ينطلق السوريون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجالس الإدارة المحلية «بإشراف قضائي كامل»، مع تأكيد وزارة الإدارة المحلية والبيئة على أهمية المشاركة «لتعزيز اللامركزية وترسيخ مبدأ المواطنة»، وتشديد أحزاب المعارضة الداخلية على أن الانتخابات «انتصار للوطن».
ويتنافس في هذه الانتخابات أكثر من 40 ألف مرشح على 18478 مقعداً، حيث تبدأ العملية الانتخابية الساعة السابعة صباحاً وتقفل الصناديق في تمام الساعة السابعة مساء من اليوم نفسه، ويجوز بقرار من اللجنة العليا للانتخابات تمديد فترتها لمدة 5 ساعات على الأكثر في مراكز الانتخاب كلها أو في بعضها ويمارس الناخب حقه بالانتخاب بموجب بطاقته الشخصية، وفق «سانا».
وأحدثت وزارة الإدارة المحلية والبيئة بالتنسيق مع المحافظات أكثر من 5600 مركزاً انتخابياً موزعين على جميع المحافظات، بحسب ما أعلنه رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات سليمان القائد لـ«الوطن»، وشكلت لجان انتخابية بعدد المراكز في سورية علماً أن اللجان التي ستشرف على الانتخابات أدت اليمين الدستورية.
وأكد القائد أن هذه الانتخابات تجري بإشراف قضائي كامل وبنزاهة وشفافية كبيرة، موضحاً أن الناخب غير ملزم بالتقيد بالقوائم المطبوعة سواء كانت قائمة «الوحدة الوطنية» أم غيرها.
وفي تصريحه لـ«الوطن»، أشار القائد إلى أن الناخب في حال أدلى بصوته أكثر من مرة فإنه يعاقب بغرامة مالية تتراوح ما بين 25 إلى 50 ألف ليرة، لافتاً إلى أنه يتم إلغاء صوت الناخب حينما يضع في الصندوق ورقة في مغلف غير مختوم أو ورقتين متناقضتين أو يشير إلى اسمه أو يوقع على ورقة الاقتراع، وأكد أن إلغاء الصوت يعود إلى تقدير اللجنة القضائية الفرعية في المحافظة.
وبين القائد أنه يحق للمرشحين إرسال وكلائهم لمراكز الانتخابات لمعاينة عملية الاقتراع وفرز الأصوات التي ستبدأ فور الانتهاء من الإدلاء بها.
من جهته كشف رئيس اللجنة القضائية الفرعية في الحسكة المستشار إيلي ميرو أن عدداً من المرشحين فازوا بـ«التزكية» بعد انسحاب نظراء لهم من الانتخابات، في بعض المجالس.
ورداً على سؤال «الوطن» إن كان يتوقع حصول صدامات بين الجهات المختصة والكرد الرافضين للانتخابات قال ميرو: «استناداً إلى قانون الانتخابات ارتأينا أن يتم تحديد مراكز الاقتراع في مركزي محافظة الحسكة ومدينة القامشلي».
وشدد وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف في تصريح تلقت «الوطن» نسخة منه على أن أهمية هذه الانتخابات تتجلى من خلال السعي لتعزيز اللامركزية الإدارية وترسيخ مفهوم المواطنة، معتبراً أن «المشاركة حق وواجب وطني وأخلاقي لاختيار الأجدر والأقدر والأكفأ، وهي رسالة للعالم بأن أبناء سورية كانوا وسيبقون يداً واحدة وقلباً واحداً في مواجهة الإرهاب، وفي إعادة الإعمار وتحقيق الازدهار».
في غضون ذلك، وفي تصريحات لـ«الوطن» اعتبر الأمين العام لحزب «الشعب» الشيخ نواف الملحم أن نجاح هذه الانتخابات «انتصار جديد للوطن»، وأضاف: «لنا مرشحين في عدة محافظات، لكن لا نريد أن ندخل في صدام مع قوائم الجبهة».
بدوره كشف الأمين العام لحزب «التضامن» المعارض المرخص محمد أبو قاسم، أن للحزب 46 مرشحاً على مستوى سورية، بينهم مرشحون في قوائم «الوحدة الوطنية» في حمص وريف دمشق، ورأى أن الانتخابات «تأسيس للانتخابات التشريعية».
أما أمين عام «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة محمود مرعي فأكد على مبدأ المشاركة في الانتخابات، وقال: «لا نريد العودة إلى ما قبل عام 2011».
الوطن