القضاء يبدأ محاكمة “ممثل” لنشره مقطع فيديو يشهر بالقضاة
بدأ القضاء السوري في النظر بقضية الممثل المغمور محمد عمر بتهمة الافتراء الجنائي لتحقيق مكسب مادية والذم الواقع على الإدارات العامة، وذلك بعد نشره مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تضمن عبارات تشهير بعدد من القضاة وبالمحامي سامر مهنا وكاتب مسلسل الولادة من الخاصرة سامر رضوان، وكل ذلك بعد صدور حكم قضائي برأ سامر رضوان من التهم التي كانت موجهة إليه من قبل العمر.
وأكد مصدر قضائي أن القضية أحيلت من النيابة العامة إلى أحد قضاة التحقيق في دمشق، موضحاً أن العقوبة قد تكون مضاعفة بحكم أن الإساءة تمت عبر شبكة التواصل وتم عبرها استهداف القضاة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أضاف المصدر: السلطة القضائية لها مكانتها ولا يجوز الإساءة لها بأي شكل من الأشكال، إضافة إلى أن المتهم لم يستثن أي قاض في كلامه.
ونشر عمر مقطع فيديو على صفحته الخاصة على موقع «فيسبوك» اتهم فيه وزارة العدل بأنها تلقت أموالاً من سامر رضوان على خلفية قضية منظورة في القضاء نتيجة خلاف بينه وبين رضوان على مزرعة.
وأضاف في التسجيل: إن كاتبة القاضي كانت تخبره بكل تفاصيل الدعوى وأنها ساومته على مبلغ من المال بناء على طلب القاضي، إضافة إلى أن هناك ضغوطات كانت تمارس من شخصية كبيرة في الوزارة على القاضي لتغيير الحكم لصالح رضوان.
واعترف عمر أثناء التحقيق معه في فرع مكافحة جرائم المعلوماتية بالمقطع الذي نشره على صفحته متهماً المحامي سامر مهنا أنه سمسار لوزارة العدل وسمع من بعض الأشخاص أن له يداً في تغيير الوصف الجرمي لمصلحة موكليه، مؤكداً أنه لم يقصد التشهير والإساءة به، بل أنه ذكر ما يقال من بعض الموظفين العاملين في الوزارة.
وأكد عمر في الضبط الذي حصلت «الوطن» على نسخة منه أنه رفع دعوى قضائية بحق سامر رضوان في عام 2013 بجرم الخطف والتعذيب الجسدي واستمرت القضية أكثر من خمس سنوات في القضاء، مشيراً إلى أنه تم الفصل بها الشهر الماضي بتبديل الوصف الجرمي من الخطف والتعذيب إلى الإيذاء المقصود والتهديد بالقتل وهذان الجرمان مشمولان بالعفو.
من جهته رد مهنا على هذه الادعاءات بقوله: لم أمارس مهنة المحاماة منذ ثلاث سنوات وإني تفرغت للعمل الاجتماعي والإنساني والسياسي بحكم الأزمة التي مرت بها البلاد، مضيفاً: كان لي الشرف بتكريم أسر الشهداء في المحافظات إضافة إلى تمثيل سورية في العديد من المؤتمرات من محكمة الضمير الدولي إلى مؤتمر سوتشي.
وأكد مهنا أنه توكل لرضوان منذ خمس سنوات وأن دوره في الدعوى لم يتجاوز فقط حضوره الاستجواب أمام قاضي الإحالة والتي لم تتجاوز مدة شهرين، مضيفاً: أعمل كمستشار قانوني لمجموعة من الشركات الروسية ومنها شركة «كلوبل فيشين» وبالتالي أصبح وقتي ضيقاً ولم أعد أملك من الوقت والطاقة إمكانية لممارسة مهنة المحاماة.
وأشار مهنا إلى أن المشكو عليه استخدم وسائل التواصل الاجتماعي للإساءة لسمعته باستعمال عبارات غير أخلاقية بوصفه سمساراً لوزارة العدل وأنه كان برفقة موكله لدى وزير العدل في محاولة لتغيير الحكم القضائي، موضحاً أن عمر ذاته نشر منذ خمسة أشهر مقطع فيديو لابتزاز القضاة والضغط عليهم للحصول على قرار قضائي لصالحه بالحصول على قطعة الأرض.
وأكد بيان صادر عن فرع نقابة المحامين في دمشق أن مهنا لم تسجل باسمه سوى 7 وكالات خلال السنوات الثلاث الماضية.
وطلب مهنا بتحريك الادعاء بحق عمر لقيامه بالتشهير والإساءة لسمعة القضاة وسمعته بتلفيق الأكاذيب الباطلة، إضافة إلى أنه مستمر في النشر على صفحته الشخصية على «فيسبوك».
وفند كاتب مسلسل الولادة من الخاصرة سامر رضوان القصة التي حدثت بينه وبين محمد عمر بقوله: تعرفت على هذا الشخص حينما قررت شراء بيت في منطقة أشرفية صحنايا فكان يعمل في أحد المكاتب العقارية فاقترح علي وقتها أن أشتري بيتاً على الخريطة.
وأضاف رضوان بحسب منشور له على صفحته الشخصية على «فيسبوك»: وافقت على الفكرة وسلمته مليوني ليرة ليباشر العمل ثم تتالت الدفعات إلى أن سددت كامل ثمن البيت ولدي عقد مثبت عليه كامل الدفعات وبتوقيع المشكو منه وبشهادة أسماء مشهود لها بالنزاهة.
وأكد رضوان أنه بدأت سلسلة المماطلة في فراغ البيت لتصل إلى سنة بحجة أنه لا يوجد طابو في داريا نتيجة الظروف التي تشهدها المدينة، لافتاً إلى أنه تم إقناع أحد أصدقائه بفراغ قطعة أرض باسمي كضمان للحق وأن تكون أمانة إلى حين فروغ البيت.
وأشار إلى أنه تم انتهاء عقد المزرعة التي كنت مستأجراً لها ولابد بعدها من نقل الأثاث إلا أنه بعد ساعتين من تسجيل موجودات المزرعة اتصل به شخص يخبره أن عمر باع البيت، مضيفاً: استثمر اسمي كشريك لطمأنة بعض المتشككين بذمته.
وأوضح رضوان أنه بدأ بتلفيق التهم بحقه مدعياً أني اختطفته بوساطة سلاح حربي إضافة إلى ضربه حتى أغمي عليه، فضلاً عن مساوماته المستمرة بإرجاع نصف الأرض له مقابل إسقاط حقه، لافتاً إلى أن الجواب بأن يرد البيت ويأخذ الأرض ولو كان ثمنها ملايين الدولارات.
وأضاف رضوان: إلا أن محمد عمر لا يقبل بذلك وكان يريد الابتزاز ليس إلا.
وكان رضوان قد عرض على صفحته تسجيلات لمكالمة هاتفية استمرت أكثر من نصف ساعة بينه وبين عمر.
واختتم رضوان: القضاء قال كلمته وانتهى الأمر وإنه على ثقة بالمؤسسة القضائية وإن ما قاله موجه لمن يريد معرفة الحقيقة وليس لإقناع الخصوم أو الكارهين وإنه في حال تعرض لمشكلة مماثلة فإنه سيحكم ضميره فيها.
محمد منار حميجو