قدم الوفد الوطني في اللجنة الدستورية للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، مقترح جدول أعمال بعدة سيناريوهات لتسهيل عقد جولة جديدة للجنة أبدى فيه الكثير من الليونة في الشكل، بهدف إنهاء معاناة الشعب السوري، دون أي تنازل في المضمون عن الثوابت الوطنية، لكنه لم يتلق حتى الآن أي رد من المبعوث الأممي!
وعلمت «الوطن» من مصادر مطلعة على مجريات وكواليس عمل اللجنة الدستورية، أن الوفد الوطني أكد للمبعوث الأممي خلال زيارته قبل أكثر من عشرة أيام التزامه بالقواعد الإجرائية وبمدونة السلوك الخاصة بعمل اللجنة، مع التشديد على ضرورة أن تبقى اللجنة بملكية وقيادة سورية ودون أي تدخل خارجي.
وكشفت المصادر، أن رئيس الوفد الوطني أحمد الكزبري، سلم المبعوث الأممي أثناء زيارته إلى دمشق مقترح جدول أعمال للجولة القادمة وبأكثر من سيناريو، أي بمعنى أن الوفد الوطني وفي مبادرة منه لتسهيل مهمة بيدرسون وكذلك لعقد جولة قادمة لأعمال اللجنة، قدم للمبعوث الأممي أكثر من مقترح جدول أعمال حيث أعطاه مساحة وفرصاً أكبر لإنجاح مهمته.
وأشارت المصادر، إلى أنه حتى الآن لم يتم الرد من المبعوث الأممي، على مقترح جدول الأعمال المقدم من الوفد الوطني، ولا عن موعد الجولة القادمة من أعمال اللجنة التي تم التوافق على أن تكون مطلع آذار المقبل، وذلك رغم مضي عشرة أيام على مغادرة بيدرسون دمشق.
وأشارت المصادر إلى أنه، قد يكون التوجه من الوفد الوطني، هو الذهاب باتجاه جولة قادمة للجنة مع التمسك بمناقشة الثوابت الوطنية الأساسية وعدم السماح بمرور أي مبدأ أو بند دستوري لا يعبر عنها صراحةً أو يتعارض معها.
وأوضحت، أن الوفد الوطني وحرصاً على نجاح أعمال اللجنة لإنهاء معاناة الشعب السوري، قد يبدي ليونة في الشكل لكن دون أي تنازل في المضمون عن مبادئ وثوابت الشعب السوري خلال المناقشات الدستورية.
وفي وقت أكدت مصادر متقاطعة من الوفد الوطني ووفد المجتمع المدني، لـ«الوطن»، أنه لا يوجد حتى الآن موعد محدد لعقد الجولة الثالثة من أعمال اللجنة، أكدت أن هناك جولات جديدة ستعقد وقد تكون ضمن الإطار الزمني الذي تحدث عنه بيدرسون في مؤتمر دافوس الاقتصادي أي خلال شهري شباط الجاري أو آذار القادم.
كما علمت «الوطن» من مصادر أخرى مطلعة على كواليس عمل اللجنة، أن هناك مؤشرات على قرب عقد جولة جديدة للجنة، منها أن أعضاء اللجنة الدستورية المصغرة المنبثقة من الوفد الوطني عقدت اجتماعات عمل خلال الأيام الماضية بعد زيارة بيدرسون إلى دمشق.
على خط مواز، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع بيدرسون، أمس، في طهران، وأكد ظريف في بيان للخارجية الإيرانية، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن طهران مستعدة للتعاون بالكامل في إطار احترام سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية، وشدد على أهمية الحل السياسي للأزمة السورية.
بدوره، أبدى بيدرسون وفق البيان، وجهة نظره فيما يخص العملية السياسية في سورية.
وأول من أمس بحث نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، مع السفير الإيراني لدى موسكو، كاظم جلالي، الوضع في سورية، إذ أعرب الجانبان عن دعمهما لعمل اللجنة الدستورية وفق بيان للخارجية الروسية.
وتتألف اللجنة الدستورية الموسعة من 150 عضواً، 50 منهم للوفد الوطني و50 لوفد المجتمع المدني و50 لوفد «المعارضات»، في حين تتألف اللجنة المصغرة من 45 عضواً 15 لكل وفد.
وعقدت اللجنة أول اجتماعاتها في الفترة بين 28 تشرين الأول و8 تشرين الثاني الماضيين، حيث عقد اجتماع للجنة الموسعة استمر يومين، تبعته اجتماعات للجنة المصغرة استمرت أسبوعاً.
لكن الجولة الثانية من اجتماعات «المصغرة» انتهت في 29 تشرين الثاني 2019، دون عقد أية جلسة عمل بسبب عرقلة وفد «المعارضات» لعملها ورفضه الدخول إلى جلسات العمل والاتفاق على جدول الأعمال.
وكان من المقرر أن تُعقد الجلسة الثالثة من جلسات «المصغرة» في 16 كانون الأول الماضي، وتم تأجيلها إلى 13 كانون الثاني الماضي، لكنها لم تُعقد.
مازن جبور