المقداد خلال الاجتماع المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية: سورية لا تساوم على استقلالها وكرامتها
أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، اليوم الخميس، أن سورية ورغم الإجراءات القسرية والحصار الاقتصادي تواصل العمل على عودة المهجرين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم بعد أن هيأت الظروف اللازمة لذلك.
وفي كلمته خلال الاجتماع المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية، قال المقداد: “إن وزارة الخارجية والسفارات تتلقى يومياً عشرات الطلبات من اللاجئين ممن يريدون التأكد من شمولهم بمرسوم العفو بهدف العودة إلى وطنهم”، مشيراً إلى أن الدول الغربية تمنع عودة هؤلاء المهجرين وتشجعهم على البقاء خارج وطنهم لشن حملات إعلامية رخيصة ضد الدولة السورية وتحميلها مسؤولية عدم عودة المهجرين بذريعة أنها لم تقم بتهيئة الظروف المناسبة لهذه العودة.
وشدد المقداد على أن سورية عندما تدافع عن أرضها وشعبها فإنها تدافع أيضاً عن القيم الإنسانية حيث كانت على الدوام مهداً للإنسانية إلا أن الدول الغربية بعيدة كل البعد عن ممارسة هذا البعد الإنساني في سياساتها حيث مارست الاستعمار بأبشع أنواعه وتمارس الآن الاستغلال السياسي والاقتصادي بكل معانيه.
ولفت المقداد إلى أن الغرب المتوحش لم يقل كلمة واحدة في إدانة العدوان الإسرائيلي الأخير الذي أخرج مطار دمشق الدولي من الخدمة ومنع عشرات آلاف المواطنين من استخدام إحدى وسائل التنقل داخلياً وخارجياً ولم يكتف بذلك فهنالك أيضاً طائرة للأمم المتحدة الآن في مطار دمشق الدولي غير قادرة على الإقلاع ومغادرة المطار للقيام بالعمل الإنساني للأمم المتحدة وهي قابعة هناك إضافة إلى طيران آخر بانتظار ترميم ما دمره العدوان الإسرائيلي.
وقال المقداد: إن الدمار الذي حصل في سورية والمعاناة التي طالت جميع مواطنيها في لقمة عيشهم ما كانت لتتم لولا الدعم الغربي الكامل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وآخرين في الاتحاد الأوروبي لافتاً إلى أن أي مؤتمر يعقد حول سورية دون مشاركة حكومتها هو نفاق ومتاجرة بمعاناة الشعب السوري الناجمة عن الإرهاب الذي دعمه الغرب مبيناً أن الأموال التي تخصص خلال هذه المؤتمرات ولا سيما ما يسمى (مؤتمر بروكسل) تذهب إلى الإرهابيين الذي يواصلون استهداف الشعب السوري والبنى التحتية.
وأكد المقداد أن سورية لا تساوم على استقلالها وكرامتها ومواقفها المبدئية ودورها الفعال في المنطقة وفي العالم وهي كانت دائماً صوت الحق وصوت النضال الحقيقي من أجل نصرة كل شعوب العالم ولهذا تم استهدافها عبر حرب إرهابية متواصلة منذ أكثر من 11 عاماً لأن أعداءها لم يعودوا يطيقون سماع مواقف في المحافل الدولية تختلف عن رأيهم وعن محاولاتهم للهيمنة على عالم اليوم.
وشدد المقداد على أن الاحتلال التركي في شمال غرب سورية يتحالف مع الاحتلال الإسرائيلي في جنوبها والاحتلال الأمريكي في مخيم الركبان وفي شمال شرق سورية وهؤلاء يتناغمون في ارتكاب الاعتداءات المتكررة التي يراد منها دفع المواطن السوري إلى مغادرة وطنه واللجوء مؤكداً أنه لن يكون للميليشيات التي فقدت ولاءها الوطني وتستقوي بالأمريكي أي مستقبل على الأراضي السورية وعليهم أن يعودوا إلى رشدهم وأن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من نضال الشعب السوري لإنهاء الاحتلال الأمريكي لأرضنا.
وأشار المقداد إلى أن التصريحات الرخيصة لرئيس النظام التركي حول إنشاء ما تسمى (منطقة آمنة) في شمال سورية تكشف الألاعيب العدوانية التي يرسمها هذا النظام ضد سورية ووحدة أرضها وشعبها مبيناً أن هذه المنطقة التي يريدها أردوغان هي لتوطين الإرهابيين الذين دربهم وعلى جميع الدول ألا تدعم أطماعه الاستعمارية التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وجدد المقداد وقوف سورية إلى جانب الاصدقاء الروس في موقفهم للدفاع عن العدالة والحق في منطقة دونباس وفي الدفاع عن أمن روسيا القومي مبيناً أن هذا الموقف أعطى أملاً كبيراً لشعوب العالم في أننا نسير بحق نحو غد مشرق للإنسانية بعيداً عن التحكم الغربي الجشع والمتوحش في عالم اليوم ليستمر في تجاهل حقوق الشعوب.
وشدد المقداد على أن ما تقوم به روسيا الآن هو دفاع عن ميثاق الأمم المتحدة وعن حقوق الشعوب المضطهدة والمستعمرة والبشرية كلها لأن الغرب يريد مواصلة سيطرته على العالم ولا يريد لأي قوة أخرى أن يكون لها دور في مواجهة أطماعه الجيوسياسية التي تفسر بشكل عميق مواقفه تجاه ما يجري في عالم اليوم من حشد غير مسبوق في مواجهة روسيا وسورية ودول أخرى ومن وقوفه في وجه تطلعات الشعوب وحقوقها بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه.
وبين المقداد أن مواصلة الولايات المتحدة التحريض والكذب والتضليل لم تعد تنطلي على شعوب العالم التي بدأت تدرك أن الوقوف إلى جانب الحق الذي تدافع عنه سورية وروسيا هو الموقف المشرف الذي يعني التزاماً مطلقاً من قبل البشرية بآليات الأمم المتحدة التي أن طبقت فإنها ستزرع العدل في جميع أنحاء العالم لكننا نرى الاحتيال حتى على ميثاق الأمم المتحدة ومخالفاته واختراع أفكار جديدة حول حق التدخل وحول محاربة الدول بذريعة الديمقراطية بينما ترتعش الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عندما يطرح موضوع الديمقراطية في العلاقات الدولية ولا يريدون سماعه فهم يريدون الديمقراطية التي تلبي مصالحهم الاستعمارية وجشعهم واستغلالهم لشعوب العالم الأخرى.
المصدر: وزارة الخارجية