رغم مطالبات المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا وفود المعارضات تشكيل وفد واحد وإعداد ورقة واحدة، إلا أنه بدا في اليوم الثالث من محادثات «جنيف 7» إخفاق المعارضات في تحقيق ذلك، مع عقد دي ميستورا أمس اجتماعاً مع «منصة الرياض».
وفي بداية اليوم الثالث للمحادثات ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن الحوار السوري السوري بجولته السابعة تواصل لليوم الثالث على التوالي بمقر الأمم المتحدة في جنيف بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة بشار الجعفري والوفود الأخرى.
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة «لم تعلن حتى الآن عن أجندة اليوم «الأربعاء» في الحوار السوري حيث كانت أعلنت الثلاثاء عن لقاء بين دي ميستورا ووفود المعارضة من دون أن تحدد أي وفد». وأشارت إلى أنه ولدى وصول دي ميستورا إلى مقر الأمم المتحدة الأربعاء وسؤاله عن اقتصار الاجتماعات على الوفود الفنية، أكد أنه ستكون هناك الأربعاء اجتماعات سياسية من دون أن يحدد أي وفد سيتم معه الحوار السياسي.
وذكرت، أن دي ميستورا طلب من وفود المعارضات أن تأتي بوفد واحد إلى مقر الأمم المتحدة بجنيف إلا أن المعلومات تشير إلى أن هذه الوفود لم تتوصل بعد إلى ورقة واحدة بهذا الشأن، بعد أن كانت منصات «الرياض» و«القاهرة» و«موسكو» التقت الثلاثاء للتوصل إلى ورقة، ولكن لم يصدر أي شيء عن الاجتماع بشكل رسمي في حين تناقل الصحفيون المقربون من المعارضات استمرار الخلاف بين المنصات الثلاث، الأمر الذي استدعى عقد سفراء ما يسمون أنفسهم «مجموعة أصدقاء سورية» الذين دعمت بلادهم التنظيمات الإرهابية في سورية إلى عقد لقاء مع وفد «منصة الرياض» بغياب سفير قطر.
يشار إلى أن الأمم المتحدة أعلنت الثلاثاء عن لقاءات فنية مع وفود المعارضة من دون تحديد الوفد بالاسم. وذكرت أن الجدول الزمني لا يزال غير مؤكد وانه قد يتأخر الوافدون الأوائل.
وعقد وفد سورية برئاسة الجعفري جلستي محادثات مع دي ميستورا في اليومين الأول والثاني للمحادثات التي تستمر خمسة أيام.
وأكد الجعفري في تصريح صحفي عقب الجلسة الثانية للوفد مع دي ميستورا الثلاثاء، أن الوفد بدأ مناقشة جدية مع المبعوث الخاص حول موضوع مكافحة الإرهاب الذي يعد مدخلاً مهما لاستكمال مناقشة هذا الملف الذي هو أولوية الأولويات بالنسبة لوفد الجمهورية العربية السورية. وبين «أنه يجري الآن اجتماع خبراء وفدنا من الفنيين والتقنيين القانونيين مع خبراء وفد دي ميستورا لمناقشة ورقة المبادئ 12 نقطة حول أسس وأهداف العملية السياسية».
من جانبه أكد دي ميستورا في لقاء خاص مع وكالة «سبوتنيك» في جنيف الثلاثاء أنه ينوي إجراء أربع جولات من الحوار السوري في جنيف حتى نهاية العام الحالي، مبيناً أن قادة العالم أصبحوا يركزون معاً على إيجاد الأولويات التي من شأنها أن تسمح بتسوية الأزمة في سورية وأن الأولوية أصبحت عند الجميع الآن محاربة تنظيم داعش الإرهابي وتحقيق الاستقرار في البلاد والذي يأتي فقط عبر الحل السياسي.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، ذكر موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، أن وفد «منصة الرياض» برئاسة «نصر الحريري» التقى الأربعاء، مع دي ميستورا في جنيف، حيث يعتبر هذا الاجتماع السياسي الأول بين وفد المنصة والمبعوث الخاص منذ انطلاق جولة المحادثات السابعة الحالية يوم الإثنين الماضي. وكانت المجموعة التقنية التابعة لوفد «منصة الرياض» قد التقت فريق خبراء من مكتب دي ميستورا الثلاثاء في اجتماع تناول بحثاً تقنياً للمسائل المتعلقة بالانتخابات المستقبلية في سورية وهي إحدى السلال الأربع التي تمثل جدول الأعمال المتفق عليه بين الأطراف مع دي ميستورا للعمل عليها خلال جولات التفاوض.
ورغم مطالبة دي ميستورا وعلى مدى اليومين الماضيين المعارضات بتوحيد وفودها في وفد واحد يضم منصات «الرياض» و«القاهرة» و«موسكو» خاصة بعد تأكيده في مؤتمره الصحفي الاثنين على أنه وجد تقارباً كبيراً بين وجهات نظر الوفود المختلفة للمعارضة حول عدد من الملفات وبشكل لم يكن موجوداً من قبل وبما يؤمل معه أن تصل تلك المعارضات إلى تشكيل وفد واحد في النهاية للتفاوض مع وفد الجمهورية العربية السورية، إلا أن تلك المعارضات فشلت في ذلك الأمر الذي أشار إليه لقاء دي ميستورا مع وفد «منصة الرياض» بشكل منفرد.
وقبيل اللقاء مع وفد «منصة الرياض»، قال أحمد رمضان وهو أحد المتحدثين باسم «منصة الرياض»، بحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: «إن المعارضة لا تقبل الاستمرار في المحادثات التي انطلقت الإثنين الماضي، باجتماعات تقنية من دون عقد اجتماعات سياسية على مستوى الوفد».
وطالب رمضان بترحيل الاجتماعات التقنية إلى خارج أيام المحادثات، مدعياً أن وفده أنجز تقدماً في الاجتماعات التقنية بخلاف وفد الجمهورية العربية السورية، وأنه ومن أجل ذلك تبدو أنها محادثات من طرف واحد.
كلام رمضان، جاء رداً على سؤال حول عدم عقد دي ميستورا، لقاء مع وفد «منصة الرياض» في الجولة الحالية من جنيف، على حين التقى على مدار يومين متتالين مع وفد الجمهورية العربية السورية.
وأضاف رمضان: «للأسف الشديد يبدأ دي ميستورا كما العادة المحادثات من دون جدول أعمال محدد، ومن دون أن يكون هناك أجندة واضحة للقاءات والمواضيع التي ستطرح فيها».
وتابع: «كان من المفروض أن تبدأ الاجتماعات على المستوى السياسي وليس التقني».
واعتبر رمضان أن «هذا ليس مقبولاً لهم، لأنه يفترض، وحسب قوله: إن جنيف تركز على الجانب السياسي، وخارج إطار جنيف يمكن الحديث عن لقاءات تقنية، بمعنى مناقشة القضايا التفصيلية بالمحاور الأربعة التي طرحها سابقاً».
وكشف أن وفده «وجه (الثلاثاء) رسالة لدي ميستورا تؤكد مطلب المعارضة، أن يكون هناك جدول أعمال معداً مسبقاً، وتبلغ به «الهيئة العليا للمفاوضات»، وتكون الأولوية للمسائل السياسية، وأن تجري اللقاءات التقنية خارج الأمم المتحدة، وليس على حساب المفاوضات السياسية».
وحول إرجاع أسباب عدم لقاء دي ميستورا بوفد المعارضة، لكونه يريد وفداً واحداً للمعارضة، تضم شخصيات من منصات الرياض والقاهرة وموسكو، اعتبر رمضان أن الموضوع يستخدم بطريقة تهدف إلى تطويع وضع المعارضة، وتمييعه.
الوطن – وكالات