باحث بارز في «معهد واشنطن»: تغييرات جذرية محتملة في الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب في سورية
رأى الباحث الأكاديمي الفرنسي، فابريس بالونش، أن الهدف من اجتماع الأستانا هو أن يكون «مكملاً لعملية جنيف وليس بديلاً لها. لكن في النهاية، قد يتوجب على الفرقاء تفضيل عملية واحدة على الأخرى اعتماداً على من يملك معظم النفوذ في ساحة المعركة».
وفي مقال تحليلي نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تساءل بالونش عن الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الولايات المتحدة في الأستانا؟. مبيناً أن الخيارات ليست جيدة، «لكن العجز عن التصرف قد يُعتبر بمثابة إذعان لخطة روسيا ومؤشر على أن إدارة ترامب ستقلّص وبقدر أكبر دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط».
وبحسب بالونش، يشير موعد الاجتماع ومكانه ولائحة المدعوين إليه فضلاً عن سياقه الجيوسياسي إلى «تغييرات جذرية محتملة في الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب، الأمر الذي يرغم واشنطن على الأرجح على اتخاذ قرارات ملحة وعاجلة بشأن موقعها على طاولة الحوار».
وأضاف: «يكتسي اختيار موعد بدء المفاوضات أهمية كبرى، فبعد ثلاثة أيام من تنصيب ترامب يعتزم الرئيس بوتين بدء فصل جديد في سورية ما بعد أوباما بموجب شروطه الخاصة، عبر مواجهة الإدارة الأمريكية الجديدة بالأمر الواقع المتمثل بانتصار النظام في حلب. وعلى الصعيد الدبلوماسي، يهدد التحالف الجديد بين تركيا وروسيا وإيران بتهميش الجهات الفاعلة الخارجية الأخرى».
وفيما يتخطى الدلالة الرمزية لاختيار الأستانا، يبيّن بالونش أن هذه الجمهورية السوفياتية السابقة «بقيت حليفاً مقرباً عموماً من موسكو وأقامت في الوقت نفسه علاقات جيدة مع دول غربية وإيران. فاختزانها ثروات من النفط والغاز الطبيعي واليورانيوم يمنحها الوسيلة والقدرة على استضافة مؤتمرات دولية في قصور ضخمة مخصصة لهذه الغاية».
وأضاف: «يبدو أن هذا المنحى الدولي الجديد يخضع حرفياً للأنابيب التي تمتد خارج أراضيها نحو الشرق والغرب، وللسكة الحديدية الأوراسية المخطط إنشاؤها والممولة من الصين التي ستعيد تأهيل طريق الحرير القديم. وتُعتبر تركيا واحدة من العديد من الجهات الفاعلة الحريصة على أن تصبح صلة وصل في هذا المحور العابر للقارات وسط ترقّب بروز فرص تجارية كبرى».
وأكد بالونش أن الهدف من اجتماع الأستانا بطبيعة الحال هو إيجاد حل للحرب الدائرة في سورية. «لكن بخلاف ما حصل في جنيف، حيث أصرّ الغربيون على أن يكون الحل سياسياً وليس عسكرياً، يجمع رعاة اجتماع الأستانا الثلاثة الجماعات المسلحة معاً من أجل التوصل الى اتفاق عسكري يسفر عن توافق سياسي. لهذا السبب، لم تتمّ دعوة المعارضة السياسية».
الوطن أون لاين