قال مصدر قيادي في وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية: إن مدينة عفرين ضاعفت «الهلوسات» المرضية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي حلم و«أمل» باجتياحها بعدما غدت شوكة في حلق نظامه، تفرض عليه تصريحات تخالف الواقع على الأرض.
وبين المصدر لـ«الوطن» أن أردوغان ومسؤولي نظامه ووسائل إعلامه تحدثت أكثر من مرة عن اكتمال فرض طوق على عفرين ثم «شطوا في خيالهم» ليأملوا دخول المدينة وكأنهم في نزهة، وغفلوا عن الصمود الأسطوري لأهلها والمدافعين عنها في وجه الطغاة المحتلين.
وكان أردوغان أعرب عن أمله خلال لقائه ممثلي المخاتير في المجمع الرئاسي بأنقرة في أن تتمكن قوات «غصن الزيتون» من دخول عفرين «مساء اليوم (أمس) على أبعد تقدير».
ودفعت خيبة الأمل التركية، بعد 57 يوماً من بدء العملية العسكرية التركية، جيش احتلالها إلى قصف حاجز عن طريق غارة جوية، لـ«القوات الشعبية» الرديفة للجيش العربي السوري قرب معبر للنازحين في بلدة كيمار إلى الشمال الغربي من عفرين تسببت باستشهاد 8 من القوات، الأمر الذي قد يصعد الموقف بين الطرفين مع استمرار الجيش التركي باستهداف مواقع القوات، خارج مناطق الاشتباك مع «حماية الشعب».
وتشير الأنباء الواردة من عفرين أن هدف عملية «غصن الزيتون» هو التركيز راهناً على إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين الذين نزحوا إليها قبلاً بهدف فرض واقع ديموغرافي يتيح لهم التحكم في المنطقة لفترة طويلة في حال إتمام السيطرة عليها.
وبينت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن الجيش التركي يستبق إكمال الطوق على مدينة عفرين باستخدام القوة النارية بشكل عنيف لترويع الأهالي وإرغامهم على مغادرة منازلهم نحو بلدتي نبل والزهراء عبر معبر الزيارة، مع إبقاء طريق النجاة الوحيد مفتوحاً لتهجير أكبر عدد منهم في حين يتم استهداف الطرق التي ينزح منها الأهالي من قرى عفرين باتجاه مركز المدينة، وهو ما بدا أنه يتحقق على الرغم من إصرار شريحة لا بأس بها على البقاء في أرضها مهما بلغ حجم الهمجية التركية.
وقدرت المصادر عدد الذين تمكنوا من الفرار من المدينة والقرى المحيطة بها، خصوصاً الواقعة إلى الغرب منها، بحوالي 350 ألفاً، وتوقعت المصادر أن يرتفع رقم المهجرين كثيراً مع ازدياد حدة المعارك وقطع الطريق الواصل بين عفرين ومعبر الزيارة نارياً من الجيش التركي وفتحه في أوقات محددة لإجبار السكان على الهرب جماعات مع اقترابه مع مرتزقته من مركز مدينة عفرين وسيطرته على القرى المحيطة تباعاً.
واشتكى الأهالي في حديثهم لـ«الوطن» من تخلي المنظمات الدولية الإنسانية والإغاثية، التي يفترض أن تساعدهم في محنة نزوحهم، عنهم ليفترشوا الطرقات من دون مأوى أو طعام باستثناء ما يقدمه لهم السكان المحليون في مناطق تهجيرهم الجديدة والمؤقتة.
حلب – الوطن