بحالة من الفرح والابتهاج والاعتزاز، استقبل السوريون خبر إسقاط دفاعاتهم الجوية لإحدى الطائرات الإسرائيلية المعادية، واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالتهاني والتبريكات وتوجيه التحية لقوات الجيش السوري، على حين خرج العشرات إلى الشوارع والساحات العامة، لتوزيع الحلوى على المارة والسيارات، في وقت كانت تنقل فيه وكالات الأنباء، أخبار اختباء المستوطنين الإسرائيليين في الملاجئ، والإعلان عن إغلاق المجال الجوي فوق فلسطين المحتلة، وسط حالة من الخوف والهلع والإرباك غير المسبوق كان يشهدها الداخل الإسرائيلي.
على المقلب الآخر، سادت حالة من الصدمة على إعلام «دول الاعتدال» العربية، الذي حاول جاهدا البحث في مخارج لتبرير الخسارة الإسرائيلية، وتحولت شاشات خليجية منابر ترويج للإسرائيليين، الذين وجدوا في تلك القنوات مكانا دافئا وصديقا لهم أكثر من قنوات كيانهم نفسها، على حين أبكم إسقاط الطائرة الإسرائيلية حكومات «الاعتدال» العربي عن أي رد فعل حول ما جرى.
بالمقابل أكدت «غرفة عمليات حلفاء سورية» في بيان لها، نقلته وكالة «سانا» للأنباء، أن «العدوان الذي قام به الكيان الصهيوني عمل إرهابي مدان لن يتم السكوت عنه وسيلقى أي اعتداء جديد رداً مناسباً»، مشددة على أن «الكيان الصهيوني والولايات المتحدة يقدمان الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية بما فيها تنظيم داعش».
من جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها نشر على موقعها الإلكتروني، بحسب «سانا»: إن «القوات الحكومية السورية تلتزم بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن ضمان تواصل العمل بمناطق خفض التصعيد بفعالية في جنوب وغرب البلاد»، مضيفاً: «نحن نعتبر أنه من الضروري احترام سيادة وسلامة أراضي سورية ودول المنطقة الأخرى بشكل غير مشروط».
وفي وقت لاحق من مساء أمس، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي «لتجنب خطوات قد تسفر عن تصعيد الوضع في المنطقة».
وأفاد الكرملين، في بيان صدر عنه، بأن بوتين ونتنياهو أجريا مكالمة هاتفية تم فيها بحث «الوضع الخاص بتصرفات القوات الجوية الإسرائيلية، التي شنت غارات صاروخية على أهداف واقعة في أراضي سورية».
وشدد البيان على أن «الجانب الروسي دعا إلى تجنب كل الخطوات، التي قد تسفر عن نشوب دورة جديدة من المواجهة الخطيرة بالنسبة للجميع في المنطقة».
إيران وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي أكدت، أن «الحكومة والجيش في سورية كدولة مستقلة لهم الحق في الدفاع المشروع عن سيادة أراضيهم والتصدي لأي عدوان خارجي، وإن الكيان الصهيوني لا يمكنه التغطية على اعتداءاته وجرائمه ضد الشعوب الإسلامية في المنطقة من خلال التملص من المسؤولية واتهام الآخرين وإطلاق الأكاذيب الدائمة».
حزب اللـه بدوره أشاد في بيان له «بيقظة الجيش السوري الذي تصدى ببسالة للطائرات الإسرائيلية المعادية»، وقال: «إنها بداية مرحلة إستراتيجية جديدة تضع حداً لاستباحة الأجواء والأراضي السورية».
وأكد الحزب «أن تطورات اليوم تعني بشكل قاطع سقوط المعادلات القديمة»، مجدداً التأكيد على وقوف الحزب الثابت والقوي إلى جانب الشعب السوري في الدفاع عن أرضه وسيادته وحقوقه المشروعة.
حالة التأييد الشعبي والرسمي التي تلقتها سورية من حلفائها، انعكست فلسطينياً، وأكد مدير الدائرة السياسية في «منظمة التحرير الفلسطينية» أنور عبد الهادي في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه بأن إسقاط طائرة للاحتلال يحمل رسالة واضحة إلى «الإسرائيليين ومن يدعمهم» أن هذه «العنجهية والعربدة، لا يمكن القبول باستمرارها، ومن حق سورية الدفاع عن نفسها».
بدوره قال عضو «اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد أبو السعود لـ«الوطن» إن: «كل فلسطيني وسوري وعربي شريف يشعر بفخر وكرامة، فقد تم وضع حكومة الاحتلال بإرباك وتشوش من جراء حدث كهذا».
كما قالت الجبهة في بيان صحفي: «إن قيمة التصدي السوري لطائرات العدو وإسقاطها، يأتي لرفض تكريس المعادلة التي أرادتها الحكومة الإسرائيلية في ممارسة العدوان أينما كان وفي الوقت الذي تشاء في الأراضي السورية».
وفي أول رد فعل أميركي قال المتحدث باسم وزارة الدفاع «البنتاغون»، إن واشنطن تؤيد تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد ما اعتبرها «التهديدات»، مبيناً أن وزارة الدفاع الأميركية لم تشارك في هذه العملية العسكرية».
الوطن