العلاقات السورية الصينيةالعناوين الرئيسية

المبادئ الصينية الخمسة للتعايش السلمي عمل عظيم في العلاقات الدولية

الرئيس شي: عازمون على سلك طريق التنمية السلمية ولن نتسلك أبدا طريق الاستعمار والنهب

 

أكد الرئيس الصيني شي جينينبينغ أن معالجة العلاقات بين الدول والحفاظ على السلام والأمن في العالم المجتمع وتعزيز تنمية وتقدم البشرية جمعاء، تبقى من العناوين الهامة في المسيرة التاريخية لتقدم المجتمع البشري وكانت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي التي أطلقتها بلاده هي ما نادى به العصر وما اختاره التاريخ. مشدداً على عزيمة الصين في سلك طريق التنمية السلمية وهي لن تسلك أبدا الطريق القديم من الاستعمار والنهب، أو الطريق المنحرف من حتمية الهيمنة للدول التي أصبحت قوية، بل ستسلك الطريق المستقيم من التنمية السلمية.

وفي كلمة له خلال مؤتمر أقيم بمناسبة الذكرى السنوية الـ70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، اعتبر الرئيس شي أن الإصدار الرسمي للمبادئ الخمسة التي أطلقتها بلاده تعتبر عملا رائدا عظيما في العلاقات الدولية، وله دلالات فارقة كبيرة.

الرئيس شي قدم في كلمته التي حصلت “الوطن” على نسخة منها، عرضاً تاريخياً لتبني دول العالم للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، حيث تم إدراج هذه المبادئ بوضوح في كل من “إعلان مبادئ العلاقات الدولية” الذي اعتمد في الدورة الـ25 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1970 و”الإعلان المتعلق بإقامة نظام اقتصادي دولي جديد” والذي اعتمد في الدورة الاستثنائية السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974. كما أدرجت على التوالي في سلسلة من الوثائق الدولية الهامة، وتم قبولها وانتهاجها على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي.

وقال:” طرحت القيادة الصينية لأول مرة المبادئ الخمسة بكامل أبعادها التي تشمل الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي”.

وأضاف:” على مدى العقود السبعة الماضية، تجاوزت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي المكانَ والزمان مهما كانت الفوارق، وازدادت متانتها وحداثتها على مر الزمان، وأصبحت من القواعد الأساسية للعلاقات الدولية والمبادئ الأساسية للقانون الدولي التي تتميز بالانفتاح والشمول والنطاق الواسع للتطبيق، الأمر الذي قدم مساهمة تاريخية لا تمحى لقضية تقدم البشرية”.

وبين الرئيس الصيني أن المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وضعت معيارا تاريخيا للعلاقات الدولية وسيادة القانون الدولي، وجسدت بجلاء مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما يتماشى مع تيار العصر لتطور العلاقات الدولية، وقدمت إرشادا صائبا لإقامة وتطوير العلاقات بين الدول ذات النظم الاجتماعية المختلفة، كما حشدت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي قوة جبارة للوحدة والتعاون والتقوية الذاتية عبر التضامن بين الدول النامية، ساهمت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي بحكمتها التاريخية في إصلاح النظام الدولي واستكماله.

وأضاف: في وجه الموضوع الهام المتمثل في “ما هو العالم الذي يجب بناؤه وكيف بناء هذا العالم”، أعطت الصين جوابها في هذا العصر، ألا وهو بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. وقد توسّع مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية الآن من مبادرة صينية إلى توافق دولي، وتحول من رؤية جميلة إلى ممارسات وفيرة، وهو يدفع العالم بقوة نحو مستقبل مشرق ينعم بالسلام والأمن والازدهار والتقدم.

وتابع:” تدعو الصين كافة الأطراف إلى أخذ مستقبل البشرية ورفاهية الشعوب بعين الاعتبار، والتمسك بالمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي كالغاية الأصلية، وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وتدعيم الحوكمة العالمية القائمة على التشاور والتعاون والنفع للجميع، وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، والتعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، بما يزيد من المصالح المشتركة لشعوب العالم”.

ولفت الرئيس شي إلى أن مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية والمبادئ الخمسة للتعايش السلمي ينحدر من أصل واحد، إذ يتأصل كلاهما في الثقافة التقليدية الصينية المتميزة التي تدعو إلى حسن الجوار والوفاء بالعهود والوئام بين الدول، ويجسد كلاهما ميزة الدبلوماسية الصينية التي تتسم بالثقة بالنفس والاستقلالية والتمسك بالعدالة ومساعدة الضعفاء ونصرة الحق، ويقوم هذا المفهوم على أساس الواقع الموضوعي المتمثل في تشارك الدول في المصير والمستقبل والسراء والضراء، مما نصب قدوة جديدة للمساواة والتعايش.

وقال:” لن تتغير عزيمة الصين على تعزيز التنمية المشتركة في العالم، وستوفر التنمية الاقتصادية العالية الجودة في الصين قوة دافعة قوية للنمو الاقتصادي في العالم. وإن دخول أبناء الشعب الصيني البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة إلى المجتمع الحديث ككل يعني خلق سوق ضخمة أخرى يتجاوز حجمها إجمالي الحجم الراهن للدول المتقدمة.

ستفتح الصين أبوابها على الخارج أوسع فأوسع، ولن تغلقها أبدا. نقوم حاليا بتخطيط وتنفيذ إجراءات هامة لزيادة تعميق الإصلاح على نحو شامل، بهدف مواصلة توسيع الانفتاح المؤسسي، وخلق بيئة أعمال تحكمها بشكل أكثر قواعد السوق وسيادة القانون والمعايير الدولية. إن بناء “الفناء الصغير المحاط بالجدار العالي” و”فك الارتباط وقطع السلاسل” يعاكس تيار التاريخ، ولا يضر إلا بالمصالح المشتركة للمجتمع الدولي.

كلمة الرئيس الصيني شي جينبينغ كاملة على الرابط التالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock