النظام التركي يحرض ميليشياته لنسف وقف النار في “خفض التصعيد” بإدلب والجيش على أهبة الاستعداد
أكدت مصادر إعلامية مقربة مما يسمى غرفة عمليات “الفتح المبين” العاملة في إدلب، والتي تتزعمها “جبهة النصرة” الإرهابية وتضم ميليشيا “الجبهة الوطنية للتحرير” أكبر تشكيل عسكري مكون من ١١ ميليشيا، أن النظام التركي طلب رفع “جهوزيتها القتالية” لتنفيذ هجمات “انتقامية” ضد الجيش العربي السوري والقوات الروسية في منطقة “خفض التصعيد”، ما يهدد بنسف وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ ٥ آذار ٢٠٢٠.
وقالت المصادر لـ “الوطن” أن التصعيد العسكري المستمر للميليشيات الممولة من نظام رجب طيب أردوغان وبأوامر مباشرة منه، زادت حدته وزخمه اثر “التقارب” بين واشنطن وأنقرة بعد مباحثات أردوغان مع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقائهما على هامش قمة حلف الأطلسي بالعاصمة البلجيكية بروكسل في ١٣ الشهر الماضي، ما يدل على تلقي النظام التركي “ضوءّ اخضر” لتفجير “خفض التصعيد” وخلق واقع ميداني جديد يودي باتفاقي “موسكو” و”سوتشي” بين موسكو وأنقرة وحتى مسار “أستانا” واجتماعات “جنيف” حول الدستور السوري.
وبينت المصادر أنه، ومن أجل ذلك، طلب النظام التركي من إرهابييه تسخين جبهات القتال في ريف اللاذقية الشمالي مرورا بسهل الغاب الشمالي في حماة وريفي إدلب الجنوبي والشرقي وصولا إلى ريفي حلب الغربي والشمالي، وذلك عبر تأجيج الخروقات وتنفيذ هجمات ضد الجيش العربي السوري والقوات الروسية، وبدا ذلك جليا خلال الأيام القليلة الماضية من خلال إدخال جبهات حلب على خط التصعيد بعد هدوء استمر لأشهر.
وفوق ذلك، أوعز النظام التركي لما يدعى “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، والذي يتخذ من اسطنبول مقرا له، بعقد اجتماع طارئ أمس الأحد من أجل بحث التصعيد شمال غرب سورية ودعوة الميليشيات والفرع السوري لتنظيم القاعدة لحشد قواها والاستنفار عسكريا ورفع “جهوزيتها القتالية” للانتقال من الدفاع إلى الهجوم استعدادا لتنفيذ عملية عسكرية محتملة ضد الجيش العربي السوري والقوات الروسية، وفق قول المصادر.
وأضافت بأن ضباط الارتباط في القواعد العسكرية التركية ونقاط المراقبة غير الشرعية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، يحرضون الميليشيات التي تأتمر بأوامرهم لشن هجمات انتقامية واستخدام الوسائط النارية، بما فيها الصواريخ، بشكل مكثف باتجاه نقاط ارتكاز الجيش السوري ونحو المناطق المدنية الآمنة كما في مدينة حلب وتلرفت ودير جمال بريف المحافظة الشمالي وجورين وناعور شطحة بسهل الغاب.
وأبدى مصدر معارض مقرب من ميليشيا “فيلق الشام”، التي تنضوي تحت راية “الوطنية للتحرير”، لـ “الوطن” خشيته من زج الميليشيات التركية في معارك ضد الجيش السوري وقوات الجو الروسية لا قدرة لها على تحمل نتائجها، لاسيما أن النظام التركي سبق وأن خذلها وتخلى عنها خلال عملية الجيش السوري الأخيرة مطلع العام الجاري، والتي مد نفوذه فيها إلى مناطق واسعة من ريف حماة الشمالي وريفي إدلب الجنوبي والشرقي وأرياف حلب الجنوبية والغربية والشمالية، وأمن طريق عام حلب حماة من الارهابيين.
إلى ذلك ، رجح موقع “ستراتفور”، الاستخباراتي الأمريكي، في تقرير جديد له حدوث مواجهات عسكرية مباشرة بين روسيا وتركيا في ادلب، على على خلفية التطورات المهمة في المحافظة والمنطقة الشمالية الغربية من سورية خلال الفترة المقبلة.
في الغضون، أفاد مصدر ميداني لـ “الوطن” أن وحدات الجيش العربي السوري في جميع جبهات القتال على أهبة وأتم الاستعداد لصد أي هجمات ينفذها إرهابيو أردوغان وإلحاق خسائر جسيمة في صفوفهم وعتادهم العسكري، والانتقال إلى الهجوم لاستعادة المناطق التي يحتلها الإرهابيون إلى حضن شرعية الدولة السورية، إذا ما ارتأت القيادة العسكرية ذلك.
حلب- خالد زنكلو