المفتي العام للجمهورية يدعو إلى البدء بتجديد الخطاب الديني وبمرحلة الإعمار والبناء
في اليوم الثاني من زيارته لمحافظة حماة، التقى سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون بحضور أمين فرع حماة للحزب مصطفى سكري ومحافظ حماة الدكتور محمد الحزوري واللواء أشرف طه قائد شرطة المحافظة، رجال الدين الإسلامي في مدينة حماة وفعالياتها الرسمية والشعبية والتنفيذية في مجلس مدينة حماة وفعاليات مدينة سلمية في مركزها الثقافي.
وفي كل لقاءاته ركز سماحة المفتي على ضرورة تطوير الخطاب الديني بحيث يكون خطاب بلغة عالمية بعيدة عن الطائفية والعرقية والمذهبية و الحزبية، خطاب يجمع أبناء الوطن والأمة ويحاكي الظروف والأوضاع الراهنة وخصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد فيها سورية عملية إعادة إعمار الإنسان والبلد .
وأكد لعلماء الدين الإسلامي والأئمة وخطباء المساجد في حماة أن ما يشن ضد سورية اليوم بعد انتصارها على الحرب العسكرية الإرهابية حرب ثقافية ومصطلحات فكرية بدأت في الدخول إلى عقول أبنائها لاسيما الشباب والتي لن تخرج بسهولة إن لم يساهم رجال الدين في غسل هذه الأفكار الهدامة والضارة عبر اعتماد آلية جديدة للدعوة الدينية عمادها تعزيز الانتماء الراسخ للوطن والعمل الجاد والمخلص والدؤوب في سبيل النهوض به في كل المجالات.
ودعاهم إلى ضرورة الارتقاء بالخطاب الديني تحت “عنوان الحمد لله رب العالمين”، وترقية فكر الجامع إلى مستوى فكر الجامعة والمستويات الفكرية والثقافية لجيل الشباب اليوم بهدف الحفاظ عليهم وكسبهم واستثمار طاقاتهم وإمكاناتهم بدلاً من فقدانهم نتيجة تأثرهم بالأفكار والسلوكيات والتوجهات المحيطة بهم ومن بينها وسائل الاتصالات الحديثة وغيرها.
وخاطب الدكتور حسون علماء الدين الإسلامي قائلا “إن رسالتكم هي أشرف رسالة في الكون لأنكم ورثة الأنبياء وتحملون رسالة الدعوة إلى عبادة وطاعة الله تعالى”، محذراً من تسييس الدين الذي يفترض أن يكون منهج عبادة وطاعة لله على النقيض من السياسة التي هي منهج حكم.
ودعا حسون إلى ضرورة أن يكون الخطاب الديني في المسجد محيطاً وملماً ليس فقط بأمور الدين فحسب بل في مجمل القضايا الاجتماعية والاقتصادية وأوضاع الشباب وتطلعاتهم والسوق والمدرسة والحي لكي يكون قادراً على الوصول إلى عقل وفكر أبناء المجتمع والتأثير فيه بشكل ايجابي وفاعل.
واستعرض الأحداث والحرب الارهابية الظالمة على سورية وآخر مستجداتها التي تؤكد حتمية انتصار سورية على أعدائها والمتآمرين عليها، مشيراً إلى أن حماة كانت محمية بحماية إلهية خاصة من الانزلاق في آتون الفتنة التي ألمت ببعض مناطق سورية نتيجة وعي أهلها وحسهم الوطني العالي، بالإضافة إلى دور ومساهمة رجال الدين في زيادة هذا الوعي وإطفاء نار الفتنة ودرئها، داعياً إلى البدء بمرحلة الإعمار والبناء كما تم البدء والعمل خلال الازمة بمرحلة الصمود والتصدي في وجه الفتنة.
وخلال لقائه فعاليات حماة وسلمية حيا سماحة المفتي أهالي مدينتي حماة وسلمية الشرفاء الذين صانوا بلدهم وحموه من المؤامرات والاعتداءات بانتمائهم الراسخ والمتجذر إليه واستعداداهم المطلق للذود عن حماه خلف جيشهم الباسل وقيادتهم الحكمية والشجاعة.
وقال سماحة المفتي إن “صمود أهل حماة وسلمية وتصميمهم على مواجهة الإرهاب والإرهابيين طيلة السنوات السبع الماضية أفشل كل المخططات والمؤامرات والاعتداءات التي يحيكها ويشنها قوى الغرب الاستعماري ومن يدور في فلكها من بعض أنظمة الدول العربي ومشيخات الخليج” .
وأشار إلى أنه تم التركيز خلال الفترة الماضية على العبادات وإهمال لقيم الخير والفضيلة والأخلاق والفضائل الحميدة التي ينبغي ضرورة إحيائها وتفعيلها وتعزيزها في نفوس ووجدان أبناء الوطن وبخاصة خلال هذه الفترة التي تخرج سورية من محنتها إلى منحتها، داعياً جميع أهالي المحافظة إلى أن يدلوا كل منهم بدلوه في عملية بناء سورية المدنية التي يشارك فيها جميع أبنائها الشرفاء بكل طوائفهم وأطيافهم مع توسيع نطاق المصالحات الأهلية وعودة المواطنين إلى قراهم وبلداتهم ومنازلهم والمشاركة في بناء مجتمعاهم ووطنهم .
محمد خبازي – الوطن اون لاين