بدء إنقاذ “بردى” ونهاية الخطة 2020
رغم عزم الحكومة على معالجة تلوث نهر بردى بشكل جذري من المنبع وحتى المصب، وتخصيص محطتي معالجة (جمرايا والهامة) إضافة إلى محطة الزبداني وإنشاء شبكات صرف صحي بقيمة (14) مليار ليرة منذ عام 2017، إلا أن الإجراءات المتخذة تأخرت بسبب الإهمال والاستباحة.
ونظراً لتلازم الحاجة إلى المياه مع واقع الصرف الصحي الذي تعرض للتدمير، بدأت وزارة الموارد المائية إجراءات الترميم للمنشآت المسؤولة على معالجة مياه الصرف الصحي التي تصب في النهر مباشرة وخرجت عن الخدمة.
وأكد معاون وزير الموارد المائية والري للشؤون الفنية أسامة الأخرس البدء بخطوات إنقاذ نهر بردى، ومن المتوقع الانتهاء منها في العام 2020، مشيراً إلى أنه يتم العمل حالياً على إعادة تأهيل قناة الجر من عقدة عين ترما إلى محطة المعالجة بتكلفة تقديرية تصل إلى 170 مليون ليرة، كما يتم إعادة تأهيل منشآت محطة المعالجة الخارجة عن الخدمة بشكل تدريجي وفق الإمكانات المتاحة من الشركة العامة للصرف الصحي، حيث تتضمن منظومته المحيطة بالمدينة وريفها ومحطة معالجة عدرا عدداً من الخطوط الرئيسة تتجمع في عقدة عين ترما ثم تتجه بخط مكون من قناة بيتونية إلى محطة المعالجة في عدرا.
وأوضح الأخرس لـ«الوطن» أن صبيب الشبكة يعود حالياً إلى النهر بعد خروجه من المدينة بسبب التخريب الحاصل في القناة وخروجها عن الخدمة حيث يتم تأهيلها بحيث تصل المياه مجدداً إلى محطة المعالجة.
وقدم الأخرس عرضاً لمنظومة الصرف الصحي في منطقة وادي بردى وأعالي النهر متضمنة الكلف المخصصة لهذه الغاية ما يبشر ببدء العمل ورفع الأذى عن واقع النهرـ مشيراً إلى أن محطة معالجة الزبداني التي هي حالياً قيد الاستثمار المسؤولة عن معالجة منصرفات بلدات الزبداني – بقين- بلودان- مضايا، تعمل بطاقة 12 ألف في اليوم، لافتاً إلى أن محطة معالجة جمرايا وهي قيد التنفيذ حالياً تهدف إلى معالجة منصرفات بلدات وادي بردى من التكية وحتى جديدة الوادي ورفد مجرى النهر بالمياه المعالجة بتكلفة 6.5 مليارات ليرة، حيث يرتبط معها تنفيذ عدد من المشروعات لمحاور الصرف اللازمة لربط المحطة مع التجمعات المخدمة بها التي تتضمن استكمال تنفيذ محور الصرف الصحي من التكية حتى كفر العواميد بطول 4 كم من المصبات بتكلفة 500 مليون ليرة، وتأهيل الخط المنفذ ضمن النهر في منطقة نبع الفيجة وحتى جسر عين الخضرة بطول 11300م بتكلفة 200 مليون ليرة وهو حالياً قيد التنفيذ.
إضافة إلى استكمال تنفيذ محور الصرف من عين الخضرة حتى موقع المحطة بطول 7700 م بتكلفة نحو 1.5 مليون ليرة، والتي تمت المباشرة بتنفيذ المرحلة الأولى منه بدءاً من أشرفية الوادي حتى محطة جمرايا.
وأشار إلى أن المنظومة تشمل استكمال المعالجة لكل من أحياء قدسيا والهامة بإنشاء محطة معالجة مع خطوط الجر اللازمة والاستفادة من المياه المعالجة في رفد النهر بالمياه بتكلفة 4 مليارات ليرة كما تشمل رفع مصبات الصرف المباشرة إلى المجرى من الأحياء المجاورة للنهر في دمر ووادي المشاريع وجبل الرز إضافة إلى المطاعم المنتشرة على صفة النهر في دمر والربوة بتكلفة تصل إلى 350 مليون ليرة (حيث تم إنجاز بعض مراحلها) مع قيام المحافظة بإلزام المطاعم بتركيب وحدات معالجة صغيرة لمعالجة المنصرفات.
وقد نفذت مديرية الموارد المائية في محافظتي دمشق وريفها جملة من الإجراءات الردعية بحق استباحة النهر من المشاريع السياحية والمطاعم المشيّدة عليه، وأكد مدير الموارد المائية والبيئة في دمشق وريفها محمود العكر أن جملة الضبوط بعام 2018 وصلت إلى 12 ضبطاً بحق هذه المنشآت التي لم تراع الالتزام بالقواعد الصحية والبيئية حيال النهر.
وينبع (براديوس) أي نهر الجنة بردى من جنوب بلدة الزبداني ويتميز بغزارة مياهه ليمر في سلسلة الجبال الشمال غرب دمشق ويدخل المدينة بعد رحلة طويلة تصل إلى 65 كم ويصب في بحيرة العتيبة شرقي المدينة مروراً ببساتين الغوطة.
صبا العلي