تراجع في إنتاج العسل.. وما يباع على الأرصفة مغشوش
كشف رئيس اتحاد النحالين العرب في سورية إياد دعبول عن خسارة ما يقارب 70 بالمئة من الثروة النحلية خلال الحرب على سورية، وذلك نتيجة عدم تمكن النحالين من نقل النحل إلى المناطق الآمنة.
وأضاف دعبول في حديث خاص لـــ«الوطن»: إن الاتحاد بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية استطاع توزيع 15 ألف طرد من النحل إضافة إلى 15 ألف خلية خشبية وجميع مستلزمات تربية النحل على عدد كبير من النحالين الذين تضرروا خلال الحرب وفقدوا نحلهم في محافظات حلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس والسويداء وريف دمشق والحسكة.
وأشار دعبول إلى توزيع 3 طرود من النحل للمربي الواحد إضافة إلى 3 خلايا خشبية ومستلزمات التربية إضافة إلى توزيع سلة غذائية شهريا للمربي الواحد لمدة ستة أشهر ما أدى إلى تعويض جزء بسيط من الخسائر التي تعرض لها قطاع النحل، حيث أصبح لدى المربي الذي استلم 3 خلايا عام 2016 اليوم 9 خلايا وهكذا، وتابع: نعتقد أن الوضع في الموسم الحالي سيكون جيداً نظرا للخيرات التي تعم البلاد نتيجة الأمطار الوفيرة التي أدت إلى نمو اغلب أنواع النباتات وبكميات كبيرة ستوفر الغذاء المناسب للنحل.
ولفت دعبول إلى أن الإنتاج تراجع بشكل كبير جداً حيث لم يتجاوز الإنتاج في العام الماضي 500 طن من العسل، في حين كان الإنتاج في عام 2010 يزيد على 3200 طن.
وعن السلالات التي يتم استيرادها وتوزيعها على المربين الذين تضرروا خلال السنوات الماضية قال دعبول: أغلب السلالات هي السورية المحلية إضافة إلى بعض سلالات الاستيراد من السلالة الإيطالية والكرينولي وهو من صربيا.
اشتكى دعبول من وجود مشكلة حقيقية يعاني منها النحالون في سورية وهي وجود عسل صناعي تنتجه بعض المعامل في ريف دمشق والمحافظات الأخرى رخيص الثمن يروج له أشخاص على الأرصفة والطرقات على أنه عسل طبيعي توزعه المنظمات الدولية كنوع من المساعدات، وهذا الكلام عار عن الصحة لأنه لا يوجد أي جهة دولية ولا محلية توزع العسل، وكل ما يطرح تحت هذا العنوان هو عبارة عن مركب صناعي.
أما بالنسبة لنوعية العسل السوري فهو من الاعسال المنافسة دوليا نظرا للجودة العالية التي يتمتع بها بسبب نوعية المراعي، حيث توجد أعسال تخصصية مثل عسل اليانسون وعسل حبة البركة وغيرها ويرقى العسل السوري إلى مرتبة العسل الطبي، كذلك فإن العسل السوري يتميز بانخفاض نسبة الرطوبة فيه واحتوائه على نسب غذائية ومركبات مهمة، ما يعطيه مواصفات عالية. ولكل ذلك نجد أن العسل السوري مرتفع الثمن قياسا على أنواع الاعسال الأخرى وهذا يفقده القدرة على المنافسة السعرية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، إضافة إلى صعوبة تسويق الإنتاج من المربين الفقراء الذين لا يمتلكون الأدوات التجارية التي تساعدهم على التصدير.
وطلب دعبول من الجهات المعنية تقديم الدعم لمربي الثروة النحلية لتعويض ما فقدوه من ثروتهم من خلال قروض معينة أسوة بباقي الفلاحين، وخصوصاً أن الثروة النحلية مهمة جداً للاقتصاد الوطني حيث تسهم في زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة 40 بالمئة بسبب دورها في التلقيح بين النباتات، إضافة إلى دور النحل البيئي في تحقيق التوازن البيئي.
محمود الصالح