القائم بالأعمال السوري لدى قطر: زيارة الرئيس الشرع تعكس الحرص على التعاون المشترك لدعم سوريا في هذه المرحلة المهمة

أكد القائم بالأعمال في السفارة السورية لدى قطر، بلال تركية، أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الدوحة، تمثل محطة فارقة في مسيرة العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين الشقيقين، وتعكس عمق التقدير والاحترام المتبادل بين القيادتين، وحرصهما على تطوير وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما يضمن نهضة سوريا ودعمها في هذه المرحلة المهمة من تاريخها.
وأوضح تركية في تصريح نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا” أن لهذه الزيارة رمزيتها الكبيرة، فهي الأولى للرئيس الشرع إلى الدوحة، بعد سقوط النظام البائد، كما تحمل دلالات عميقة تتجاوز الإطار السياسي والدبلوماسي، إذ إنها تجسد المكانة الخاصة التي تحظى بها دولة قطر، أميراً وحكومة وشعباً، في وجدان السوريين.
وأضاف: “نحن فخورون بأن يجتمع قائدا البلدين في هذه اللحظة التاريخية، للتأكيد على العمل المشترك، والتكامل الاستراتيجي، بما يخدم مصلحة الشعبين، ويعزز أمن واستقرار سوريا ونهضتها التي تولي لها دولة قطر أهمية كبيرة”.
وأشار تركية إلى أن اللقاء الأخوي الذي سيجمع قائدي البلدين سيتناول عدداً من القضايا المحورية، في مقدمتها تمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين، ودعم جهود التنمية، إضافة إلى التنسيق حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ونوه بالتطور الذي تشهده العلاقات القطرية – السورية، لافتاً إلى أن العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً متسارعاً، عززته الزيارات المتبادلة التي توجت بالزيارة الرسمية التي أجراها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى دمشق في 30 كانون الثاني الماضي، في أول زيارة لزعيم دولة إلى سوريا، وسبقتها عدة زيارات على مستوى وزراء الخارجية، وما شهدته من زخم وتأكيد على عمق العلاقات الوثيقة بين البلدين، والتوافق بينهما في العديد من المجالات.
وأضاف:” تشهد العلاقات بين سوريا وقطر تطوراً ومتانة يوماً بعد يوم، في ظل الانفتاح المتبادل والإرادة المشتركة بين البلدين لدفع العلاقات إلى أبعد مدى”، منوهاً إلى أن دولة قطر أثبتت، طوال السنوات الماضية أنها شريك حقيقي للشعب السوري، حيث وقفت إلى جانبه في محنته، ودعمت مطالبه المشروعة، وقدمت نموذجاً يحتذى به في المواقف الإنسانية النبيلة.
وتابع:” لدولة قطر العديد من المواقف الصادقة مع الشعب السوري، التي كان آخرها المبادرة الكريمة بإرسال مليوني متر مكعب من الغاز لدعم إمدادات الكهرباء، وذلك بهدف توليد طاقة كهربائية لكل أنحاء سوريا لتسهم بشكل مباشر في معالجة النقص الحاد في الطاقة الكهربائية، وتحسين أداء البنية التحتية”.
كما أشاد تركية بمبادرة (تحدي) “ليلة الــ27 من رمضان” التي بلغت قيمة تبرعات أهالي قطر خلالها 220 مليون ريال قطري، ستذهب لمشروعات بناء وترميم المدن السكنية في سوريا، وغيرها الكثير من الحملات والمبادرات الإنسانية التي لها الأثر الفارق في حياة السوريين”.
وأضاف: إن دولة قطر منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة السورية، كانت حاضرة بقوة في الميدان الإنساني والسياسي، وقدمت دعماً لا يقدر بثمن في مختلف المحافل، واستجابت سريعاً للأزمات الطارئة بإرسال المساعدات والإغاثات، مثل حملة (حلب لبيه)، و(حق الشام) وغيرها الكثير، ومساهمتها الكبيرة في احتضان السوريين بالتعليم والصحة والتنمية.
وعبّر القائم بالأعمال في السفارة السورية لدى الدوحة عن ثقته بأن دولة قطر تمتلك من القدرات والخبرات ما يؤهلها لتكون شريكاً محورياً في المساهمة في بناء سوريا الجديدة، وتطوير بناها التحتية، وتعزيز اقتصادها.
وفي هذا السياق، أعاد تركية إلى الأذهان تأكيد الرئيس الشرع أهمية دور دولة قطر كشريك استراتيجي في بناء مستقبل سوريا، دولة الحرية والمؤسسات، وسيادة القانون، ونتطلع إلى إقامة شراكات متينة تمتد إلى قطاعات متعددة، من التجارة إلى الطاقة والصناعة، والتعليم والثقافة إلى الابتكار، وغيرها من القطاعات الحيوية التي تخدم الشعب السوري.
وختم تركية تصريحه بالتأكيد أن زيارة الرئيس الشرع إلى الدوحة تأكيد على مستقبل مشرق للعلاقات السورية- القطرية، واستمرار لمسيرة التعاون المثمر، بما يليق بتاريخ الشعبين وتطلعاتهما المشتركة نحو الأمن والاستقرار والازدهار.
المصدر: وكالات