أكدت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة ممولة وتابعة لتركيا في ادلب أن نظام رجب طيب أردوغان التركي يدعم “جبهة النصرة” ومظلتها “هيئة تحرير الشام” لوجستياً على الأرض لكنه يحاربها بـ”الكلام” فقط دون خطوات ملموسة تدل على صحة ادعائاته.
وبينت مصادر معارضة مقربة من “الجبهة الوطنية للتحرير”، الميليشيا التي تشكل الذراع العسكري لتركيا في ادلب والأرياف المجاورة في اللاذقية وحماة وحلب، لـ “الوطن أون لاين” أن النظام التركي وكلما توجه إليه انتقادات حول دعمه للإرهابيين، وخصوصاً فرع تنظيم القاعدة في سورية، من ضامني مسار “أستانا” روسيا وإيران ومن روسيا ضامن اتفاق “سوتشي” حول “المنطقة منزوعة السلاح” في ادلب، يسارع إلى نشر أكاذيب في وسائل إعلامه عن حملة للقبض على الإرهابيين داخل بلاده أو ادعائه بأن أجهزته الأمنية ألقت القبض على عدد منهم.
وأشارت المصادر أن تواطؤ تركيا مع “النصرة” في الأسبوعين الأخيرين بفرض هيمنتها على كامل رقعة ادلب الجغرافية والأرياف المجاورة لها سواء عن طريق الحروب التي شنتها على الميليشيات المكونة لـ “الوطنية للتحرير” أو إرغام أنقرة الميليشيات الوازنة في الجبهة على تقديم فروض الطاعة لفرع “القاعدة”، دفعها إلى تلفيق خبر القبض على 13 شخصاً اليوم الأحد يشتبه أنهم ينتمون إلى “تحرير الشام”، التي تنشط في سورية، في عملية مداهمة لمنازل يسكنونها في مدينة أضنة جنوب تركيا.
وأضافت بأن التهم الجاهزة والمعلبة لمثل عمليات الدهم تلك، وكما جرت العادة، مشاركة “الإرهابيين” في “اشتباكات” داخل سورية أو “تجنيد” عناصر للقتال فيها أو تقديم دعم “مالي ولوجستي”. أما التنظيم الذي توجه إليه الاتهامات راهناً فهو “تحرير الشام”، الذي صنفته تركيا على قائمة التنظيمات الإرهابية بينما حل سلفه “داعش” ردحاً من الزمن على أجندة وسائل الإعلام التركية المقربة من نظام أردوغان وحكومته “العدالة والتنمية”.
ودللت المصادر على زيف ادعاءات تركيا بمحاربة الإرهاب والإرهابيين بأنها وقفت وراء صفقة تبادل الأسرى أول أمس بين “تحرير الشام” وميليشيا “الجيش الوطني”، التي شكلتها شمال وشمال شرق حلب في مناطق “درع الفرات” وعفرين.
كما فرضت أنقرة على “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جيش الأحرار” و”ألوية صقور الشام”، وجميعها تتبع لـ “الوطنية للتحرير”، تقديم صك استسلامها لـ “النصرة” نهاية الأسبوع المنصرم عبر توقيع اتفاقيات سلمتها من خلالها أسلحتها الثقيلة ومواقع سيطرتها في جنوب ادلب وشمال حماة وفي سهل الغاب وجبل شحشحبو وريفي ادلب واللاذقية الشماليين.
خالد زنكلو – الوطن أون لاين