بيان الرياض: استعداد لتوفير 34 ألف جندي لدعم العمليات في العراق وسورية
لم يرغب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته إلى السعودية، أن يميز بين الإرهاب وداعميه، ففيما كان ينادي بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، أظهر معاداة لافتة لإيران، وسط تماه سعودي خليجي مع موقفه، ما أثار شكوكاً حول الأهداف الحقيقية لإنشاء «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف» الذي تم افتتاحه أمس.
واتجهت الأنظار إلى القمة الأميركية والعربية الإسلامية التي ألقى فيها ترامب خطاباً بدا أنه محاضرة لقادة 55 بلداً إسلامياً وعربياً، فزعم ترامب أنه «من لبنان إلى العراق واليمن، فإن إيران تمول التسليح وتدرب الإرهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة أخرى تنشر الدمار والفوضى في أنحاء المنطقة»، معتبراً أن «داعش والقاعدة وحزب اللـه وحماس تمثل تهديدا إرهابيا للمنطقة».
فلسطينياً، اعتبر المتحدث باسم حماس فوزي جمعة برهوم، تصريحات ترامب «انحيازاً كاملاً للاحتلال الصهيوني»، على حين اعتبرها أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، «مقدمة لإقامة تحالف بين السعودية وعدد من الدول العربية مع الكيان الإسرائيلي، لمعاداة إيران ومحور المقاومة ومحاولة إنهاء الصراع مع العدو الصهيوني وتصفية قضية فلسطين».
في خطابه، نوه ترامب أن على الدول العربية والمسلمة «مواجهة أزمة التطرف الإسلامي والجماعات الإرهابية الإسلامية»، مضيفاً: «لا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تنتظر القوة الأميركية لتقوم بسحق العدو نيابة عنها، وعلى دول الشرق الأوسط أن تقرر طبيعة المستقبل الذي تريده»، إلا أنه وجه رسالة مبطنة ضد السعودية قائلاً: «علينا الانفتاح واحترام بعضنا البعض من جديد، وجعل هذه المنطقة مكانا يمكن لكل رجل وامرأة، مهما كان دينهما أو عرقهما، أن يتمتعا فيه بحياة ملؤها الكرامة والأمل».
وفي كلمته خلال افتتاح القمة، هاجم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إيران معتبراً أن «النظام الإيراني وحزب اللـه والحوثيين وداعش والقاعدة متشابهون»، وبعدها دشن وترامب بحضور قادة آخرين «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف – اعتدال».
وسبقت القمة العربية الإسلامية الأميركية قمة خليجية أميركية، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس»، تم خلالها «تبادل مذكرة تفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب» من دون توضيحات أخرى بشأنه.
وفي وقت لاحق ليل أمس صدر «بيان الرياض» الذي كشف عن «إعلان نوايا لتأسيس (تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي) بحلول 2018، كما رحب باستعداد عدد من الدول المشاركة في «التحالف الإسلامي العسكري»، دون أن يحددها، لمحاربة الإرهاب، «وتوفير قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسورية عند الحاجة».
الوطن- وكالات