أخبار كأس العالم

النسخة الثانية والعشرون لكأس العالم تتكلم لغة الضاد … المجموعة الأولى.. أفضلية الطواحين ظاهرة وقطر تخشى مصير جنوب إفريقيا

نمضي اليوم مع منتخبات المجموعة الأولى بعد أن تناولنا أمس رحلة التصفيات وأبرز أرقامها، واللافت في منتخبات هذه المجموعة غياب البطل، وتبدو الأفضلية النظرية واضحة لمنتخب الطواحين وصيف البطل ثلاث مرات، وكل أمنيات الدولة المستضيفة تجاوز دور المجموعات وتجنب مصير منتخب جنوب إفريقيا الذي يعد حتى اليوم المنتخب المستضيف الوحيد الذي لم يتجاوز دور المجموعات.

قطر.. نعمة الاستضافة أدخلتها التاريخ

منتخب قطر للشباب أبهر العالم في نسخة 1981 على الأراضي الأسترالية عندما لعب المباراة النهائية وخسر أمام ألمانيا الغربية برباعية نظيفة بعد تجاوز الإنكليز بنصف النهائي 2/1 والبرازيل بربع النهائي 3/2 وفي دور المجموعات غلب بولندا 1/صفر وتعادل مع الولايات المتحدة 1/1 وخسر أمام الأورغواي بهدف، ولاعبو قطر يومها بخلاف الهداف المبدع منصور مفتاح والحارس محمد وفا اللذين كانا متقدمين بالعمر، هم الأساس في تعريف العالم بالكرة القطرية أمثال يونس أحمد وعادل مال الله وبدر بلال وخالد سلمان وإبراهيم خلفان وعلي زيد وعيسى أحمد وغيرهم.

وينظر الكثيرون بحياد على أن الاستضافة سبيل قطر للمشاركة في كأس العالم وهذا منطقي بوجود عمالقة يصعب ترويضهم في القارة الصفراء، ولكن الحقيقة التي لا يتطرق إليها الشك أن منتخب قطر اليوم غيره أمس.

فهو بطل القارة الآسيوية بجدارة وحقق خلال رحلة التتويج الأخيرة 2019 أرقاماً مذهلة يُحسد عليها، ما يعني أنه لو شارك في التصفيات لربما عبر هذه المرة والله أعلم.

ففي رحلة التتويج الظافرة بكأس آسيا فاز في المباريات السبع مسجلاً 19 هدفاً مقابل هدف وحيد بمرماه، وكانت نتائجه الفوز على لبنان 2/صفر وعلى كوريا الديمقراطية 6/صفر وعلى السعودية 2/صفر وعلى العراق ثم كوريا الجنوبية 1/صفر وعلى الإمارات 4/صفر وأخيراً على اليابان بثلاثة أهداف لهدف.

ولكنه في بروفة المونديال كأس العرب التي استضافها العام المنصرم بتوقيت كأس العالم خرج من نصف النهائي أمام الجزائر بهدف لاثنين قبل أن يحرز المركز الثالث بركلات الترجيح على حساب مصر بعد التعادل السلبي، وكان قد بدأ بأربعة انتصارات على البحرين 1/صفر وعُمان 2/1 والعراق 3/صفر وفي ربع النهائي اكتسح الإمارات 5/صفر.

التصفيات كلها للنسيان

العنابي بدأ مشواره في التصفيات المونديالية منذ مونديال الأرجنتين 1978 وجاء ثالث ثلاثة بعد الكويت والبحرين.

وفي تصفيات 1982 جاء ثالث خمسة بعد السعودية والعراق وقبل البحرين وسورية.

وفي تصفيات 1986 جاء ثاني مجموعته بعد العراق يوم خسر أمام العراق في الهند عندما كان بحاجة للتعادل، ويحسب له أنه هزم العراق التي مثّلت عرب آسيا في ذاك المونديال 3/صفر بعد أداء بطولي يومها.

وفي تصفيات 1990 تقدم خطوة جادة نحو الأمام بعدما انتزع بطاقة التأهل في الدور الأول من فم أبناء الرافدين بعقر دارهم بعد التعادل 2/2، ولكن في الدور الحاسم كانت الأفضلية لكوريا الجنوبية والإمارات، والأخيرة تأهلت بفارق نقطة عن العنابي وجاءت الصين رابعة والسعودية خامسة وكوريا الشمالية سادسة، وكانت القارة مخصصة بمقعدين، واللافت أنها خاضت 11 مباراة في تلك التصفيات وخسرت مباراة واحدة مقابل أربعة انتصارات وستة تعادلات.

وفي تصفيات 1994 جاء ثاني مجموعته في التصفيات الأولية خلف كوريا الشمالية وقبل إندونيسيا وفيتنام وسنغافورة وخرج مبكراً.

وفي تصفيات 1998 تصدر مجموعته في المرحلة الأولى التي ضمته إلى جوار سيرلانكا والهند والفلبين، وفي التصفيات النهائية جاء رابع مجموعته خلف السعودية وإيران والصين، وقبل الكويت.

وفي تصفيات 2002 تكررت الحكاية فتصدر العنابي مجموعته في التصفيات الأولية على حساب فلسطين وماليزيا وهونغ كونغ ثم جاء رابع مجموعته الحاسمة خلف الصين والإمارات وأوزبكستان وقبل عُمان.

وفي تصفيات 2006 خرج من المرحلة الأولى بحلوله ثالث مجموعته وراء إيران والأردن وقبل لاوس.

وفي تصفيات 2010 تجاوز سيرلانكا 1/صفر و5/صفر في الدور الأول، ليدخل غمار دور المجموعات ويتأهل بصحبة أستراليا متفوقاً على العراق والصين، ولكنه في مرحلة الحسم استسلم لقدره وحلّ رابع مجموعته بعد أستراليا واليابان والبحرين وقبل أوزبكستان.

وفي تصفيات 2014 غلب فيتنام 3/صفر وخسر بهدف لاثنين في الدور الثاني، ثم تجاوز دور المجموعات الأول بصحبة إيران على حساب البحرين وإندونيسيا، وفي الدور الحاسم جاء رابع مجموعته خلف إيران وكوريا الجنوبية وأوزبكستان وقبل لبنان.

وفي تصفيات 2018 تصدر مجموعته في المرحلة الأولى على حساب الصين وهونغ كونغ والمالديف وبوتان، ولكنه في مجموعة الذهاب لروسيا تذيل المجموعة الأولى خلف إيران وكوريا الجنوبية وسورية وأوزبكستان والصين.

ولم يخطر ببال أحد أنه بعد خمسة عشر شهراً من خروجه أحرز الكأس القارية بجدارة منقطعة النظير.

منتخب قطر يحضر في النهائيات للمرة الأولى ليكون الضيف الثمانين على المونديال.

عميد لاعبيه حسن الهيدوس بـ169 مباراة دولية وهدافه التاريخي منصور مفتاح بـ48 هدفاً.

الإكوادور.. قوة التصفيات هل تنعكس في النهائيات؟

تأخر حضور منتخب الإكوادور في نهائيات كأس العالم حتى الألفية الجديدة خلال المونديال الآسيوي 2002 ليكون تاسع منتخبات الكونميبول ظهوراً في الكرنفال بعد البرازيل والأرجنتين والأورغواي وتشيلي وبوليفيا والبيرو والبارغواي وكولومبيا، وقبل فنزويلا الذي يعد المنتخب الوحيد من منتخبات أميركا الجنوبية الذي لم يصل لكأس العالم.

الظهور الإكوادوري في المحفل العالمي حدث ثلاث مرات جميعها في الألفية الثالثة والقاسم المشترك فيها تسجيل فوز واحد على الأقل في كل نسخة فضلاً عن امتياز عبور دور المجموعات خلال نسخة 2006.

ومن مفارقات تلك النسخة أن الفوز الأعلى للإكوادور في كأس العالم كان على حساب كوستاريكا 3/صفر، والخسارة الأثقل جاءت بعد خمسة أيام أمام ألمانيا بالنتيجة ذاتها بعد ضمانها عبور دور المجموعات.

ففي المونديال الآسيوي 2002 كانت البداية بحلوله ثاني القارة في التصفيات خلف الأرجنتين برصيد 31 نقطة.

وفي النهائيات خسر أمام إيطاليا بهدفين وأمام المكسيك بهدف لاثنين وغلب كرواتيا بهدف وغادرا معاً، ما يعني أنه سجل وحقق الفوز في الظهور الأول، ويبقى تجاوز البرازيل في التصفيات وهي التي حققت اللقب لاحقاً إنجازاً لافتاً حيث خسر في البرازيل 2/3 وفاز في الإكوادور بهدف نظيف.

وبعد أربع سنوات في ألمانيا جدد الإكوادوريون الحضور بعدما احتلوا ثالث القارة في التصفيات بحصدهم 28 نقطة، وبدؤوا الكرنفال بالفوز على بولندا 2/صفر ثم على كوستاريكا 3/صفر ضامنين التأهل المبكر لتأتي الخسارة أمام المضيف الألماني على صدارة المجموعة صفر/3 ثم خرجوا من دور الستة عشر بالخسارة أمام منتخب إنكلترا المتخم بنجوم البريميرليغ بهدف دون رد.

الحضور الثالث كان في البرازيل 2014 وودّع منتخب الإكوادور من دور المجموعات بعد الخسارة أمام سويسرا بهدف لاثنين والفوز على هندوراس بالنتيجة ذاتها والتعادل السلبي مع فرنسا، وكانت رحلته في التصفيات تلك قد عرفت جمعه 25 نقطة في المركز الرابع من تسعة منتخبات وراء الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي.

سنوات الإخفاق

رحلة المشاركة في التصفيات بدأت منذ عام 1962 ولم يغب منذ ذاك التاريخ عن أي تصفيات ولاعبها إيفان هورتادو الأكثر خوضاً للمباريات في التصفيات تاريخياً بـ73 مباراة.

في التجربة الأولى حينها تعرض لخسارتين ثقيلتين أمام الأرجنتين 3/6 وصفر/5.

وفي تصفيات 1966 اقترب من التأهل لكنه خسر المباراة الفاصلة أمام تشيلي ثالث العالم وقتها لحساب المجموعة الثانية بهدف لاثنين وتلك كانت أفضل محاولاته التي لم تثمر خلال الألفية الثانية.

وفي تصفيات 1970 تذيل مجموعته بتعادل وثلاث هزائم ليحل وراء الأورغواي وتشيلي عندما كان التأهل لفارس المجموعة فقط.

وفي تصفيات 1974 تذيل مجموعته أيضاً بتعادلين وخسارتين خلف الأورغواي وكولومبيا عندما كان المطلوب منتخباً واحداً أيضاً.

وفي تصفيات 1978 اكتفى بتعادل وثلاث خسارات ليحل أخيراً خلف البيرو وتشيلي جاراً ذيول الخيبة.

وفي تصفيات 1982 حقق فوزاً وتعادلاً مقابل خسارتين وجاء ثانياً فذهبت البطاقة لتشيلي والمركز الأخير للبارغواي.

وفي تصفيات 1986 جاء ثالث ثلاثة وراء الأورغواي وتشيلي مكتفياً بتعادل وثلاث هزائم.

وفي تصفيات 1990 بقي في المركز الأخير خلف كولومبيا والبارغواي بفوز على البارغواي وتعادل مع كولومبيا وخسارتين أمام كولومبيا والبارغواي.

وفي تصفيات 1994 تغير نظام التصفيات فوزعت المنتخبات لمجموعتين فخاض ثماني مباريات اكتفى من خلالها بفوز مقابل ثلاثة تعادلات أولها مع البرازيل وأربع هزائم محتلاً المركز الرابع من خمسة وراء البرازيل وبوليفيا والأورغواي وقبل فنزويلا.

وفي تصفيات 1998 بدأ ماراثون التصفيات بشكله الحالي واحتل المركز السادس من تسعة منتخبات نظراً لتأهل البرازيل أوتوماتيكياً كحامل للقب محققاً ستة انتصارات مقابل ثلاثة تعادلات وسبع هزائم.

وفي تصفيات 2010 احتل المركز السادس من عشرة وجمع 23 نقطة.

وفي تصفيات 2018 جمع 20 نقطة ولم يتأهل باحتلاله المركز الثامن من عشرة.

وفي تصفيات 2022 احتل المركز الرابع من عشرة وتأهل بجمعه 26 نقطة متجنباً خوض الملحق، وسرت شائعات حول مشاركة لاعب مخالف وإمكانية الإقصاء ولكن ذلك كان زوبعة في فنجان ليس إلا.

شاركت الإكوادور ثلاث مرات في النهائيات خاضت خلالها عشر مباريات ففازت بأربع مباريات مقابل تعادل وخمس خسارات والأهداف 10 لها و11 بمرماها.

عميد لاعبيها إيفان هورتادو بـ168 مباراة دولية وهدافها التاريخي إينير فالنسيا برصيد 35 هدفاً.

السنغال.. جيل ذهبي أهدافه بعيدة

منتخب السنغال مرّ عليه جيلان استثنائيان وكل منهما قاده لمصاف العالمية.

الأول مطلع الألفية الثالثة واستطاع خوض نهائي القارة وعاندته ركلات الترجيح عام 2002 أمام الكاميرون، وهو العام الذي احتفل فيه السنغاليون ببلوغ النهائيات المونديالية مع هنري كامارا والحاجي ضيوف وبوبا ديوب وساليف دياو وغيرهم تحت قيادة المدرب برونو ميتسو، واللافت وقتها تجاوز منتخبات عملاقة سبقته للظهور المونديالي أمثال المغرب ومصر والجزائر.

والجيل الثاني الذي نحن بحضرته واستطاع بلوغ النهائيات العالمية 2018 و2022، ما يعني أنه تميّز عن الجيل الأول بالاستمرارية، إذ خاض نهائي القارة مرتين متتاليتين فأخفق أمام الجزائر 2019 واحتفل أمام مصر في شباط الماضي بفضل ميندي ومانيه وكوليبالي وإدريسا غاي وإسماعيلا سار وغيرهم تحت قيادة المدرب أليو سيسيه، ولا أحد يطعن بالاستحقاق لكونه أهدر ركلة جزاء في مستهل المباراة النهائية سددها ساديو مانيه، وسيسيه ثاني مدرب في القارة السمراء يحضر في المونديال بصفة لاعب ومدرب بعد النيجيري ستيفان كيشي الذي حضر لاعباً 1994 ومدرباً 2014.

منتخب أسود التيرانغا وهو لقب يعتز به السنغاليون بلغ مونديال 2002 ووصل لربع النهائي يوم خرج أمام تركيا بالهدف الذهبي بعدما أبعد السويد بالهدف الذهبي في المباراة التي انتهت بهدفين لهدف، وكان في دور المجموعات فاز على فرنسا افتتاحاً 1/صفر وتعادل مع الدانمارك والأورغواي 1/1 و3/3 على التوالي.

ومباراة التعادل الأخير جعلته أحد أربعة منتخبات تتقدم بفارق ثلاثة أهداف مونديالياً ولم تفز إضافة لسويسرا والاتحاد السوفييتي وكوريا الشمالية.

وفي مونديال 2018 باعدت البطاقات الملونة بينه وبين الدور الثاني بعد التساوي مع اليابان في كل شيء، 2/2 وهذا لم يحدث إلا معه عبر تاريخ المونديال، وكانت نتائجه الفوز على بولندا 2/1 والتعادل مع اليابان 2/2 والخسارة أمام كولومبيا بهدف يتيم.

وها هو يصل للمرة الثالثة لصفوة منتخبات الكون مزهواً بثوب بطل القارة السمراء بعدما أذاق مصر حسرتين، الأولى في نهائي القارة والثانية على بطاقة المونديال، والمرتان بفارق ركلات الأعصاب الترجيحية، ويا له من تفوق لساديو مانيه على محمد صلاح وهذا مهم من الناحية المعنوية في خضم المقارنة بينهما طوال اجتماعهما في صفوف ليفربول قبل توجه مانيه لخوض تجربة جديدة في البايرن!

المنتخب السنغالي هو الوحيد الذي لم يعرف إلا لغة الفوز في المباراة الأولى بين المنتخبات التي شاركت في أكثر من نسخة.

واللافت أن انتصاراته المونديالية جاءت بفارق هدف وهزائمه كانت كذلك ويشاركه هذه الميزة منتخب النرويج الذي شارك ثلاث مرات ومنتخب ويلز الذي شارك مرة واحدة.

إخفاقات التصفيات

وبالعودة إلى إخفاقات التصفيات فقد بدأت الحكاية ضمن تصفيات 1970 يوم خرج من الخطوة الأولى على يد المغرب في مباراة فاصلة بعد تبادلهما الفوز.

وفي تصفيات 1974 خرج على يد المغرب أيضاً بعد التعادل صفر/صفر والخسارة بهدف لاثنين.

وفي تصفيات 1978 خرج على يد توغو بالتعادل صفر/صفر بعد الخسارة بهدف، وتكرر المشهد بالطريقة ذاتها أمام المغرب في تصفيات 1982.

وفي تصفيات 1986 تبادل الفوز مع أنغولا بهدف فكتبت ركلات الترجيح النهاية السنغالية، ثم غاب عن تصفيات مونديال 1990 لتأتي تصفيات 1994 حاملة معها خبر تجاوز الدور الأول للمرة الأولى.

فحينها تجاوز المرحلة الأولى ولكنه لم يصمد في الدور النهائي فخسر مرتين أمام المغرب واكتفى بنقطة من مواجهتي زامبيا، وكأن المغرب العقبة الكأداء في طريق تطلعاته.

وحملت تصفيات 1998 إعادة للذكريات السيئة أمام توغو بعد عشرين عاماً ففازت توغو بأرضها وبين جمهورها 2/1 وتعادلا في السنغال 1/1.

وفي تصفيات 2006 حصلت المفاجأة عندما تصدرت توغو مجموعتها وتأهلت بوجود الكونغو وزامبيا ومالي وليبيريا، والمنعطف فوز توغو ذهاباً 3/1 والتعادل إياباً 2/2 لتكون توغو بمنزلة المغرب.

وفي تصفيات 2010 خرجت من المرحلة الثانية بحلولها خلف الجزائر وغامبيا وقبل ليبيريا.

والإخفاق الأخير كان في تصفيات مونديال 2014 أمام ساحل العاج في الخطوة الأخيرة يوم فاز الأفيال بثلاثة أهداف لهدف وتعادلا إياباً بهدف لمثله.

شاركت مرتين من قبل ولعبت 8 مباريات ففازت بثلاث وتعادلت بثلاث وخسرت اثنتين والأهداف 11 لها و10 بمرماها.

عميد لاعبيها هنري كامارا برصيد 99 مباراة، هدافها التاريخي ساديو مانيه برصيد 34 هدفاً.

هولندا.. كرة شاملة ينقصها الحظ

منتخب هولندا ذائع الصيت مونديالياً.. قدّم نموذجاً للكرة الشاملة متحفاً العالم بنجوم أسروا العقول والقلوب، ولكن الغصة غياب التتويج لسوء الطالع، فخسر النهائي ثلاث مرات بعد أداء بطولي استحق التصفيق، واللافت أنه شاهد المونديال 11 مرة، مقابل الحضور في عشر نسخ، وميزة المنتخب الهولندي أنه تجاوز دور المجموعات في كل النسخ التي حضر بها، إذا وضعنا جانباً مونديالي 1934 و1938 اللذين أقيما وفق نظام خروج المغلوب، والغيابات كانت وفق التالي:

في النسخة الأولى 1930 رفض الاشتراك تضامناً مع القوى الأوروبية العظمى.

والغياب الأطول كان في ست نسخ متتالية بداية من 1950 وحتى 1970، ففي تصفيات 1950 و1954 لم يشارك، وعجز عن العبور 1958 بحلوله ثانياً خلف النمسا وقبل لوكسمبورغ.

وفي تصفيات 1962 سبقته المجر وسبق ألمانيا الشرقية.

وفي تصفيات 1966 جاء ثالث مجموعته خلف سويسرا وإيرلندا الشمالية وقبل ألبانيا.

وفي تصفيات 1970 جاء وراء بلغاريا وبولندا وقبل لوكسمبورغ.

ثم جاء الغياب 1982 و1986 على نحو غير متوقع بعد الظهور المتتالي أوروبياً وقارياً بداية من مونديال 1974.

ففي تصفيات 1982 جاء رابع مجموعته خلف بلجيكا وفرنسا وإيرلندا وقبل قبرص.

وفي تمهيديات 1986 جاء ثاني مجموعته خلف المجر وقبل النمسا وقبرص فخاض الملحق أمام بلجيكا وخرج بأفضلية التسجيل بأرض الخصم صفر/1 و2/1.

وخلال الألفية الثالثة فاته قطار الظهور 2002 و2018 بشكل غير متوقع ألبتة وفي المرتين بلغ نصف نهائي المونديال الذي سبقه.

ففي إقصائيات 2002 حلّ ثالث مجموعته خلف البرتغال وإيرلندا وقبل إستونيا وقبرص وأندورا.

وفي تصفيات 2018 جاء ثالث مجموعته بعد فرنسا والسويد وقبل بلغاريا ولوكسمبورغ وبيلاروسيا.

مونديالات الظهور

ظهور الأورانج تراوح بين التألق لدرجة الإبهار والخروج من الخطوة الأولى، فعام 1934 خسر أمام سويسرا 2/3، وعام 1938 أحبطه التشيكوسلوفاكيون بثلاثية خلال التمديد بعد أول 90 دقيقة سلبية في المونديال.

وجاءت نسخة 1974 لتعلن ولادة الكرة الشاملة التي فتكت بزعامات اللاتين البرازيل 2/صفر والأرجنتين 4/صفر والأورغواي 2/صفر وبقية النتائج الفوز على بلغاريا 4/1 وألمانيا الشرقية 2/صفر والتعادل السلبي مع السويد، ولكن لوحة الموناليزا الجذابة شابها الرتوش الأخيرة في النهائي أمام الألمان الأقوياء المدعومين بعاملي الأرض والجمهور 1/2.

وتكرر المشهد 1978 يوم بلغ الطواحين المنقوصون من أيقونتهم كرويف النهائي، ولكن مؤازرة جماهير الأرجنتين وحماسة لاعبيها كانت أعظم خلال التمديد يوم رفض القائم كرة رينسنبرينك مع الثواني الأخيرة للوقت الأصلي، ويا له من قائم ظالم! ففازت الأرجنتين 3/1 والبداية الفوز على إيران 3/صفر والتعادل مع البيرو سلباً والخسارة أمام إسكتلندا 2/3 ثم الفوز على النمسا 5/1 والتعادل مع ألمانيا 2/2 والفوز على إيطاليا 2/1.

وجاء الطواحين لمونديال 1990 وهم أبطال القارة ولكن لغة الفوز غابت عنهم في أربع مباريات وتوقفت مسيرتهم عند دور الـ16 أمام عقدتهم الألمان 1/2 بعد التعادل مع مصر وإيرلندا 1/1 وبينهما مع الإنكليز سلباً.

وعام 1994 ودّعوا من ربع النهائي على يد البرازيل 2/3 بعد مباراة عالية الجودة استطاع خلالها الطواحين العودة بعد التأخر بهدفين ولكن ركلة حرة مباشرة من برانكو حسمت الموقف، وحينها فازوا على السعودية والمغرب 2/1 وبينهما الخسارة أمام بلجيكا بهدف وفي الدور الثاني تجاوزوا إيرلندا بهدفين.

وفي نسخة 1998 اقتربوا من خوض النهائي ولكن ركلات الترجيح ابتسمت للبرازيل بعد مباراة ندية انتهت 1/1 والمشوار يومها بدأ بالتعادل مع بلجيكا سلباً ثم الفوز على كوريا الجنوبية 5/1 والتعادل مع المكسيك 2/2 ثم الفوز على يوغسلافيا والأرجنتين 2/1 وفي المباراة الترتيبية فاز الكروات 2/1.

وفي 2006 بدوا عازمين على الإبحار ولكن البرتغاليين فازوا بهدف بعد مباراة مشحونة، وفي دور المجموعات فازوا على صربيا 1/صفر وعلى ساحل العاج 2/1 ثم التعادل السلبي مع الأرجنتين.

وفي جنوب إفريقيا 2010 اقتربوا من الريادة بعد ستة انتصارات مستحقة وهذا لم يحققوه في مونديال آخر، ولكن روبين لم يكن بيومه فبقي الماتادور بجو المباراة مطلقاً الضربة القاضية بهدف الرسام إينييستا، ووقتها فاز الأورانج على الدانمارك واليابان 2/صفر و1/صفر على التوالي وعلى الكاميرون وسلوفاكيا والبرازيل 2/1 توالياً وعلى الأورغواي 3/2.

وفي البرازيل 2014 باعدت ركلات الترجيح بينهم وبين النهائي بمواجهة تانغو ميسي بعد التعادل السلبي فحلّوا ثالثاً بتجاوز البرازيل 3/صفر، والبداية كانت بسحق إسبانيا 5/1 وأستراليا 3/2 وتشيلي 2/صفر والمكسيك 2/1 وكوستاريكا بالترجيح بعد التعادل السلبي.

شاركت في عشر بطولات وخاضت 50 مباراة ففازت بـ27 مقابل 12 تعادلاً و11 خسارة وسجلت 86 هدفاً مقابل 48 هدفاً بمرماها.

عميد لاعبيها ويسلي سنايدر بـ134 مباراة، وهدافها التاريخي فان بيرسي بـ50 هدفاً.

محمود قرقورا – الوطن أون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock