكو وطهران وأنقرة في مجال تسوية الأزمة السورية.
وفي موضوع متصل وفي مقابلة مع قناة «الميادين» مساء أمس أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان أن تضحيات الشعب السوري وحلفاء سورية هي التي أوصلت الأمور إلى هذه المرحلة، وأضافت: نشهد أن اجتماع الاستانة بداية مرحلة جديدة، نافية وجود «قناة اتصال مباشرة حالياً» مع السعودية أو مع تركيا «ولا يوجد اليوم خطوط تواصل خاصة بين سورية والولايات المتحدة»، لكنها استدركت بالقول: أن «خصوم اليوم قد يصبحون حلفاء الغد».
في الأثناء أكد مصدر معني بالتفاوض حول اتفاق حلب لـ»الوطن»، استمرار عملية إجلاء المسلحين من أحياء المدينة الشرقية بعدما قدم الجيش العربي السوري التسهيلات اللازمة، وسط توقعات بأن تنتهي العملية صباح اليوم.
الوطن – وكالات