المصارف لا تمول مشاريع الطاقات المتجددة
أكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق منار الجلاد أن الطاقات المتجددة لم تلق الاهتمام في سورية حتى الآن على الرغم من الأهمية الاقتصادية لها لما تتصف به بلادنا كبلاد شمس كما سماها أجدادنا الآراميون منذ فجر التاريخ، لافتاً إلى أنها تعد من أهم المصادر التي يمكن استغلالها.
وأشار الجلاد خلال ترؤسه ندوة الأربعاء التجاري أمس في غرفة التجارة تحت عنوان الأهمية الاقتصادية للطاقة الشمسية إلى أن مشكلة الطاقات المتجددة تكمن في صعوبات تخزينها، مضيفاُ: على الجهات المعنية اعتماد هذا المصدر وإيجاد الحلول الملائمة لتخزينها لكل الاستخدامات المنزلية والصناعية والتجارية وتوفير الأموال والمشتقات النفطية والطاقات المولدة الأخرى.
محمد صادق الجوهري من جامعة دمشق والاستشاري في الطاقات المتجددة وصف الطاقة الشمسية بمفتاح النمو الاقتصادي في سورية في شقيها الحراري والكهربائي نتيجة الموقع الجغرافي والمناخي لسورية وشدة الإشعاع المتوافر في الأجواء السورية، وبين أنها تصل إلى نسبة 7.5 من أصل 9 المقياس العالمي بحسب مركز الطاقة العالمي وفي معدلاتها اليومية والسنوية وكمية الشمس في المتر المربع الواحد ونقاط التثقيل الخاصة بهذا المعدل والمعيار.
الخبير الجامعي لفت إلى أن كل 4 أمتار مربعة للسخان يوفر على المواطن 32 ألف ليرة سنوياً من فواتير كهرباء، و280 ألف ليرة على الدولة تمثل أسعار فرق دعم الكهرباء قائلاً: إن المصارف العاملة في سورية لم تقدم التمويل للطاقة الشمسية إلى الآن.
وأوضح أن الدولة تبقى هي الرابحة فيما لو لجأت إلى تقديم سخان شمسي مجاني لكل أسرة سورية حيث يشكل التسخين نسبة 35 بالمئة من الطاقة الشمسية مع إمكانية إقامة الكثير من الصناعات الغذائية والنسيجية والكيمائية على الطاقة الشمسية.
وبيّن الجوهري أن ساعة طاقة شمسية وفق هذه المعدلات تعادل استطاعة كهرباء مدة عام من الطاقة التقليدية بكلف رخيصة إذا ما أسقطنا كلف التجهيزات والتركيب لها بداية التشغيل قائلاً: إن كلفة كيلو واط ساعي طاقة شمسية بسعر عالمي 4 سنت أميركي على حين سعر الحرارية 18 سنتاً.
ووصفها الجوهري بالطاقة البسيطة والمناسبة للدول النامية، وبأنها سهلة وآمنة وصحية ويمكن توليدها في أماكن الاستهلاك وبعيدة عن تقلبات الأسعار العالمية، إضافة إلى أنها توفر فرص عمل وتتمتع بالجدارة الفنية والاقتصادية والبيئية وهي من أهم التقنيات في العالم إذ باتت تستحوذ على نسبة 80 بالمئة من السوق العالمية للطاقة الشمسية وهناك دول متقدمة مهتمة بالطاقة الشمسية رغم فقر بلادها بها.
غسان من مركز بحوث الطاقة أشار إلى الخطأ الفادح في استخدام بطاريات السيارات في توليد الطاقة الكهربائية، منوهاً بأنها تستنزف خلال سبعة أشهر حيث هناك تجهيزات خاصة بها وتعمل حتى 25 سنة بكفاءة عالية في توليد الطاقة الكهربائية والبطاريات الخاصة بالمنشآت والمعامل تعمل حتى 40 سنة فهي تتصف بالشحن البطيء والتفريغ البطيء.
علاء الهيب من مركز بحوث الطاقة قال: إن استخدامات الطاقة الشمسية ليست جديدة وإنما الجديد فيها هو توليد الطاقة الكهربائية منها وكونها طاقة متجددة وليست جديدة وهي باتت اليوم رخيصة بعكس العقود الماضية ويمكن تخزينها في بطاريات آملاً السير بخطوات حثيثة باتجاه الطاقات المتجددة إلا أن استمرار تقنين الكهرباء يحول دون رفد الشبكة الكهربائية بها أو تخزينها.
عامر خربوطلي مدير غرفة تجارة دمشق لفت في مداخلته إلى إمكانيات استخدام القمامة والصرف الصحي في توليد الغاز والوقود والطاقة حيث تلجأ العديد من الدول إلى شراء القمامة لتحويلها إلى طاقة مع ضرورة أن تعد دراسات في سورية بهذا الخصوص.
صالح حميدي