العناوين الرئيسيةسورية

السفارة الإيرانية تقيم حفلاً تأبينياً بذكرى استشهاد الفريق سليماني ورفاقه – صور

قالت ممثل السيد الرئيس بشار الأسد الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية في كلمة خلال الحفل التأبيني بمناسبة إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الفريق قاسم سليماني ورفاقه، الذي أقامته سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق في دار الأسد للثقافة والفنون اليوم: إنه يكفي الشهيد سليماني مأثرة أنه لم يُعرف في حياته، فترى أثر عمله من دون التحقق من وجوده النوراني.
وأكدت شعبان أن الدافع وراء العمل الإرهابي الذي نفذته قوى الشر والعدوان وأودى بحياة القائد قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس لم يكن انتقاما لمقتل جنود أميركيين كما ادعى ترامبن بل لأكثر من سبب، أولا لأن حياة هؤلاء الجنود لا تهم أحدا في الدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة، وثانيا لأن المقاومة تخوض حربا عادلة ضد جنود الاحتلال الأجنبي الغاشم وفق كل القوانين والمعايير الدولية، ولكن الدافع الحقيقي هو تفتيت ما يشكله الشهيد سليماني من مرجعية سياسية وعسكرية وأخلاقية لمقاومة الطغيان والاحتلال، وضرب صورة القدوة الحسنة، التي مثلها في زرع بذور الإيمان بالأرض ومناصرة الأشقاء والأصدقاء، وتقديس الصبر أثناء المواجهة والعمل والإيمان المطلق بالانتصار القادم مهما بدا الواقع صعبا ومربكا، أي إن الشهيدين بأعمالهما وسيرتيهما وأخلاقهما شكلا مرجعية هامة مناقضة تماما لكل مزامير الوهن والضعف التي يحاول الإعلام الغربي بثها في صفوف الشعوب المستضعفة.
وأوضحت شعبان أن قيام الشهيدين بالعمل على نسج نسيج إقليمي بالتعاون بين إيران والعراق وسورية والقوى الشريفة في لبنان وفلسطين واليمن شغل بال الصهاينة لخطورة هذا النسيج المتكامل، وخطورة هذا المحور الإقليمي، على النهج العنصري الاستيطاني الإسرائيلي.
وتابعت شعبان: إن ما حققه الشهيدان هو التفسير الاستراتيجي النوعي الذي يقارع تفسير العدو ويقوض أساساته، وينطلق في بنيان عزيز متكامل، منوهة إلى أن خطورة الشهيد سليماني على أعداء الأمة هي أنه اجترح استراتيجية تقوض أسس إستراتيجيتهم، وكان هو العامل المشترك لتنسيق هذه الإستراتيجية بين إيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن، وهذا أكثر ما يخشاه العدو الصهيوني على مر تاريخه، ولذلك نجد أن قوات الاحتلال الأميركية قصفت نقطة للقوات السورية، والمستشارين من إيران في منطقة التنف ، وما زالت تضع ثقلها لعدم فتح الحدود بين سورية والعراق وبين سورية والأردن وتحرك أدواتها لإغلاق الحدود بين سورية ولبنان، كل هذا لأنها استشعرت خطر ما يتم القيام به من أعمال تصب في العمق على مخططاتهم وأهدافهم وأساليب عدوانهم، وهذا هو السبب الذي دفع بدولة بحجم الولايات المتحدة الأميركية بأن تفرد مالا وجهدا وخططا لممارسة إرهاب دولة ضد شخصين استشعرت فيهما خطرا على قيمها ومخططاتها وأسلوبها وتحركاتها في الشرق الأوسط.
وأوضحت شعبان أن الشهيد سليماني وبدفاعه الصادق عن إيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين اليمن جسد مفهوما حيويا للأخوة الإنسانية المقاومة لكل أشكال الظلم والغيان والاحتلال مفهوما يتناقض تماما مع عولمة استعمارية عدوانية تقوم على إخضاع الآخرين وإذلالهم ونهب مواردهم وثرواتهم وتدمير بلدانهم.
وشددت شعبان على أن يتم تحويل نهج سليماني إلى منهج عمل مكتوب في كل تفصيل من تفاصيله، مؤمنين أن هذا النهج هو الذي يفشل مخططات الأعداء في الصميم، والذي يحقق المكاسب الجمة للمقاومين والعاملين من أجل تحرير الارض وحرية الإنسان.
وقالت شعبان: إذا قمنا بذلك بشكل علمي ومدروس وممنهج فسنضمن استمرار هذا النهج ونجعل من استشهاد الشهيدين سليماني والمهندس منارة تضيء دروب الأجيال مؤكدة أن احتضان إرث الشهيد والسير على نهج المقاومة يجعلان من هذا النهج عملاً مستمراً ودائماً يؤتي أكله ويلقن الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة درساً بأنهم لا يستطيعون إيقاف مسار وجذوة المقاومة.

بدوره قال سفير الجمهورية الإسلامية في سورية جواد ترك أبادي في كلمته: إن العمل الإجرامي الذي ارتكبته الإدارة الأمريكية يمثل إعلان هزيمة المشروع العدواني الذي أرادت من خلاله دعم الإرهاب ونشر الفوضى وعدم الاستقرار وخدمة المخططات الصهيونية بالمنطقة مضيفا: إن هذه الجريمة النكراء أضحت تعبيراً صريحاً عن الهزيمة الكبرى التي لحقت بأميركا وأذنابها وبطل هذا الإنجاز العظيم هو الفريق سليماني الذي انتصر على الاستكبار في حياته وباستشهاده.
وبين ترك أبادي أن الشهيد سليماني كان كثير العطاء في العمل الوطني وخدم محور المقاومة وانحاز لقضايا الشعوب وبذل الكثير في محاربة الإرهاب وداعميه وأن استشهاده على عكس ما تمناه الأميركي أدى لتدفق دماء جديدة ومباركة في شرايين محور المقاومة.

وشدد ترك ابادي على أن انتصارات هذا المحور هي النتيجة الحتمية للمسار الإستراتيجي القائم للمقاومة وأن الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في سورية هي من جوهر هذا المسار وسنبقى داعمين له حتى تحقيق الانتصار الكامل على الإرهاب وحتى تعود السيادة الوطنية السورية على كامل التراب السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي انتصر لوطنه وشعبه وجنب المنطقة بل العالم أجمع الآثار المخربة للمؤامرة التي تهدف لفرض شريعة الغاب فيها.
وجدد ترك أبادي موقف إيران الثابت والراسخ الداعم للشعب الفلسطيني والمقاومة البطلة في مواجهة الكيان الصهيوني حتى تحرير الأراضي الفلسطينية وعودة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة والتزامها بدعم كل قوى المقاومة على مستوى المنطقة والعالم.
حضر حفل إحياء الذكرى اللواء محمد الشعار نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية والدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة وعدد من أعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي والعماد محمود الشوا نائب وزير الدفاع وأمناء فروع دمشق وريفها وجامعة دمشق للحزب ومحافظا دمشق وريفها وعدد من أعضاء مجلس الشعب وممثل قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي في سورية الشيخ حميد الصفار وعدد من ضباط الجيش العربي السوري وعدد من قادة وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق وسفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية بدمشق ومدير عام مؤسسة القدس الدولية-فرع سورية الدكتور خلف المفتاح وفعاليات دينية وثقافية وحزبية وإعلامية وسياسية.

الوطن – منذر عيد – تصوير – طارق السعدوني

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock