«النصرة» يصعّد في «خفض التصعيد» لـ«فرملة» تقارب أنقرة من دمشق!
![](/wp-content/uploads/2022/12/photo1671565490-780x470.jpeg)
حلب- خالد زنكلو
واصلت إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداتها ضد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بتنفيذ عدوان عسكري باتجاه مناطق سيطرتها شمال وشمال شرق سورية، في وقت يبدو أن الأخيرة باتت مطمئنة أكثر من أي وقت مضى بعدول الأولى عن وعيدها مستقوية بمواقف الإدارة الأميركية.
يأتي ذلك في وقت واصل فيه تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي تصعيده، مستهدفاً نقاط الجيش العربي السوري في منطقة «خفض التصعيد»، في مسعى لـ«فرملة» تقارب أنقرة المعلن من دمشق، للنأي بنفسه عن أي «توافقات» ميدانية محتملة من التقارب، والتي يفترض أن تشمل مناطق سيطرة التنظيم شمال غرب البلاد.
مصدر ميداني مطلع على الوضع الميداني في حلب وإدلب، قال لـ«الوطن»: إن انتهاكات تنظيم «النصرة»، لم ولن تنعكس على تغيير خريطة السيطرة فيهما لمصلحة «النصرة»، مؤكداً أن محاولات تسلل مسلحين مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها «النصرة»، منيت كلها بالفشل وتم تكبيد الإرهابيين خسائر بشرية وعسكرية فادحة.
بالتزامن جدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وعيده ضد «قسد»، وقال: إن بلاده «ليست بحاجة إلى إذن أي جهة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد «ذراع الميليشيات في سورية تنظيم «بي كي كي/ واي بي جي» الإرهابي شمال سورية».
وبين أكار في تصريح لصحيفة «Il Messaggero» الإيطالية، نشرته أمس، أن «بي كي كي/ واي بي جي» يستهدف أمن وسلامة الأراضي التركية، وأن عمليات أنقرة العسكرية في الشمال السوري «تستند إلى المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة التي تخول تركيا حق الدفاع عن نفسها»، حسب زعمه، مضيفاً: إن «بي كي كي» المدرج على لائحة التنظيمات الإرهابية لدى الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة «يعمل على مغالطة المجتمع الدولي من خلال تبني أسماء مختلفة»، وإن امتداده السوري «واي بي جي» (وحدات حماية الشعب الكردية) تنظيم واحد «ولا فرق بينهما».
ودعا جميع حلفاء أنقرة إلى «وقف دعم التنظيم الإرهابي، والتضامن مع تركيا في مكافحته»، لافتاً إلى أن تركيا «تستهدف فقط التنظيم الإرهابي في شمال سورية، وهي لا تعاني أي مشاكل مع الأكراد أو أي إثنية أخرى»، قبل أن يذكر أن تنظيم «داعش» الإرهابي «لا يمثل الإسلام والمسلمين، وتنظيم «بي كي كي/ واي بي جي» أيضاً لا يمثل الأكراد»، مدعياً أن تركيا «تحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها، وتستضيف أعداداً كبيرة من السوريين الفارين من الحرب» على حد توصيفه.
مصادر مطلعة على الواقع الميداني شمال وشمال شرق سورية، كشفت في تصريحات لـ«الوطن» أن متزعمي «قسد» باتوا في الآونة الأخيرة أكثر اطمئناناً لمواقف واشنطن الرافضة لتنفيذ إدارة أردوغان لأي عملية غزو برية، حتى باتجاه منطقتي منبج وعين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، وأشارت المصادر إلى أن عزم قوات الاحتلال الأميركي تفعيل حضورها العسكري في محافظة الرقة عبر إنشاء قاعدة عسكرية في مقر الفرقة ١٧ المطل على نهر الفرات وما قد يتبع ذلك من إنشاء قواعد له في منبج وعين العرب بعد انسحابه منها في تشرين الأول ٢٠١٩، بالإضافة إلى استئناف جيش الاحتلال تسيير دوريات مع «قسد» في الحسكة، كلها مؤشرات تدل على دعم الإدارة الأميركية للميليشيات، التي يتوقع أن تستمر بإدارة ظهرها للتصريحات التركية العدوانية ولمبادرات موسكو الساعية إلى إيجاد حلول وسط في تلك المناطق لتجنيبها عدواناً برياً تركياً محتملاً لاحتلالها.