سورية

العلاقات بين الدول تبنى على المصالح ومستعدون للحوار مع اي دولة تتراجع عن سياساتها المعادية للشعب السوري

فرنسا

الوطن: منذ أيام فرانسوا فيون أيضاً حقق مفاجأة ونال أصوات اليمين الفرنسي، وهو المرشح الأقوى للوصول للإليزيه في باريس. والاثنان يريدان حواراً مع دمشق، هل كما يقال إن سورية محظوظة، أم إن ما يحصل هو سياق طبيعي للتغييرات على مستوى الرأي العام، وقد تكون ناجمة عن أخطاء سياسية ارتكبت في المنطقة؟

أنا لا أقول حظاً، وفي الوقت نفسه لا أقول إن المرء يسيطر على كل شيء. فكل شيء لا تسيطر عليه هو يأتي في إطار الحظ كمصطلح، ولكن هنا نسأل سؤالاً: هل يا ترى هذه التغييرات في أوروبا في الغرب هي نتيجة ما يحصل في سورية، أم نتيجة عوامل داخلية في تلك الدول؟ بكل تأكيد هناك عوامل داخلية قد تكون لها علاقة بيأس المواطنين من أشياء كثيرة مرتبطة بسياسات داخلية لديهم، ولكن في الوقت نفسه أحد أهم عوامل السياسة الداخلية الآن والحوار السياسي في أوروبا هو موضوع الإرهاب الذي بدأ يضرب أوروبا، وموضوع الهجرة إليها. هذه العوامل مرتبطة بشكل مباشر بما يحصل في سورية، لا يعني بأننا أرسلنا مهاجرين، ولا يعني بأننا أرسلنا إرهابيين، ولكن كنا نحذر من هذا الشيء، وخاصة موضوع الإرهاب، كنا نقول إنه سيضرب أوروبا، وكانوا يقولون الرئيس السوري يهدد. أنا لم أكن أهدد، بل كنت أحذر. فإذاً هذه الأشياء ساهمت في خلق استياء، ساهمت في كشف الخداع الغربي على مستوى الإعلام، وعلى مستوى السياسة والمؤسسات واللوبيات المرتبطة بها، وساهمت بالضغط الشعبي في الدول الغربية باتجاه التبديل. لا نستطيع أن نقول حظ. أيضاً لولا صمود الدولة السورية، ولولا صمود الشعب السوري قبل الدولة، لثبت للمواطن الغربي بأن الرواية الكاذبة هي حقيقة، ولكن أيضاً صمود سورية والشعب السوري بشكل عام هو الذي جعل هذه الرواية تفقد قيمتها وحقيقتها وفحواها، ومن ثم تؤدي إلى ما أدت إليه من نتائج، بالإضافة طبعاً إلى عوامل أخرى داخلية في تلك الدول لا علاقة لسورية بها.

الوطن: هل سورية مستعدة للانفتاح على فرنسا في حال تقدمت باقتراح لحوار مع دمشق؟

طبعاً عندما تتغير السياسة الأوروبية، نحن ليس لدينا مشكلة. نحن فعلاً نريد علاقة مع كل دول العالم بما فيها الغرب، رغم معرفتنا مسبقاً بنفاقه، وعندما كانت علاقتنا جيدة في 2008 حتى 2011، كان النفاق موجوداً. الغرب لم يتبدل. دائماً منحاز ومنافق. ولكن نحن نتحدث عن المصالح، مصالح الدول تتطلب علاقات.

الوطن أون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock