القادري: جهزنا مركز إيواء لاستيعاب العائدين من مخيمي الركبان والزعتري
أكد مدير الإغاثة والمنظمات الدولية بمحافظة ريف دمشق تيسير القادري وجود 53 مدرسة في ريف دمشـــق ما زالت تحوي 1583 أسرة مهجرة بما يقارب 8000 فرد، لافتاً إلى وجود خطة لنقل جميع المهجرين في مراكز الإيواء والمدارس لمركز إيواء الدوير لقدرة المركز على استيعابهم وتوحيد جهود العمل الإغاثي من مبادرات وجمعيات والعمل المؤسسي الحكومي ما يسهل العمل على الجهات الإغاثية الفاعلة وإعادة المدارس لتأهيلها من قبل وزارة التربية، مؤكداً إخلاء ثلاث مدارس من المهجرين في ريف دمشق في كل من ضاحية قدسيا والزاكية وقطنا.
وكشف القادري في حديث خاص مع «الوطن» عن إخلاء مركز إيواء معهد الكهرباء في عدرا من المهجرين البالغ عددهم 900 لنقلهم لمركز الدوير، منوهاً بإخلاء المدارس في عدرا والفيحاء في منطقة حفير ونجها والنشابية وإغلاق مراكز إيواء عدة لانتهاء الحاجة إليها، نتيجة إعادة الناس إلى قراهم والاقتصار على مركز إيواء الدوير، مع الحفاظ على مركز إيواء الحرجلة كونه يضم 250 أسرة من أهالي كفريا والفوعة، موضحاً أن مركز إيواء الدوير عبارة عن مدينة كاملة ويجري العمل حالياً على تأمين فرص عمل داخل المركز كمشاغل الخياطة، ووزارة الشؤون الاجتماعية تقدم مشاريع الدعم النفسي بالتنسيق مع الجمعيات والمبادرات، إضافة إلى وجود مدارس من كافة الحلقات.
وأكد القادري وجود اقتراح للجنة الإغاثية العليا لاستكمال بناء مركز إيواء الحرجلة 2 كحالة طارئة في حال استقدام أي مهجرين جدد أو تفكيك أي مخيمات كمخيم الركبان أو الزعتري في الأردن، مشيراً إلى أن المباشرة ببناء المركز كانت من قبل المنظمات الدولية بالتنسيق مع اللجنة الإغاثية العليا في فترة تحرير مناطق الغوطة إلا أن الأعمال فيه توقفت حالياً لعدم وجود حاجة له، موضحاً أن مركز إيواء الحرجلة 1 في مرحلة ما استوعب 20 ألفاً وحالياً يتواجد فيه 1500 في حين مركز الدوير يضم حالياً 2000 شخص ومع استقبال الباقي الموجودين من الممكن أن يصل العدد لـ3500 شخص، في حين أن الطاقة الاستيعابية القصوى لمركز الحرجلة 2 تصل لعشرة آلاف، لافتاً إلى العمل على تأمين 400 وحدة سكنية مؤقتة في ريف دمشق للأسر المهجرين الذين من الممكن أن يأتوا من خارج القطر سواء من لبنان أو الأردن في حال كانت منازلهم مدمرة ولم تؤمن بعد.
وكشف القادري عن توزيع نحو 628 ألف سلة غذائية للمهجرين في المحافظة منذ بداية العام، قدمتها الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر في دمشق وريف دمشق، إضافة إلى تقديم الهلال الأحمر 11248 من المعلبات ونحو 240 ألفاً من الحرامات، ونحو 64 ألف فرشة، و98700 سلة صحية، مشيراً إلى أن برنامج الغذاء العالمي يقدم شهرياً 80 ألف سلة غذائية لمحافظة ريف دمشق، وهناك خطة شهرية لتوزيع السلل الإغاثية وفق احتياج القرى والمدن.
وأكد القادري سعي الخطة الحكومية للانتقال من الحالة الإغاثية واعتماد المهجر على السلل الغذائية إلى حالة إعطائه فرصة عمل ضمن الخبرة التي يمتلكها سواء أكانت مهنية أو علمية، إضافة إلى سعي الحكومة لتأمين انطلاقة جيدة للمهجرين كأن تؤمن وزارة الزراعة في منطقة الغوطة بذاراً للفلاحين ودواجن للمعتمدين على تربيتها، والتعاون مع بعض الوزارات المعنية لتأمين التجهيزات اللازمة لضخ المياه ليستفيد منها الفلاحون، كذلك سعي اللجنة الإغاثية الفرعية إلى تأمين قروض بسيطة بفوائد قليلة جدا، مشيراً إلى إمكانية تقديم بعض المنظمات الدولية منحاً وليس قروضاً إلا أن الموضوع مازال قيد الدراسة وطرح في اجتماع اللجنة الإغاثية السابق.
ولفت القادري إلى وجود مشروع في منطقة القلمون الشرقي بالتنسيق مع إحدى المنظمات يعتمد على تأمين سبل العيش عن طريق قروض ومشاريع إنتاجية ومشاريع دعم نفسي، مشيراً إلى أن المنظمات الدولية لها عمل إغاثي وآخر يعنى بالبنى التحتية، وأن المنظمات ما زالت تقوم بعملها في المحافظة وتقدم السلل الإغاثية للمهجرين، مضيفاً: هناك خطة حكومية لإعادة الإعمار وعمل موازٍ لها تؤديه المنظمات الإنسانية كترحيل الأنقاض ومشاريع البنى التحتية.
وأشار القادري إلى أن العمل الإغاثي تتدخل به خطة حكومية ووزارات عدة ضمن اختصاصها، إضافة إلى مبادرات وطنية وشراكات متمثلة بالهلال الأحمر العربي السوري والأمانة السورية للتنمية وجمعيات أهلية مشهرة عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على الصعيد الداخلي، ودولياً هناك منظمات تعمل تحت رعاية الأمم المتحدة عن طريق وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية، موضحاً أن هناك منظمات لها شراكات مع وزارات عدة كالشراكة بين وزارة التربية واليونيسيف، وضمن هذه الشراكات والاتفاقيات المقامة يجري العمل على مشاريع ضمن المحافظات بما يتوافق مع الخطة الحكومية ولا يتعارض معها كالتربية والصحة.
وأكد القادري وجود عدد كبير من المنظمات ما زالت مستمرة في عملها وتعمل بموجب اتفاقيات منها منظمات الأمم المتحدة كبرنامج الطفولة اليونيسيف وال UNPD البرنامج الإنمائي ومفوضية اللاجئين ومنظمات لها شراكات مع وزارة الإدارة المحلية كـ ADRA وهناك منظمات تعنى بالأمور الإغاثية كبرنامج الغذاء العالمي WFP والصليب الأحمر وغيرها، مبيناً أن تحديد عددها مرتبط بشراكاتها مع الوزارات المحلية عن طريق الاتفاقيات والشريك الوطني سواء الهلال الأحمر أو الأمانة السورية للتنمية، مضيفاً: هذه المنظمات لها خطة في عام 2019 بالتنسيق مع الشركاء الوطنيين ولجنة الإغاثة العليا الممثلة بوزارة الإدارة المحلية واللجان الفرعية ووزارة الخارجية.
وكشف القادري عن توقف الهلال الأحمر عن منح الحصص الإغاثية للمهجرين قبل عام 2016 باعتبار أن فترة إقامتهم خارج منازلهم كانت منذ 3 أو 4 سنوات، ما يستدعي تأمينهم لإقامة مؤقتة وتأسيسهم لمشروع مالي وبالتالي لم يعودوا بحاجة إلى الإغاثة، مشيراً إلى قدرة اللجنة الإغاثية على تغطية كافة الاحتياجات بأي منطقة وتحت أي ظرف سواء أكان هناك مهجرون أو عائدون عن طريق المنظمات الدولية أو غيرها، فالعمل الإغاثي بجزء منه تؤديه هذه المنظمات إضافة للخطة الحكومية صاحبة الدور الأكبر إلى جانب الشراكات والمبادرات الوطنية.
الوطن