المراقب التحكيمي في دورينا الكروي الحالي
من خلال خبرتي الطويلة لسنوات عديدة حول واجبات ومسؤوليات المراقب التحكيمي، فإني أود شرح ما يطلب من المراقبين التحكيميين لدينا خلال دورينا الكروي الحالي الملقب بالاحترافي، والذي تجاوز المرحلة الثالثة.
ولهذا يتطلب منهم ضرورة التمتع بالخبرة الجيدة والأسلوب الأمثل في قيادة المباريات، وذلك من خلال معرفتهم التامة بمواد قانون اللعبة وتعديلاته الأخيرة، والأسلوب الصحيح والثابت في تطبيقها نصاً وروحاً، كما يتطلب منهم ضرورة رؤية الأخطاء والمخالفات في اللقاء المكلف بمراقبته، والتدقيق في طبيعة أخطائها من أجل التأكد من صحة وثبات القرارات التحكيمية المتخذة حيالها.
ولهذا يجب على المراقب التركيز الكلي وعدم الشرود وضرورة اكتشاف نقاط القوة والضعف لكل من الحكم الرئيسي والحكمين المساعدين وحتى الحكم الرابع الاحتياطي، وإسداء النصائح الإيجابية لكل منهم في تقريره من خلال قدرته بدقة متناهية، مع تقديم النصح والإرشاد للطاقم التحكيمي في تقريره.
وكل هذا الذي ذكرته لا يمكن للمراقب التحكيمي تحقيقه إلا من خلال تمتعه بالهدوء والعدالة والثقة بنفسه وقدراته… ولعل من أهم واجبات ومسؤوليات مراقبنا التحكيمي في أي لقاء كروي قادم هو ضرورة التواجد مع الطاقم التحكيمي من أجل اختبار ميدان الملعب قبل المباراة، وبعدها مباشرة عليه تقديم تعليمات أو توجيهات لأفراد الطاقم التحكيمي قبل المباراة لا الاكتفاء بكلمات التشجيع المعنوي، فالدعم النفسي مهم مع ضرورة الحرص على الابتعاد عن غرفة الحكام قبل خمس وأربعين دقيقة من بدء المباراة، والعمل على ضرورة جلوسه خلال المباراة في مكان عال يمكنه من المشاهدة والتمييز الواضحين للقرارات التحكيمية دون أي ضغوط أو تدخلات… أما بعد المباراة فإن عليه كتابة تقريره بهدوء وتحديد العلامة المستحقة!
فاروق بوظو