المقالات المترجمة

ترامب.. «ووترغيت» جديدة أم عودة لأحضان المؤسسة الرسمية؟

سلّط مركز الدراسات العربية والأمريكية (مقره واشنطن) الضوء على أبعاد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس، مؤخراً، معتبراً أن ترامب «فاجأ خصومه بخطاب سياسي ونبرة متوازنة لم يعهدها، منتهزاً الفرصة للقفز على أزمات وتسريبات استخباراتية الطابع تلاحق طواقمه السياسية والاستشارية».
وأشار تحليل نشره المركز، أن ترامب «اعتقد للوهلة الأولى أن اختياره عسكرياً رفيع المستوى كمستشاره للأمن القومي، الجنرال ماكماستر، قد يكسبه بعض الوقت الثمين لتحقيق أجندته المستندة الى شعاراته الانتخابية والاقصائية».
وأضاف: «بعيداً عن سيل التسريبات المغرضة، حافظ ترامب وفريقه على تشخيص ازمة استهدافه بعزم قيادات الحزب الديموقراطي، لا سيما الرئيس أوباما، عدم اتاحة فرصة هدوء كافية لتنفيذ مهامه الرئاسية. كثير من المراقبين أهمل الادعاء نظراً لشخصنة المدعي».
إلا أن المركز أشار في تحليله إلى أن عزم أقطاب الحزب الديموقراطي النافذ في مجلسي الكونغرس تشكيل لجان تحقيق متعددة تحت ستار التحقيق في طبيعة اتصالات ترامب واعوانه المقربين مع ممثلين رسميين عن الجانب الروسي «يعيد الى الاذهان أجواء فضيحة ووترغيت التي أسفرت في نهاية المطاف عن تنحي الرئيس الاسبق نيكسون تحت وطأة الضغوط ومحاصرته بتصريحاته المتناقضة».
وأضاف التحليل «في خانة الرضى والاطراء، أعرب عدد غير قليل من خصوم ترامب عن ارتياحهم للهجة التصالحية، أو هكذا ظنوا لبرهة قصيرة، وما ظهر منها من ميول تشير الى عودته لحضن المؤسسة الرسمية والتماهي مع خطابها الى حد ما».
إلا أن الهجوم الحاد على ترامب كان من مدير الموازنة في عهد الرئيس الأسبق ريغان، ديفيد ستوكمان، الذي أعرب عن ضيق ذرعه من سياسات ترامب قائلا لشبكة فوكس نيوز في 28 شباط الماضي «إن مشروع ميزانية ترامب لا يستوفي الشروط المطلوبة». وأكد على معارضته الشديدة لعزم ترامب تخصيص 54 مليار دولار اضافي لميزانية البنتاغون قائلاً «نحن في عوض عن تلك الزيادة خاصة وان ميزانية الدفاع الراهنة تفوق عشرة اضعاف ما تنفقه روسيا على شؤون الدفاع.. كما اننا لسنا بحاجة لتخصيص مبلغ 6 تريليون دولار للانفاق العسكري للعقد القادم لملاحقة الصين التي لا تعرف وجهتها المقبلة».
ورأى تحليل المركز أن وعود ترامب المتناثرة وبرامجه الطموحة، لا سيما في زيادة الانفاق العسكري الاميركي لمستويات غير مسبوقة، مرهونة بقدرته على تحقيق تعاون خصومه الديموقراطيين.
وأضاف: «عثرات قادة الحزب الديموقراطي، في عصر ترامب، تعزز الاعتقاد بأن الحزب لم يتغلب على أزماته الداخلية وصراع الأجنحة بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية، خاصة بين تيار يمثله المرشح السابق بيرني ساندرز ومؤسسة الحزب التقليدية، جناحي الرئيس اوباما والمرشحة كلينتون على السواء.. وجاءت انتخابات رئيس اللجنة المركزية للحزب الديموقراطي، الاسبوع الماضي، ترجمة حية على هزيمة تيار ساندرز امام خصمه الثنائي: اوباما – كلينتون».
وختم المركز تحليله بأنه في ظل غياب أجندة وقيادة فاعلة للحزب الديموقراطي «يمضي ترامب وحزبه الجمهوري قدماً في تنفيذ برامجه الداخلية في الانقضاض على دولة الرفاهية الاجتماعية، واقتطاع برامج لها جذور تاريخية لصالح ميزانيات الدفاع والأمن. بل سيعزز من الانطباعات الأولية التي أرساها في خطابه والتحلي بثياب الأداء الرئاسي».. كما يواظب ترامب على ترويج مبالغاته عبر تويتر، كوسيلة تحريضية ضد الخصوم، أحدثها اتهامه الرئيس السابق اوباما باصدار اوامره القيام بالتنصت على مكالمات ترامب الهاتفية.

الوطن أون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock