من الميدان

الطائرات ألقت مناشير تضمنت «رسائل من الأطفال» .. والأحياء الشرقية في طريقها لحضن الوطن

فرض الجيش العربي السوري نفسه لاعباً وحيداً في تقرير مصير الأحياء الشرقية من حلب التي لاحت نتائج معركتها في الأفق القريب الذي يحمل عودتها إلى حضن الوطن حتماً رغماً عن مسلحيها الذين سيضطرون إلى تسليمها بالحرب أو بموجب تسويات على غرار حمص القديمة.


وبحسب معلومات متناغمة من مصادر ميدانية وخبراء عسكريين لـ«الوطن» فإن المعطيات الميدانية تميل لإنهاء الوجود المسلح في الأحياء الشرقية لمصلحة الجيش السوري وحلفائه بعدما تمكن من تسخين جبهات القتال فيها وفق إيقاع ينهي القتال خلال وقت ليس ببعيد، عبر استسلام المسلحين المضطرين إلى القبول بواقع يقرره ويحدد أفقه الزمني الجيش السوري، بعد أن ضيق الخناق عليهم لدرجة بات فيها الحل المنشود مسألة وقت ليس إلا.
وفي التفاصيل، أشعل الجيش والقوات الرديفة له وخلال أسبوع مضى جميع جبهات المدينة واستكمل الخطة المرسومة سابقاً لتطهير شرقي المدينة من الإرهاب بعد فترات من الهدن المتتالية التي رفضها المسلحون وإثر تأمين الأحياء الغربية منها في وجه المحاولات العبثية لزملائهم في ميليشيا «جيش الفتح» وعبر «ملحمتين» كبريين لم تفكا الحصار عنهم بل كسرتا إراداتهم على أسوار حلب.
مصادر ميدانية أكدت لـ«الوطن» أن الجيش وبعد أن نجح بالقضم التدريجي سابقاً لمناطق في أطراف وداخل الأحياء الشرقية من المدينة، ثبت أقدامه وأعد العدة جيداً لتحقيق إنجازات ميدانية مدوية ستتساقط معها أحجار الدومينو للمسلحين، المطبق عليهم تماماً، الواحدة تلو الأخرى مع ارتفاع فاتورة تعنتهم بخسارة أعداد كبيرة من مقاتليهم وقادتهم الميدانيين ومستودعات أسلحتهم التي استهدفها الجيش ولم يعد بمقدورهم الصمود طويلاً في ظل تخلي داعميهم الإقليميين والدوليين عنهم وسخطهم من صلفهم وجورهم بحق المدنيين وهرولتهم وراء جبهة النصرة (جبهة تحرير الشام) المتحكمة بقراراتهم ومصيرهم البائس المحتوم.
وبحسب خبراء عسكريين فإن سكان الأحياء الشرقية، الذين شكل بعضهم يوماً ما حاضنة شعبية للمسلحين قبل أن ينفكوا عنهم، سيلعبون دوراً في دحر الإرهاب عن مناطقهم والانعتاق من قيود الدروع البشرية التي كبلوا بها وسيقفون إلى جانب الجيش السوري في تحرير أحيائهم قبل أن يتقوقع المسلحون ضمن نموذج حمص القديمة على طريق المصالحات الوطنية التي ستفرض عليهم.
واعتبرت الأوساط السابقة أنه لا يخفى على أحد حجم التعزيزات العسكرية التي استقدمها الجيش وحلفاؤه إلى حلب ولكن ليس للمشاركة في معارك الأحياء الشرقية التي شارفت على نهايتها بل لدحر المسلحين عن كامل الريف الغربي والجنوبي للمحافظة وصولاً إلى أرياف إدلب وفك الحصار عن الفوعة وكفريا عدا التحشد في ريفها الشرقي في انتظار قرار القيادة السياسية والعسكرية للتوجه صوب مدينة الباب لطرد تنظيم «داعش» منها والحؤول دون وصول تركيا عبر مقاتلي «درع الفرات» والأكراد من خلال «قوات سورية الديمقراطية» إليها، وسط تأكيد الخبراء العسكريين أن عديد الجيش في جبهات حلب الآن يكفي لحسم المعركة من دون المؤازرات الجديدة التي وصلت إليها.
في الأثناء ألقت مروحية حلقت فوق أحياء حلب الشرقية ستة آلاف منشور ملون على شكل قلوب كرسائل من أطفال هذه المدينة يطالبون المسلحين المتواجدين فيها بوقف الأعمال القتالية.
وقد كتبت التلميذة «رحمة روبي» في إحدى هذه الرسائل: «أخي خدم في الجيش السوري، وقد أصابته رصاصة القناص، وقد دفناه، ولا يمكن أن ننسى ذلك»، تبكي رحمة في كل مرة تتذكر فيها خسارة أخيها، ولكنها تؤكد عدم رغبتها في الانتقام، إذ تريد فقط أن ينتهي تبادل إطلاق النار بسرعة.
وبحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، كانت هناك فتاة أخرى اسمها «رقية» تحمل في يدها منشوراً على شكل قلب وردي تُعبر فيه عن حبها لجميع السوريين، وقالت: «كلنا شعب واحد، ولي أقارب في شرق حلب، أريد أن أراهم سالمين وبصحة جيدة».

 

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock