بعد غياب قسري لنصف قرن طبيب سوري يعود إلى الوطن ليبلسم جراح أبنائه.. النعسان لــ«الوطن»: سوريا ولدت من جديد والأمل تحقق للجميع

بعد غياب 49 عاماً عن أرض الوطن عاد اليوم الدكتور طريف النعسان أحد أهم المختصين في جراحة المفاصل في ألمانيا، وسيشارك في حملة “شفاء” التي أطلقها أبناء الشعب السوري من الأطباء في ألمانيا.
“الوطن” كانت في استقبال الدكتور النعسان بمطار دمشق الدولي.
بغصة ومرارة تختلط بالألم وعينين اغرورقتا بالدموع قال: غادرت سوريا عام ١٩٧٦ إلى ألمانيا بهدف التخصص الطبي، ومنذ ذلك الوقت لم أعد إلى سوريا من دون أي ذنب ارتكبته لأنني لا أعمل في السياسة فأنا رجل علم، لكن فقط لأنني ابن مدينة حماة حرمت من العودة إلى بلدي لنصف قرن، فخسرتنا سوريا وكسبتنا ألمانيا..
ولم أتمكن من العودة لأنني رفضت أن أفعل للسفارة السورية في ألمانيا ما تريد.
وأضاف الدكتور النعسان: أجريت اول عملية مفصل في ألمانيا عام ١٩٧٩ وكانت حينها من أكثر الأعمال الطبية تميزا لأن الألمان عرفوا مثل هذه العمليات في منتصف السبعينيات.
وعما إذا كان الدكتور النعسان يفكر في العودة الدائمة إلى سوريا قال: لا أعرف حتى الآن إن كنت سأعود بشكل دائم إلى سوريا أم لا، لكن الأكيد أنني سأقدم لأبناء شعبنا الخدمة التي يحتاجونها، وستكون مشاركتي في الحملة التي بدأت الأسبوع الماضي وتستمر أسبوعين قادمين وسأكون خلالهما في خدمة أبناء شعبنا من خلال إجراء عمليات جراحية في المفاصل في دمشق وحمص وفق البرنامج الذي تضعه وزارة الصحة والذي يتم خلاله إجراء عمليات جراحية لمرضى يعانون من جهتين المرض والحاجة.
وأضاف النعسان؛ إن الهدف من هذه الحملة أن يشعر أبناء الشعب السوري أن أبناء الوطن من المغتربين لم ينسوا وطنهم، وفي هذا الإطار نسعى لدعم القطاع الصحي المتهالك جداً من خلال تضافر كل الجهود المخلصة.
رسالتي لجميع المغتربين السوريين في كل أنحاء العالم، عودوا إلى سورية وساهموا في إعادة تعافيها، لأن معاناتها كبيرة، وهذه المبادرة تدل على بشائر الخير في هذا الاتجاه.
وختم بقوله: على السوريين جميعاً أن يفرحوا بهذا الإنجاز العظيم، لأن سوريا ولدت من جديد، والحلم تحقق وأصبح هناك أمل لدى الجميع.

الوطن أون لاين – محمود الصالح