“النصرة” تبيّض صفحتها في إدلب على حساب شقيقها “داعش”!
أطلقت “جبهة النصرة”، التي غيرت اسمها حالياً إلى “جبهة فتح الشام” وتعد المكون الرئيسي لـ “هيئة تحرير الشام”، حملة دهم طالت عناصر وقيادات من شقيقها “داعش” في إدلب بحسب ادعاءاتها في مسعى لتحسين صورتها وتبييض صفحتها لدى تركيا التي ترددت أنباء عن نيتها مقاومة التدخل العسكري التركي في حال حدوثه في إدلب أخيراً.
وروجت “النصرة” أن حملتها التي بدأت الأحد تستهدف الثأر لضحايا التفجير الذي استهدف معهد لتحفيظ القرآن وجاءت بعد مراقبة طويلة لخلايا نائمة للتنظيم تنشط في الشمال السوري منها قوقازية تسعى لزعزعة الأمن في إدلب عبر تفجيرات واغتيالات.
وأكد مصدر إعلامي مقرب من إحدى ميليشيات “جيش الفتح” في إدلب لـ “الوطن أون لاين” أن حملة الاغتيالات والتفجيرات التي جرت في الأشهر الأخيرة لا علاقة لـ “داعش” بها وإنما أشعل فتيلها الصراع الدائر على النفوذ بين “النصرة” وأعوانها في “تحرير الشام” من جهة وبين “حركة أحرار الشام الإسلامية” وحلفائها من جهة أخرى، وسعّر نار الصراع الخلاف السعودي القطري المتصاعد.
وقال مراقبون لحملة “النصرة” ضد “داعش” في إدلب أن مجرياتها استعراضية في الدرجة الأولى ولا ترقى إلى مصاف استئصال عناصر التنظيم وقياداته التي قدمت لها تسهيلات وامتيازات مقابل القدوم إلى إدلب على خلفية الخسائر التي مني بها التنظيم على يد الجيش العربي السوري شرق حلب وفي البادية السورية.
وأشار المراقبون أن “النصرة” سيرت دوريات داخل مدن إدلب وسرمين وسراقب والدانا وسرمدا وألقت القبض على مجهولين ادعت أنهم تابعين لـ “داعش” فيما لم يصدر أي رد فعل عن التنظيم، ما يؤكد أن العملية عبارة عن مسرحية الهدف منها ذر الرماد في عيون الرأي العام والدول الداعمة لإرهاب فرع القاعدة في سورية.
وأفادت مصادر أهلية لـ “الوطن أون لاين” في ادلب أن عناصر من “تحرير الشام” طوقوا المدينة وانتشرت دورياتهم بكثافة داخلها وسيطروا على مواقع ادعوا أنها تابعة للتنظيم وتضم خلايا نائمة وانتحاريين على حين استمرت العملية خلال ليل الاثنين ولم ترد معلومات عن عدد الأفراد الذين تم اعتقالهم.
وبينت المصادر أن “أحرار الشام” استنفرت مع استقدام “النصرة” لحشود غفيرة إلى داخل المدن للقيام بالحملة خشية توجيه قواتها ضدها بعدما راجت أنباء عن عزم “النصرة” الاستيلاء على معاقل “الأحرار” ومقاومة أي تدخل للجيش التركي انطلاقاً من الحدود التركية مع إدلب حيث وجهت “النصرة” أرتال عسكرية إليها ولاسيما في محيط معبر باب الهوى الحدودي الذي يحظى بموقع استراتيجي مهم.
وكانت وكالة “إباء” الناطقة باسم “تحرير الشام” أعلنت أن الهيئة ألقت القبض على مسؤول خلايا “داعش” شمال إدلب المدعو أبو ابراهيم العراقي مع مرافقيه السبعة عدا عن مئة عنصر في مدينة إدلب يعملون لحساب التنظيم.
إدلب- الوطن أون لاين