العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

“النصرة” تنقل أبراج التوتر العالي من “M4” إلى تركيا.. فهل تنسحب منه؟

واصل تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي تفكيك أبراج التوتر العالي المتموضعة على طول الطريق الممتد من سراقب إلى جسر الشغور، والذي هو جزء من طريق عام حلب اللاذقية المعروف بـ “M4″، ثم نقلها إلى تركيا لبيعها كخردة حديد، ما دفع مراقبين إلى الاعتقاد بأن ما يحدث مقدمة للانسحاب من الطريق الدولية، بموجب “اتفاق موسكو” الروسي التركي في ٥ آذار الماضي.
وقالت مصادر أهلية في مدينة أريحا وبلدة كفرنبل، الواقعتين على الطريق السريع بين سراقب وجسر الشغور لـ”الوطن”: إن تنظيم “النصرة” فكك شبكة التوتر الكهربائي المنتشرة بالقرب وبمحاذاة الطريق وفي بعض قرى جبل الزاوية، ونقلت مكوناتها إلى شمال المحافظة ومنها إلى الداخل التركي بعد بيعها لتجار أتراك سبق وأن اشتروا منه مسروقات عائدة للقطاع العام أبرزها سكة حديد حلب اللاذقية ومحطة زيزون لتوليد الكهرباء في سهل الغاب الشمالي الغربي.
مراقبون للوضع في آخر منطقة لخفض التصعيد في إدلب رأوا في تصريحات لـ “الوطن” أن سرقة الفرع السوري لتنظيم القاعدة منظومة الكهرباء وبنيتها التحتية، وبالتحديد على طريق “M4″، مؤشر على أنه بصدد مغادرة الطريق وحرمه المعروف بـ “الشريط الآمن” الذي نص عليه “اتفاق موسكو”، عاجلا أو آجلا جراء ضغط روسيا على تركيا لتطبيق بنوده خلال جدول زمني محدد وليس مفتوحا كما جرى في “اتفاق سوتشي” الموقع بين رئيسي البلدين في ١٧ أيلول ٢٠١٨ دون أن ترى بنوده طريقها إلى النور جراء مماطلة النظام التركي وتعنته قبل أن يغيّر الجيش العربي السوري معطيات الميدان لصالحه من خلال عمليته العسكرية الأخيرة، والتي استعاد من خلالها السيطرة على طريق عام حلب – حماة بكامله.
المراقبون رجحوا انسحاب “النصرة” من طريق عام حلب اللاذقية لوضعه في الخدمة أمام حركة المرور، بإشارتهم إلى تفكيك التنظيم أنابيب النفط وسكة القطار المارة شرق الطريق الدولي حلب – حماة قبل اندحاره من “منطقة شرق السكة”، وكذلك سرقة المحولات الكهربائية من أرياف معرة النعمان قبل خسارته اياها مطلع العام الجاري لصالح الجيش السوري.
لكن المراقبون لفتوا أيضا إلى أنه سبق لـ “النصرة” والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به، وكذلك للميليشيات الموالية لتركيا في ادلب، تفكيك وسرقة سكة القطار المتجهة من ريف حلب الغربي إلى جسر الشغور ومحطة زيزون الكهربائية ومعامل إدلب مثل معمل الغزل والنسيج، وذلك خلال عامي ٢٠١٦ و٢٠١٧، في صراعهم فيما بينهم على “الغنائم” وان لم يفكروا بالانسحاب من تلك المناطق التي تحوي البنية التحتية الطرقية والكهربائية والصناعية، بدليل الخلاف الكبير الذي نشأ بين “النصرة” وتنظيم “حراس الدين” الموالي لتنظيم القاعدة بسبب سرقة الأخير أبراج كهربائية قرب جسر الشغور في كانون الأول الماضي.

الوطن – خالد زنكلو

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock