دمر النظام التركي ضريح القديس مار مارون المعروف بـ “أبو المورانة” في قرية براد شمال غرب حلب والتي كان من المفترض أن تشكل قبل بدء الحرب على سورية “محجاً” لأكثر من 6 ملايين ماروني يقيمون في لبنان وبلاد الاغتراب.
وقالت مصادر أهلية في براد أن الطيران التركي شن غارات جوية أمس الأربعاء على المواقع الأثرية في القرية وتسبب بتدمير ضريح مار مارون وكنيسة جوليانس المقابلة له، وهما أهم أثرين تاريخيين في المنطقة ويعودان للقرن الرابع ميلادي، وذلك قبل أن لجأ الجيش التركي مدعوماً بالميليشيات المسلحة المتحالفة معه إلى احتلال القرية مع قرية كيمار الأثرية المجاورة في الريف الجنوبي لعفرين بعد انتشار لجان شعبية رديفة للجيش العربي السوري فيهما في وقت سابق.
ويقع قبر مار مارون، الذي توفي سنة 410 للميلاد، داخل كنيسة صغيرة شيدت فوقه ولم يبق لها أثر، وكشف الضريح على العوامل الجوية بعد رفع غطاءه منذ مدة طويلة. أما كنيسة جوليانس فحافظت على بنيتها الإنشائية وكانت تستقطب أتباع القديس والسائرين على نهجه لفترة طويلة.
وسجلت اليونسكو عام 2011 موقع براد الأثري على لائحة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم وأولته الحكومة السورية عناية خاصة وبنت كنيسة مارونية جديدة بالقرب من الضريح.
إلى ذلك، كشف المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور محمود حمود على أن القصف التركي أدى إلى “تدمير الكثير من المباني الأثرية المهمة ومن ضمنها ضريح القديس مار مارون وكنيسة جوليانوس التي تضم الضريح وتعد من أقدم الكنائس المسيحية في العالم حيث بنيت نهاية القرن الرابع للميلاد”. وقال بأن هذا العدوان دليل على وجود “خطة ممنهجة للقضاء على التراث وكل مقومات حضارة السوريين ومحو الهوية والذاكرة السورية”.
وكان العماد ميشيل عون، رئيس كتلة “التغيير والإصلاح” النيابية اللبنانية رئيس لبنان راهناً زار على رأس وفد لبناني في 12 حزيران 2008 براد وحضر قداساً قرب قبر مار مارون في بادرة رأى مراقبون حينها أنها تصب في خانة الانفراج السياسي مع موارنة لبنان بتياراتهم المختلفة.
يذكر أن المجمع الماروني اعتمد رأي الأب باسكال كاستيلانا رئيس طائفة اللاتين في القنية سابقاً، والمعزز بدراسات البعثات الأثرية والجيولوجية والتاريخية، لتحديد المواقع التاريخية التي عاش وترهب فيها شفيع الطائفة المارونية مار مارون، وأقر براد وكالوتة المجاورة مزارين مقدسين سيعاد تأهيلهما بعد التنسيق مع المسؤولين السوريين ليصبحا محجاً لأبناء الطائفة.
حلب- خالد زنكلو