الوحدات الكردية: واشنطن لن تسمح لأنقرة بغزو عفرين
أعرب قيادي في وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية والتي تشكل العمود الفقري لـ “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكياً، عن اعتقاده بأن واشنطن لن تسمح لأنقرة التي حشدت قواتها على حدود عفرين شمال حلب بغزو المدينة.
وقال القيادي الكردي لـ “الوطن أون لاين” أن الإدارة الأمريكية التي أوعزت بنشر طلائع قوات برية أمريكية في مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي بالقرب من الحدود التركية بعد تهديد تركي باجتياحها “من المستحيل أن تسمح للحكومة التركية بالهجوم على عفرين الإقليم الثالث في الإدارة الذاتية الكردية، حليف واشنطن، بعد الجزيرة وعين العرب”.
وأوضح القيادي أن مدينة عفرين تضم أكثر من مليون ونصف المليون نسمة معظمهم من الأكراد “ولا يمكن التضحية بهم وفق أهواء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطامح إلى احتلال الشمال السوري برمته، لكن نترقب أن يحرك جيوشه نحو عفرين التي اتخذت، على الرغم من استبعادنا فكرة التدخل، كل الإجراءات العسكرية الاحترازية لمقاومة أي مغامرة تركية”.
وعلم “الوطن أون لاين” من مصدر ميداني في “قسد” أن الجيش التركي عزز اليوم الثلاثاء 27 حزيران من نشر قواته على الحدود التركية مع عفرين وأن قوات إضافية منه أرسلت إلى تخوم بلدة تلرفعت التي تسيطر عليها “سورية الديمقراطية” ويجري نزاع حولها مع تركيا والميليشيات المسلحة التابعة لها في المنطقة “ما يهدد باندلاع اشتباكات جديدة مع الجنود الأتراك والميليشيات المحسوبة عليها والتي لا تتوقف عن التحرش بنا”، على حد قول المصدر.
وكان الجيش التركي دفع بدبابات وعربات مصفحة وسيارات عسكرية إلى بلدة مارع المتاخمة لتلرفعت الثلاثاء الفائت في مسعى لاقتحام الأخيرة بعد توقف المفاوضات بين ميليشيات “الجيش الحر” و”حماية الشعب” حيث تدعي الأولى أن واشنطن تضغط على الأخيرة لتسليم 11 بلدة في ريف حلب الشمالي لتلك الميليشيات.
يذكر أن مصدر ميداني في الوحدات الكردية أكد لـ “الوطن أون لاين” في وقت سابق أن المفاوضات التي جرت على مدار شهرين مع ميليشيا “لواء المعتصم” التابعة لـ “الحر” و”حماية الشعب” اقتصرت على إجراءات تسليم جثث مسلحين سقطوا من “الحر” أثناء محاولة اقتحام بلدة عين دقنة التي تسيطر عليها الوحدات وليس بهدف تسليم البلدات الـ 11 إلى الميليشيات.
وكانت “قسد” سيطرت منتصف العام الماضي على بلدات منغ وعين دقنة وشيخ عيسى ومريمين وكفر ناصح والمالكية ومرعناز وكفر كمين وتلرفعت وحربل وشواغرة ودير جمال في ريف حلب الشمالي من الميليشيات المسلحة خلال فك الجيش العربي السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء.
حلب- الوطن أون لاين